• اخر الاخبار

    الثلاثاء، 27 نوفمبر 2018

    البديلة ..قصة قصيرة للأديب العراقى عيسى عبد الملك




    - عفوا .استاذ هناك من ينتظرك في قاعة الفندق .
    ترى من ؟ لم اكن على موعد  وكان الجو ممطرا  والناس بانتظار عاصفة انبأت  عنها الانواء  الجوية. لبست على عجل .دخلت القاعة .كانت شبه خالية اذ ذهب الجميع الى مطعم الفندق .امراة في الخمسين تقريبا على  أريكة باذخة  تنظر الي بدت وكأنها  تنتظرني   .ولأني  لا اعرف المرأة غضضت  الطرف حياء  .كانت جميلة ليس ذاك الجمال الذي يثير فيك غرائز  دنيئة بل جمال يسحرك   يجبرك  على احترامه والانجذاب اليه معا  .وقفت المرأة التي  كانت تنظر  الي . رفعت يدها   .خطت باتجاهي   وبابتسامة  مشرقة قالت مليون   هلا . .التفت لم يكن هناك  احد غيري حتى مسؤول القاعة كان قد غادر .
    - عفوا سيدتي هل انا المقصود؟
    ...لم اكمل جملة سؤالي.كنا نحن الاثنين فقط في القاعة .
    - عفوا سيدتي هل انا المقصود ؟ كررت سؤالي. .
    .--. هل ترى في القاعة احدا غيرك؟
    - لا. .
    - انا ( سولاف ) صديقتك منذ عامين على الفيس ،هذا  الإسم  مستعار لظروف تعرفها.فنحن في الشرق، حيث المرأة دائما  تحت  مجهر  الاعراف والتقاليد .دعوتها للجلوس فقالت  لن اضيع هذه السويعة النادرة .لنخرج فلدي  حديث معك .أمسكت يدي .تمتمت
    --  أفي هذا الجو.؟
    -- نعم ، الم تخرج تحت المطر في ذلك اليوم البعيد ؟
    --.يا الهي هذا عنوان قصة لي.
     --.نعم من دون  كل قصصك  ابكتني كثيرا هذه القصة .
    .ادارت  محرك سيارتها الانيقة التي ركنتها  في كراج الفندق .كان الكورنيش هادئا تحت المطر  تستحم اغصان اشجاره  .اوقفت السيارة .كنا وحيدين على الكورنيش.  كان النهر قد فقد كثيرا من بهجته كما الناس وكل شيء ههنا
    .--.انت تحب شيئين العطر والورود .هذا  العطر وهذه الورود   ارجوك لا تردني
    .--اعتقد اني مؤدب الى الحد الذي لا اجرح  فيه رقيقة  مثلك ولتفادي  ارتباكي  قلت ذلك المثل العادي الذي قفز الى لساني .لا يرد الكريم الا البخيل.ضحكت وقالت
    -- وهذا هو اسمي الصحيح كريمة صدقني .
    قبلت الهدية شاكر ا. والآن ادعوك ان  نزيل كثيرا من صدأ الحياة .نشم عبير الاشجار .نسير    قليلا
     --. ولكنه المطر،!
    -- اعرف وقد احتطت لذلك.
    ناولتني مظلة
    .--امسك .أمسكت .افتح المظلة .فتحتها .ما رايك لو تمشينا  معا    تحت المطر  تظللنا مظلة واحدة كما تمشيت معها قبل عقود؟  تصورني  هي .امثل دورها فالحياة شريط سينما مليء بالمشاهد  والناس ممثلون .هات.هات يدك  وقفت مندهشا .حدقت في عيني هذه المجنونة  وقلت .
    --.لا استطيع سيدتي فلا انا انا الذي كنته   ولا انت هي التي كانت  وهذا النهر الحزين  لم يكن  كما  كان مبهجا !    عذرا ايتها الحالمة لست اجيد مهنة التمثيل يا ذات  الاسمين . . وداعا
    .تحت المطر  عدت وحيدا مبتلا  الى الفندق .كانت القاعة تغص بالناس الذين استغربوا  حالة انكساري وملابسي  المبتلة  كنت ارجف. احاول عبثا وقف  موجة عطاس  بصوت عال...



    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: البديلة ..قصة قصيرة للأديب العراقى عيسى عبد الملك Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top