لعل الجميع يتابع ويري ويسمع الهجمات
التي تشنها وسائل الإعلام على فضيلة الإمام الأكبر الدكتور” أحمد الطيب ” شيخ
الأزهر وهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ، والنيل من أعز ما نملك من مؤسساتنا
الدينية والمحاولة الخسيسة لتعرية الأزهر الشريف وامامه الأكبر .
فكيف للأزهر الذى خدم الإسلام لأكثر
من ألف عام، أن يتم الهجوم والتطاول عليه بهذه الطريقة الرخيصة سواء من قبل أنصاف
الأقلام ،ومن فاقدي العلم والفقه ، أو من شيوخ وقادة الجماعات المتطرفة والارهابية
عبر وسائل الإعلام المختلفة أو مواقع التواصل الاجتماعي ؟
الهجمات الإعلامية التى تشن على
الأزهر ليست جديدة، فالهجوم على الأزهر قد بدأ منذ سنوات، لكن الهجوم تصاعد في
الآونة الأخيرة، حتى أن بعض الإعلاميين اتهمه بتهم نكراء لا يفرح لها الا عدو ،
ولا يرضى عنها الا حاقد وكاره ، ولايصدقها الا أحمق ، فقد أتهم الأزهر بتبني أفكار
تنظيم الدولة، واتهمه البعض الأخر بالمسؤولية عن تراجع الخطاب الديني المعتدل
وانتشار التطرف ، بينما اتهمه أخرون بأنه تابع لهوى السياسة ، بجانب اختلاف وجهات
النظر في قضايا دينية مختلفة ،والتي كان أخرها بين شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ، ورئيس جامعة القاهرة الدكتور محمد
الخشت في حديث بشأن "التجديد والحداثة في الدين" خلال المؤتمر الذي نظمه
الأزهر الشريف بالقاهرة ، والذي تابعه الجميع ويعرف محتواه ..
تساؤلات تطرح نفسها :
ما هي الجرائم التي ارتكبها الأزهر
الشريف كموسسة دينية عبر تاريخه الطويل لتناله هذه السهام من الغوغاء ؟
ما علاقة الأزهر الشريف بكل مصيبة أو
كارثة تحدث في المجتمع عن طريق أفراد لا ينتمون لمؤسسة الأزهر من قريب ولا بعيد ؟
لماذا يتهم الأزهر الشريف وكأنه هو
سبب تخلف الدولة وأنه يقف عائقاً أمام تحقق الازدهار والتقدم ؟
لماذا يتحمل الأزهر كل أسباب التطرف
وصناعة الإرهاب ، وكأنه هو المخطط والمدبر لكل مصيبة أو حادثة تحدث بالبلاد ؟
هل الهجوم الذي يشنه بعض الاعلاميين
علي مؤسسة الأزهر الشريف بصفة عامة وعلي “الدكتور أحمد الطيب ” بصفة خاصة لا يعدو
كونه صراعا بين شخصيات دينية ؟ ولا دخل للدولة بهذا الصراع ،.أم أنه هجوما” مدفوع
الأجر والهدف منه إقصاء مؤسسة الأزهر عن المشهد الحالي، وإخلاء الساحة للمتطرفين
من ناحية وللعلمانيين من ناحية أخرى .
يأتي هذا اللغط وسط حملة تشويه إعلامية ضارية
واغتيال معنوي لشخصية الأزهر الشريف وشيوخه وعلمائه ، يبدو أنها مخططة ولم تأت
اعتباطاً أو رد فعل لحظي على مواقف بعينها للمؤسسة الأزهرية مؤخراً…. بدا من كثرة
المقالات والتغطيات الصحفية عبر القنوات الاعلامية المختلفة والتي تقوم بالتجريح
في الأزهرالشريف ، لدرجة تجعلك تشك أن هناك ثأر دفين يتم تصفيته الآن عبر التشكيك
في أكبر وأعظم مؤسسة إسلامية في مصر والعالم كله ، وهذه التيارات سواء كانت متشددة
أو مفرطة خطر على الإسلام وعلى وسطيته؛ لأن الإسلام وسطى لا يحمل فكر هذا ولا يحمل
فكر ذاك، وهذه هى المشكلة التى يعانى منها المسلمون، ويعانى منها الأزهر نفسه، فهو
ضمير الأمة الإسلامية قديمًا وحديثًا، شاء هؤلاء المتطرفون أو المتميعون أم أبوا ...
الحملة الشرسة المثارة ضد الأزهر الشريف وتراثه؛
يقودها فريق من الكارهين للأزهر عبر قنواتهم الاعلامية والتي تدعم بالجانب المالي
الكبير سواء من الخارج ، أو من خلال المنتفعين وأصحاب المصالح بالداخل والذين
باعوا شرفهم وكرامتهم ، وقبضوا ثمنها لازاحة مؤسسة الأزهر الشريف من طريقهم لتحقيق
أهدافهم الدخيلة ، سواء كانت عقيدتهم المتشددة والخالية من العلم والثقافة بالنسبة
للتيارات الدينية المتشددة ، أو لتحقيق دعواتهم الشاذة والمنحلة بالنسبة للتيارات
المفرطة – وهذه الكراهية قديمة – من أصحاب هذه التيارات سواء كانت تيارات دينية
تتشدد في الدين ، ويرون أن مؤسسة الأزهر الشريف بوسطيته وسماحته وعلمائه لا يحقق
لهم الصورة التي يؤمنون بها من طريقة التدين بالطرق الشكلية والالزامية بالأمر دون
تفكير ولا حوار ولا جدال ….. أو التيارات ألأخري وهي التيارات العلمانية المفرطة
والتى تتمنى أن ينقلب الشرق يومًا إلى جزء من الغرب يحاكى ثقافته وحضارته وقيمه
التى لا يُراعَى فيها دين ولا خلق، وهؤلاء لا يبكون كثيرًا ولا قليلًا على الفروق
العلمية والتكنولوجية والسلوكية بيننا وبينهم، ويعتبرون أن الأزهر هو العقبة التى تقف
فى طريق تحقيق أحلامهم.المريضة والشاذة ..
وأخيرا : ليعلم الجميع أن مهاجمي
الأزهر لا يعدون كونهم أنصاف أقلام ، وهم بفعلتهم يسيئون لمصر كلها قبل الأزهر
الذى خدم الإسلام لأكثر من ألف عام ، وصدر قيم التسامح والعدل وعلوم القرآن الي
الدنيا باكملها حتى للبلد التي نزل فيها القرآن ، وظل الأزهر الشريف ملتزماً
بالإسلام الوسطي على مدار تاريخه ، وسيظل جامعاً وجامعة يؤدي رسالته في خدمة
البشرية كلها .
حفظ الله مصر من كيد الكائدين ومكر
الماكرين وحقد الحاقدين
0 comments:
إرسال تعليق