"وحدة مع التأجيل"، عنوان مقال يفغيني ساتانوفسكي، في "كوريير" للصناعات العسكرية، حول الأكاذيب التي تقوم عليها سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وجاء في المقال: قررت إدارة ترامب تأجيل القمة المقرر عقدها في مايو مع القادة العرب حتى سبتمبر. وحسب رويترز، فإن ذلك يرجع إلى الأزمة الدبلوماسية حول قطر، وكذلك الاستعدادات لعقد اجتماع مع زعيم كوريا الديمقراطية، كيم جونغ أون، قبل نهاية مايو.
قررت إدارة رئيس الولايات المتحدة، كخطوة أولى، تحقيق مصالحة واضحة بين "الرباعية العربية" والدوحة على أرضية مشتركة هي مناهضة إيران. إن مواجهة "الرباعية" مع قطر ومن ورائها تركيا لها جذور عميقة مرتبطة بالتنافس الإقليمي. الحديث عن "الصداقة" والحاجة إلى مقاومة "التوسع الإيراني" معا، لا يمكن أن تصلح الوضع. بالنسبة للإمارات ومصر، على خلاف المملكة العربية السعودية والبحرين، فإن تهديد جماعة الإخوان المسلمين أكثر أهمية من العدوان الإيراني.
المواجهة، ليست فقط على محور "الرباعية العربية" - تركيا - قطر، إنما وبين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وإلى جانبهما يلعب المصريون. في هذا الشأن، يمكن أن تؤدي جهود الإدارة الأمريكية إلى اجتماع عام، ولكن ليس إلى توافق في الآراء. قطر، لن تتوقف عن دعم التشكيلات الموالية لها حاليا في ليبيا وسيناء...ولن تغلق قناة "الجزيرة" أو تُخرج القوات التركية.
للوصول إلى حل وسط لا بد من أن تعلن قطر على الملأ التخلي عن المراهنة على "الإخوان المسلمين" كأداة لتوسيع نفوذها في العالم الإسلامي. هذا يقوض موقف (الدوحة) في الدول العربية، حيث "الإخوان" غير مندمجين في السلطة. وسوف يؤثر ذلك على التحالف مع تركيا...الشيء الرئيسي غير الواضح هو ما حاجة قطر إلى ذلك؟ فقد نجحت إلى حد كبير بفضل تحسن علاقاتها مع ايران في التغلب على محاولة "الرباعية العربية" خنقها بالحصار وتصعيد المعارضة لها في كل الاتجاهات.
من الصعب القول ما إذا كان البيت الأبيض يفهم ذلك. من الواضح أن هناك خطأ في تقييم الدوافع الحقيقية والتهديدات الرئيسية للأمن القومي لجميع أطراف النزاع. واشنطن، مقتنعة بصلاحية شعار التهديد الإيراني كأداة لإعادة خلق التضامن العربي. هذه نظرة بدائية جدا للأشياء: التهديد الرئيسي لها (قطر) هو العرب وليس الفرس. وفي هذا الصدد، فإن محاولات واشنطن إنشاء كتلة عربية معادية لإيران محكوم عليها بالفشل. لا تعتبر إيران والشيعة في العالم العربي (باستثناء المملكة العربية السعودية والبحرين) شرًا مطلقًا. وفي السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية وقطر، هناك ميل للابتعاد عن النهج الطائفي الضيق لاختيار الحلفاء المحتملين في العالم العربي، وهو أمر واضح بشكل خاص في حالة العراق، حيث كثفت الرياض الاتصالات مع الزعماء الشيعة.
*المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة
0 comments:
إرسال تعليق