صورة أدهم الشرقاوى فى الفولكلور الشعبى
أدهم الشرقاوى..تجمعت حوله أسطورة جعلته موضوع موال شعبى شهير؛جعل منه أسطورة تشبه اسطورة "روبين هود" فى الشعر الإنجليزى؛اسطورة اللص الشريف الذى يسرق الأغنياء ليعطى للفقراء ؛هكذا استقرت صورة ادهم الشرقاوى فى الوجدان العام عبر أجيال ثقافية تجاوزت حتى الآن ما يقرب من قرن من الزمن ،وتحولت قصته إلى مادة يستلهمها الأدب والفن عبر الإذاعة والتليفزيون ويتحدث عنها النقاد والكتاب كما تحدثوا عن الفولكلور المصرى أو أدب الفروسية .
صورة أدهم الشرقاوى فى الفولكلور الرسمى
أى فى نظر الحكومة والحكام ..صورته على النقيض تماما ..فقد كتب عنه فى مجلة "اللطائف المصورة" عدد الإثنين 31 اكتوبر 1921 قائلة :" المجرم الأكبر ..الشقى..الطاغية ..أدهم الشرقاوى ؛بعد ان طارده رجال الضبط والبوليس واصطادوه فأراحوا البلاد من شره وجرائمه وقد كان له مساعدون من المجرمين الأشقياء مثل "الشريعى وعبد الحليم صالح،ولكن أدهم كان أخطرهم جميعا .
حكاية ادهم الشرقاوي فى مجلة "اللطائف المصورة"
بحسب ما قالت مجلة "اللطائف المصورة " ..ولد ادهم عبد الحليم الشرقاوى نحو عام 1898 ولقى مصرعه فى اكتوبر 1921 فكانه مات بعد 23 عاما بعد ان دوخ الحكومة 3 سنوات ؛ولد بناحية زبيدة مركز ايتاى البارود وألحقه أبوه بالمدارس الابتدائية حتى اتم دروس السنة الرابعة،ثم اخرجه أبوه من المدارس حين لمس عدم استعداده لتلقى العلوم ،ولوحظت عليه العدوانية ؛فكان يعتدى على كل من يمسه بأبسط شىء .وفى عام 1917 ارتكب اول حادثة قتل ،وكان عمه عبد الحميد بك الشرقاوى أحد شهود الإثبات ،وفى أثناء محاكمته فى محكمة الجنايات سمع أحد الشهود يشهد لغير صالحه ؛فهجم على احد الحراس بقصد نزع سنجته ليطعن بها الشاهد ،وحكت المحكمة على أدهم الشرقاوى بـ 7 سنوات .
فأرسل إلى ليمان طرة ..وهناك ارتكب جريمة قتل أخرى ؛فقد تعرف على أحد السجناء هناك وادرك من كلامه أنه القاتل الحقيقى لأحد أعمامه ،وانه لم يقبض عليه فى هذه الجريمة ،وإنما قبض عليه فى جريمة أخرى ؛ولما عرف ادهم تلك الحقيقة غافل السجين وضربه على رأسه بآله تقطيع الأحجار فقتله على الفور ،وحكم على ادهم بالأشغال الشاقة المؤبدة .
غير أن أدهم هرب من السجن فى اضطرابات 1919 واختفى فى مكان ما فى بلده ،وضم إليه عدد كبير من الأشقياء وكون منهم عصابة ،وأخذ يرتكب الجرائم العديدة ،وكان همه الوحيد أن يقتل عمه عبد الحميد بك الشرقاوى عمدة زبيدة ؛لأنه كان أهم شاهد فى قضيته الأولى ،وكان يتربص به فى غيطان الذرة ،ولكنه عجز عن قتله ،لأن عمه كان شديد الحذر .
واضافت اللطائف المصورة : أدهم ظل يرتكب الجرائم والحوادث المخلة بالأمن من قتل وسطو ونهب ناحية زبيدة قريته حتى يكون ذلك مدعاة لرفت عمه من العمودية ..فلم يفلح أيضا.
وعندما كبرت عصابته صاء يٌستأجر لإرتكاب جرائم القتل مقبل قليل من المال ؛فقتل الكثيرين منهم خفير نظامى بعزبة خلجان سلامة وشقيقه الشيخ يوسف أبو مندور وهو من اعيان المركز وآخرين ،ثم أخذ يبتز العمد والأعيان ليأخذ منهم مبالغ طائلة مقابل المحافظة على ارواحهم .
وأخيراً ..هاجم أدهم أحد أعوانه ،وكانوا ملثمين وهو الشيخ حسين السيوى وهو من اعيان ناحية كفر خليفة ،وكان ادهم يطارده وهاجمه بينما كان جالسا مع خمسة من اصدقائه يتحادثون ويلعبون الطاولة ،وكان ذلك فى العاشرة صباحا أى فى رابعة النهار ،وصرخ فيهم أدهم وسدد رفيقه بندقيته إلىالجماعة ففروا ..هنا أطلق أدهم رصاصة على الشيخ السيوى فأرداه قتيلا فدب الرعب فى قلوب الأهالى .
وكان أدهم يسطو على التجار على قارعة الطريق نهارا ويسلب محافظهم وما يملكون ..وعندما شاع الرعب بين الناس عززت الحكومة قوات الأمن فى المنطقة .
وتخاصم أدهم مع أحد اقربائه وهو خفير اسمه محمود أبو العلا لضربه شخص من اسرته ؛فوشى به الخفير لدى البوليس ودلهم على مكانه وحين شددت الحكومة النكير على أدهم وجدت فى مطاردته ترك أعوانه خوفا على حياتهم ؛أما أدهم فلم يخف وظل يتنقل من مركز لمركز .
وأخيرا ..ارسب ملاحظ بوليس التوفيقية أحد الجاويشية ويدعى محمد خليل ومعه نوبتجى سودانى واحد الخفراء ؛فكمنوا له فى غيط ذرة بزمام عزبة جلال التابعة لناحية قلشان ،وكان أدهم فى حقل مجاور من حقول القطن يتأهب لتناول غدائه الذى جاءته به امرأة عجوز ،وكان يخفره أحد الخفراء النظاميين ،ولما احس أدهم بحركته داخل غيط الذرة أطلق عدة طلقات من بندقيته الماوزر دفاعا عن النفس ولكن الجاويش محمد خليل أطلق عليه رصاصتين فسقط قتيلا .
تقول اللطائف المصورة : أن أدهم الشرقاوى لم يكن قوى العضلات بدرجة تمكنه من ارتكاب هذه الجرائم ،ولكنه كان من اجل اللصوص واقتلة فلا يبالى بالحكومة ولا يبطشها .
هذه قصة أدهم الشرقاوى كما فى اللطائف المصورة ومنها يتضح ؟أن أدهم كما صورته الصحافة وبيانات الحكومة ،انه كان مجرما أثيما وسفاحا رجيما ،وهى عكس صورته فى الموال الشعبى الشهير ..وهى أنه كان يقتل من اجل الشرف ويسرق من أجل الفقراء.
فأين الحقيقة..؟!!
سنعرضها فى المقال التالى إن شاء الله .
0 comments:
إرسال تعليق