• اخر الاخبار

    الأربعاء، 11 أبريل 2018

    الكاتب العراقى الدكتور صلاح المختار يكتب عن : اضاءات من خطاب القائد عزةابراهيم





    لماذا اكد الرفيق القائد بأن امريكا لن تضرب اسرائيل الشرقية الى يوم القيامة ؟ تأكيد الرفيق عزة ابراهيم مبني على خبرة رجل دولة عريق يفهم طبيعة امريكا وكيفية تبنيها لاي خطة او ستراتيجية ويدرك بان امريكا ومثل بريطانيا وفرنسا وكل قوة كبيرة عندما تتبنى خطة او ستراتيجية لاتغيرها الا في حالتين : حالة تحقيق اهدافها ،او حالة تعرضها لمواجهة عقبات تعجز عن ازالتها ، عندها لا يغير الرئيس الخطة بل الجهات التي تتحكم بعملية تقرير التغييرات الكبرى من وراء الستار .لنتوقف هنا ونتناول افكار الاساسية :

    1- لم تغزو امريكا العراق ولا فرضت عليه حصارا دام 13 عاما دمر المجتمع والقوى المادية وهز الثوابت الاخلاقية لبعض الناس،ولا هي شنت العدوان الثلاثيني،وكان بداية الحرب العالمية الثالثة عليه التي تمر اليوم ذكرى منعطفها الاخطر وهو غزو العراق،ولا ساعدت خميني للوصول الى الحكم وشجعته على تنفيذ ستراتيجية صفوية عنصرية معادية للعراق والعرب ووفرت له سلاحا لاستخدامه ضد العراق،نقول مستندين الى واقع الصراع وادلته المادية ان امريكا لم تفعل كل ذلك عن نزوة او قرار رئيس او كونغرس او مخابرات بل كان نتاج ستراتيجية وضعت لاحتواء العراق الذي امم النفط وكان ذلك ضربة قاسية للرأسماليات الغربية على اعتبار ان ظاهرة الاستعمار هي في جوهرها عملية نهب ثروات الاخرين ولهذا فتأميم النفط وهو دم الحياة ومصدر قوة للاستعمار كان وراء صراع ستراتيجي بين العراق والغرب انتهى بغزوه.

    وما يجب التذكير به لاهميته هو ان اصحاب الشركات الاكبر هي التي تقود امريكا وتضع الستراتيجيات العظمى بواسطة ادواتها مثل كيسنجر وبريجنسكي وغيرهما ، وتفرضها على السلطات الثلاث وهي الرئيس والكونغرس والقضاء لتنفيذها وليس التلاعب بالاهداف الستراتيجية الكبرى الاصلية ،حيث ان هذه الادوات تختار اصلا بقوة المال والرئيس الامريكي يأتي ليكمل ما قام به سابقه حتى وان بدت ظاهريا بعض الاختلافات مثل اختلاف سياسة ترامب عن سياسة اوباما ،فهذه الاختلافات ليست اجتهادا من الرئيسين بل هي من متطلبات الخطط الرئيسة ، خصوصا وان الستراتيجية التي يقوم بتنفيذها وضعت قبله ومن سبقه نفذ اجزاء منها وعليه تنفيذ الجزء الخاص به فقط ثم الرحيل عندما يحين وقت تكليف غيره بالتنفيذ،ومن يخرج عن النص يصفى بالاغتيال كما حصل لكندي او يحرق كما حصل لنيكسون،او باعادة ربطه بالحبال الاقوى كما حصل لكلنتون بعد فضيحة مونيكا لوينسكي .

    2- اذا عندما بدأت المخابرات الامريكية تنفيذ الانقلاب الستراتيجي الاخطر في القرنين الاخيرين وهو نقل العالم كله من الصراع بين قوى الاستعمار الغربي وامبريالياته بقيادة امريكا من جهة وبين الاتحاد السوفيتي والصين وحركات التحرر من جهة ثانية ،الى مرحلة الصراعات بين الاديان والعقائد والحضارات والثقافات وتقسيم العالم الى معسكرين متحاربين وهما معسكر الحضارة الغربية بقيادة الانكلوسكسون ومعسكر اعتبر مضادا للحضارة الغربية وهو الاسلام ويقصد به العرب اساسا وليس كل المسلمين ويجب ان يدمر تدميرا شاملا.واعتمد الانقلاب الستراتيجي على قوى داخلية اولا وقبل خيار شن حروب من الخارج على العرب، فالدين والطائفة والاصول الاثنية قنابل موقوتة زرعتها بريطانيا وفرنسا في الوطن العربي منذ عهد الاستعمار الاوربي والتي تقرر تفجيرها بصورة متحكم بها لدحر الاعداء .

