لا يختلف اثنان على أن جانبا كبيرا من أزماتنا الاقتصادية سببه غياب الضمير وسيادة الاحتكارات بسبب ضعف الرقابة...أليس كذلك؟!
جميعنا نتفق، ونرى بأعيننا، ونسمع بأذاننا، أخبار عن قيام فلان وعلان بتخزين سلع وبضائع، سواء نظرا لكونها سلع مهربة، أو رغبة من اللص في تعطيش السوق، والنزول بالمنتج عندما يرتفع سعره بشكل أكبر. ..أليس كذلك؟!
كم عدد المخازن والشقق المملوءة بالسلع والبضائع والمنتجات الصناعية والغذائية...المحلية والمهربة من الخارج...كم العدد؟!...في كل محافظة وفي كل مدينة وفي كل قرية هناك آلاف المخازن العامرة بالسلع التي لا تعرف عنها الدولة شيء...أليس كذلك؟!
هؤلاء يخزنوا السلع ويخفوها عن أعين الدولة وعن المواطن بهدف واحد...وهو أنفسهم وأرباحهم...هم ومن بعدهم الطوفان...إذا لا الدولة ولا المواطن يعنوهم في شيء...بل هم أحد أهم أسباب أزمات الوطن والمواطن...أليس كذلك؟!
بكم تقدر قيمة تلك السلع المخزنة في مئات الآلاف من المخازن غير المرخصة؟ بالملايين؟ لا لا إنها تقدر بعشرات المليارات.
هل يدفع هؤلاء ضرائب للدولة؟ هؤلاء يستغلون الوطن والمواطن من أجل أنفسهم...إذا هؤلاء لا دية لهم...ولن يبكي عليهم أحد...أليس كذلك؟!
إذا...السوق بحاجة إلى تلك السلع المحبوسة والمخزنة والمهربة...والتي اذا استولت عليها الدولة يمكنها أن تغذي بها السوق...فيهدأ السوق ويلتقط الناس أنفاسهم.
ما المطلوب اذا؟ نحن لا نطلب من الدولة شيء غير حملة شاملة ومنظمة وحاسمة وباترة في وقت واحد في كافة محافظات وقرى مصر.
التنظيم والترتيب هو شرط نجاح هذه الحملة...التي سيترتب عليها أما مصادرة الدولة لتلك البضائع المحبوسة أو إجبار هؤلاء اللصوص على النزول بالمنتجات للسوق....وفي كلا الحالتين سيتحقق الهدف.
لابد من القيام بحملة منظمة ومفاجئة، كاملة الصلاحيات (بتنسيق كامل)، على أن يشمل التشكيل ممثلين عن كل من 1. جهاز حماية المستهلك 2. شرطة التموين 3. جمعيات حماية المستهلك 4. ممثل من الأجهزة الرقابية.
لابد من تسجيل كافة العمليات خلال تلك الحملة، للعديد من الاعتبارات التي ندركها جميعا...وفي كل الأحوال...المال السايب يعلم السرقة...ومن أمن العقاب أساء الأدب...مش كده ولا أيه؟!
مؤكد أن حملة شاملة كهذه، اذا تمت في آن واحد وفي كافة المحافظات والقرى، ستؤتي ثمارها وستنعكس إيجابا على الوطن والمواطن...ودون أدنى تكلفة على الدولة...
الشرط الوحيد لنجاح تلك الحملة هو التنظيم والصلاحيات الكاملة، والجدية والحزم والشفافية من خلال التوثيق، والثواب للمجد، والعقاب الرادع للمقصر والخائن، وفي نفس الوقت التعاون التام من المواطن...دمتم بألف خير.
0 comments:
إرسال تعليق