• اخر الاخبار

    الثلاثاء، 3 أبريل 2018

    أحزان للبيع ..حافظ الشاعر يكتب عن : الإصلاح يبدأ فى الفكر ومحاربة الجهل والتخلف..لنعترف بأخطائنا (1/6)



     



    انتهت الانتخابات الرئاسية المصرية ؛وانفض المولد؛ففرح من فرح وغضب من غضب وتآمر من تآمر؛ وكال الجميع الاتهامات لبعضهم البعض..بالرغم من أن النهاية كانت معروفة سلفاً ..يعلمها القاصى والدانى ؛ولكن المبالغة فى الفرح والمبالغة فى الغضب ؛جعلت الجميع يترنح على حبال الحقيقة .

    4 أعوام أخرى سيقود مصر خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسى وورائه كل مؤسسات الدولة ..يستكمل مسيرة انجازاته بحكومته الحالية .وورائه 21 مليون -زد عليهم قليلاً - يؤيدونه وعلى الجانب الآخر تتخذ المعارضة من مواقع التواصل الإجتماعى منصات للهجوم على النظام الحالى ؛ولا يوجد لها منصات وسط الناس للالتحام والتواصل حتى الانتخابات القادمة .فلو كانوا فعلوا ذلك بعد ثورة "يناير" المغضوب عليها ؛وأعادوا بناء أنفسهم واعترفوا بأخطائهم على أرض الواقع لتغير الأمر ،وكان لهم مرشحاً ونواباً بدلاً من إفساح الطريق لشماشرجية كل عصر ،وهذا لا يٌخفى على أحد.فجميعنا يعلم أن المعارضة الحقيقية تركت الساحة لهؤلاء المطبلاتية حتى وصلنا إلى هذا المنحنى الخطير..فلا يلومون إلا أنفسهم.

    فالمعارضة وتحديداً "الناصريون" الأرض كانت ممهدة لهم –بعد 25 يناير- بفضل زعيم ما زال محفوراً حبه فى قلوب المصريين يرفعون صوره ويستدعونه "ميتاً"حين تحل بهم النوائب..ولكنهم -كعادتهم – رفضوا تلك الهدية ،واستدعوا هم عقدة "المشير" و"الأنا"العالية،و"الزعامة"؛وتفرغوا لمحاربة بعضهم البعض والتشكيك فى بعضهم البعض ؛وفازت خلافاتهم وتفرقوا شيعاً ؛وأصبحت مقراتهم ينعق فيها البوم ..لا أحد يغضب من كلامى هذا- فهذه حقيقة- يعلمونها جيداً ،وما زالوا يمارسوا تلك العقد على أنفسهم ،وتداعى عليهم الآكلون على كل الموائد ؛فأصبحوا كغثاء السيل!!

    فمن منهم لديه الشجاعة لنجلس جميعاً على طاولة واحدة ونعرى أنفسنا ونعترف بأخطائنا ونبنى الفريضة الغائبة ؛ونشارك الرئيس الحالى فى خوض معركته فى الإصلاح ومحاربة الإرهاب ونساعده فى ذلك-اختلف كيفما شئت معه ولكن اعطى له حلولاً- فمنكم صفوة فى الفكر لو تكاتفتم لطردتم الشماشرجية ونهضتم بمصرنا الحبيبة  ؛ فكل طوبة نضعها ستكون خير معين لنا فى أى انتخابات قادمة بداية من مراكز الشباب ومروراً بالنقابات والمحليات ومجلس النواب ونهاية بالرئاسة .

    وأعود بكم إلى قراءة التاريخ  فإمام المجددين الشيخ "محمد عبده "؛ كما كتب عنه الكاتب الكبير عباس محمود العقاد في كتابه "عبقري الإصلاح محمد عبده" "إن الإمام كان ثائراً، ولكنه لم يكن عرابياً، كان يؤيد الثورة العرابية في أمرين هما تنبيه الرأي العام وجمع كلمته للمطالبة برفع المظالم وإصلاح الحكم وإسناد المناصب الكبرى ووظائف الحكومة عامة إلى الوطنيين.

    وثانيهما هو التعويل على إنهاض الأمة وإقامة نهضتها على أسس التربية والتعليم وإعدادها للحكم النيابي المستقل "

    وفي الحديث النادر بين التلميذ وأستاذه (محمد عبده وجمال الدين الأفغانى)، قال محمد عبده للأفغاني: أرى أن نترك السياسة ونذهب إلى مجهل من مجاهل الأرض، لا يعرفنا فيه أحد، نختار من أهله عشرة غلمان أو أكثر من الأذكياء، سليمي الفطرة، فنربيهم على منهجنا ونوجه وجوههم إلى مقصدنا، فإذا أُتيح لكل واحد منهم تربية 10 آخرين لا تمضي بضع سنين أخرى، إلا ولدينا 100 قائد ، ومن أمثال هؤلاء يرجى الفلاح.

    ورد جمال الدين الأفغاني قائلاً: إنما أنت مثبط نحن قد شرعنا في العمل، ولابد من المضي فيه، ما دمنا نرى منفذا.

    فالتجديد الديني كان سلاح الاثنين، لكن محمد عبده كان يرى أن الإصلاح يبدأ في الفكر ومحاربة الجهل، والتخلف دون رفض أصل حضارتنا العربية وهو الإسلام.

    وكان الخلاف بين الأفغاني ومحمد عبده يقتصر على الإصلاح والنهوض بالوطن، فالأفغاني من أنصار الثورة ضد الاستبداد والقهر، بينما يرى محمد عبده أن تغيير المجتمع وإصلاحه يجب أن يكون تدريجياً، وعن طريق التعليم ومواجهة الجمود والتخلف.

    فى النهاية بقى أن أقول ..أعتقد أننا لو أخذنا بهذا سنأتى بعد الـ 4 سنوات سنجد بدل المرشح عشرة مرشحين ..والمستفيد فى النهاية وطننا مصر الحبيبة والوطن العربى الكبير.

    وإلى اللقاء فى المقال القادم
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: أحزان للبيع ..حافظ الشاعر يكتب عن : الإصلاح يبدأ فى الفكر ومحاربة الجهل والتخلف..لنعترف بأخطائنا (1/6) Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top