عندما نتأمل بعمق حياتنا اليومية نلاحظ انها لا تخلو من صراعات. فأينما نذهب او نولي وجوهنا نلاحظ ان هنالك خصومات هنا او صراعات هناك. ففي المنزل يتخاصم الاخوة على اتفه الأمور ومن حين لآخر يتخاصم الزوجان مهما بلغت درجات الاحترام بينهما وقد يكون النزاع بينهما محترما ويكون باردا ولا ينتبه اليه أحدا ولكن وفي كل الحالات هنالك صراع حميد تتغذى منه تلك العلاقة الزوجية وتتجدد. والصراع بين الافراد والجماعات يؤدي في بعض الاحيان الى إيجاد الحلول والى توضيح أمور قد كانت غامضة. وينما كان الانسان كان الصراع مهما قل الأشخاص او كثروا. وهل يمكن ان ننسى الصراع الذي قام بين قابيل وهابيل. حتى الاخوة ليسوا في منأى عن النزاع والعراك. ويمكن ان نصنف الصراع الى درجات واصناف. صراعات لها ادواتها المختلفة كالكلمة والسلاح. فالقلم لدى الكاتب سلاح واداة للصراع. وهنالك كذلك صراع الأطفال البريء الذي نجده لدى الرضع الذين نشبههم بالملائكة. اليس خصامهم عامل ضروري للتواصل والشعور بالسعادة. ولكن لماذا يتصارع الحيوانات. وهل هنالك أجمل من صراع الديكة والاكباش. فالفراخ حالما تكبر تهاجم الدجاجة. ولماذا يخاصم الانسان نفسه ويجعل منها خصما يهاجمه والأكيد ان هذا النوع من الصراع هو الاجمل والأكثر نفعا. جميل ان يخاصم الواحد منا
نفسه ويحاسبها. وكم نحن بحاجة الى هذا النوع من الصراع. وفي كل الأماكن يهيمن الصراع على حياتنا ويتربص بنا ولا مفر من وجوده في سلوكنا اليومي. ومنذ نشوء الكون والانسان والحيوان والطبيعة يعيشون على الصراع. ففي الطبيعة تهجم الريح على الأشجار والنباتات لتصارعها فتجد منها مقاومة أحيانا وهزيمة حينا اخر.
والصراع بالنسبة للحياة سبب استمرارها ولولاه لأصبحت كالماء الاسن والماء الاسن لا يعطي حياة سليمة. ولذلك قال الله تعالى. ولولا دفع الله الناس بعضها لفسدت الأرض. إذا هذا الكون مبني على الصراع وبدونه لا تستمر الحياة. وهنالك صراعات صغيرة تحدث في كل حين وصراعات متوسطة وصراعات كبيرة وأخرى متوسطة ولكن الصراعات العظمى تبقى هي الامر الذي يشغل العالم باسره وهو الذي يحرك سواكنه ويكون القاسم المشترك بين كل الشعوب. لنتخيل عالما بدون صراعات عالم يشبه المقابر في صمتها. إذا فالصراع هو سبب ضروري من أسباب الحياة السليمة وتلك حكمة الله في خلقه. واستشهد بقول الله تعالى. ولولا دفع الله الناس بعضها لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين (251 سورة البقرة) . الله يدفعنا دفعا للصراع كي لا تفسد حياتنا بسبب الجمود . اذا هي ايادي الله الخفية التي تسير حياتنا وترعى شؤوننا. الله يقول انه ذو فضل علينا بدفعنا للصراع الذي يجدد حياتنا ويبعث فيها احداثا تجعلنا نتفاعل معها وننشغل بها ونتابعها بشغف. تأكد الينا اذا ان الصراع هو عنصر ضروري في حياة الانسان. وهنالك صراعات صغيرة كما ان هنالك صراعات كونية كالصراع الفلسطيني اليهودي الذي يشغل العالم ويجذبه اليه. هل من الضروري وجود هذا الصراع. بلى لا بد لهذا الكون من صراع كوني ليحدث التوازن على الأرض ومتى شاء الله ان ينهيه فسوف يحدثه في مكان اخر لتحافظ الأرض على توازنها واستمرارها.
0 comments:
إرسال تعليق