يجتمع قادة مجموعة العشرين في الأرجنتين وسط توتر جديد بين روسيا وأوكرانيا، حيث ألغى الرئيس الأميركي دونالد ترامب اجتماعا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتن احتجاجا على احتجاز موسكو سفنا أوكرانية حربية.
وأدت أنباء إلغاء الاجتماع إلى انخفاض قيمة العملة الروسية الروبل، التي تتسم بحساسية إزاء الأحداث التي يمكن أن تفضي إلى فرض عقوبات جديدة على روسيا.
وفي محاولة لتصحيح الوضع، قالت وزارة الخارجية الروسية، الجمعة، إن موسكو تعتقد أن ترامب ألغى اجتماعه مع بوتن لأسباب داخلية، وليس بسبب الوضع في أوكرانيا.
وقبل تصريح الخارجية الروسية الأخير، حاولت موسكو المساومة بعد قرار الرئيس الأميركي بإلغاء اللقاء، إذ قال الناطق باسم الرئاسة الروسية، ليل الخميس الجمعة، إن ذلك "يعني أن المحادثات حول قضايا دولية وثنائية خطيرة ستؤجل إلى ما لا نهاية"، مؤكدا أنه "في ما يتعلق بالرئيس الروسي فلاديمير بوتن، إنه مستعد لإجراء اتصالات مع نظيره الأميركي".
ويبدو أن بوتن سيواجه، خلال قمة العشرين، ضغوطا من زعماء أوروبيين آخرين، إذ نددت كل من رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بالإجراءات الروسية الأخيرة في بحر آزوف.
أسباب تجدد الصراع
وعاد الصراع بين روسيا وأوكرانيا، الأحد الماضي، عندما فتح حرس الحدود الروسي النار على ثلاث سفن أوكرانية بالقرب من شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو في عام 2014.
وكانت السفن تحاول المرور عبر مضيق كيرتش في طريقها إلى بحر آزوف. واستولى الروس بعد ذلك على السفن، وأطقمها، المكونة من 24 فردا.
وفي اليوم التالي، الاثنين، تبنى البرلمان الأوكراني اقتراح الرئيس بترو بوروشنكو بفرض الأحكام العرفية في البلاد لمدة 30 يوما عقب المواجهة.
وكانت محكمة القرم قضت، في وقت سابق من هذا الأسبوع، بإبقاء البحارة الأوكرانيين وراء القضبان لمدة شهرين على ذمة التحقيق.
"عقوبات مناسبة"
وعلى متن رحلتها الجوية في طريقها لحضور قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين، قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إنه يجب على روسيا الإفراج عن السفن والبحارة الأوكرانيين، وأضافت أن بريطانيا ستواصل الدفع باتجاه فرض "عقوبات مناسبة".
وهناك خلاف بين روسيا وبريطانيا على خلفية تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته في سالزبري في مارس الماضي.
أما المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل فقد لوحت، الخميس، بالعقوبات ضد روسيا، قائلة إن الغرب يفرض عقوبات على روسيا دفاعا عن القانون الدولي، مُضيفة أنها ستناقش قضية بحر آزوف مع بوتن خلال قمة العشرين.
وربما تناقش دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) المشاركة في قمة العشرين مناشدة الرئيس الأوكراني للحلف لنشر سفن حربية في بحر أزوف وسط انتقاذ روسي لهذه الدعوة.
أوكرانيا ترد
وفي أحدث تصعيد للتوترات بين الجارتين، منع مسؤولون أوكرانيون الذكور الروس الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و60 عاما من السفر إلى البلاد.
وأعلن قائد حرس الحدود الأوكراني بيتر تسيجيكال في اجتماع أمني، الجمعة، أن جميع الذكور الروس الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و60 سنة سيمنعون من السفر إلى البلاد، في الوقت الذي تطبق فيه الأحكام العرفية.
وقال الرئيس بترو بوروشنكو، في الاجتماع، إن هذه الإجراءات تتخذ "من أجل منع الاتحاد الروسي من تشكيل جيوش خاصة" على الأراضي الأوكرانية.
عداء قديم
وترجع أسباب العداء بين روسيا وأوكرانيا إلى عام 2014 عندما ضمت موسكو لشبه جزيرة القرم. كما دعمت روسيا الانفصاليين في شرق أوكرانيا من خلال إرسال قوات وأسلحة بشكل سري.
وأدى القتال هناك إلى مقتل ما لا يقل عن 10 آلاف شخص منذ عام 2014، لكن الاشتباكات خفت نوعًا ما بعد هدنة عام 2015.
المصدر: وكالات
0 comments:
إرسال تعليق