    3- بل ان الفتن العالمية الشاملة والتي تضمنتها الستراتيجية التي وضعتها المخابرات الامريكية في السبعينيات تقوم على خطة لا انسانية وهي ابادة اغلبية الجنس البشري بواسطة اشعال الحروب والفتن ونشر الامراض القاتلة وحرمان العالم الثالث من التقدم العلمي والتكنولوجي الحقيقي وتشجيع الشذوذ الجنسي ودعم التحلل الجنسي وتنفيذ خطط تفشل خطط التنمية والتقدم التي تحاول قوى التحرر تنفيذها عندما تستلم الحكم ، كما حصل في مصر في عهد ناصر وفي العراق في عهد البعث ، وهي اساليب تؤدي الى ابادات جماعية متعاقبة ومستمرة للجنس البشري. واختيار مخابرات الغرب لخميني وبن لادن وامثالهما كان تنفيذا لهذه الخطة الجهنمية .

    4- ما جرى ويجري لنا من كوارث هو ثمرة كل ما تقدم من ستراتيجيات وخطط غربية وترامب اختير بدقة وبمعرفة تامة لطبيعته وتاريخه من قبل النخبة الانكلوسكسونية لينفذ خطة شاملة من بين اهدافها تجريد العرب من مالهم وثرواتهم لاكمال نشر الكوارث في اقطارهم وتنفيذ خطة خداع شامل للحكام العرب بوعود تدغدغ طموحاتهم المحبطة مثل منع التهديد الايراني او ضرب اسرائيل الشرقية ، ولكن هذه الوعود ما هي الا وسيلة لنهب كل ثروات العرب،لان ضرب امريكا لاسرائيل الشرقية الان هدف مستبعد مادامت تقوم بالدور المطلوب منها القيام به وهو نشر الفتن الطائفية والعرقية في الاقطار العربية واشغال نظمها بتلك الفتن وزجها في صراعات تجبرها على شراء السلاح من امريكا وحلفاءها او لطلب حمايتهم من جل استنزاف ثرواتها ،وهذا ما يقوله ترامب بكل صراحة وبلغة فجة عندما يطلب من السعودية تمويل كل غزواتها الاستعمارية في سوريا وغيرها والا فانه سيسحب قواته بل انه يحدد اكثر من 25 تريليون دولار من اموال العرب كي تعطى له لاجل اعادة بناء امريكا كليا بها مقابل وعد عرقوبي بضرب اسرائيل الشرقية !

    5- وهنا لابد من تذكر ان اوباما الذي بدأ عهده بتقبيل يد الملك عبدالله ملك السعودية احتراما له واوحى بانه سيحجم اسرائيل الشرقية لكنه انقلب بسرعة وانتقل الى دعم المخطط الايراني ضد السعودية وسلم العراق رسميا الى خامنئي كي يكمل تدميره ،كما قال الرفيق عزة ابراهيم في خطابه ، والاكثر وضوحا ان اوباما هو من بدأ الحرب الشاملة ضد السعودية بدعم الحوثيين في اليمن ومرر عملية تعزيز وتعظيم قوة حزب الله وسمح لاسرائيل الشرقية ونغولها العرب بدخول سوريا واعطى لحلف النيتو المواقفة على تدمير ليبيا ، ثم سحب الدعم الامريكي للمعارضة السورية في وقت كان حزب الله واسرائيل الشرقية تزجان بكل طاقاتهما في معركة سوريا وكانت روسيا قد دخلت الحرب لحماية نظام بشار فانقلب ميزان القوى لصالح الفرس اولا !

    الحكام العرب وقعوا في فخ الرعب المنظم من البعابع التي صنعتها امريكا وبريطانيا وهي النظام الاسلاموي في اسرائيل الشرقية والقاعدة وداعش وبقية المنظمات التي احرقت الاخضر واليابس تنفيذا لخطة امريكية وصهيونية نراها في التطبيق . فهل من المنطقي توقع تنفيذ ترامب لوعده بضرب اسرائيل الشرقية مع انه يتناقض مع التوكيل الرسمي الامريكي لها بتدمير وتفتيت الاقطار العربية كي تأتي امريكا ومعها الغرب الاستعماري مرة ثانية لفرض سيطرة تامة واكمال النهب وتنفيذ الخطط الموضوعة منذ عقود ؟

    6-ولكي يضبط ترامب من قبل من يتحكم به ويمنعه من الشطط والانسياق وراء نزواته الطارئة فان كابوس عزله مسلط عليه والتحقيقات تجري ليل نهار للعثور على ادلة تدينه كي يعزل وهي خطة واضحة لابقاءه تحت السيطرة التامة لتنفيذ دوره المرسوم وهو حلب العرب حتى جفاف ضروعهم !

    الرفيق عزة ابراهيم اذا بتأكيده على ان امريكا لن تضرب اسرائيل الشرقية يقول الحقيقة مستندا الى حقائق موضوعية وادلة مادية ووثائق وشهادات والاهم ما نعيشه فعليا خصوصا في العراق وسوريا واليمن وليبيا وبقية الاقطار العربية من كوارث دامية ومن الغام تفجر بتوقيتات محسوبة لنشر الكوارث وهي كوارث لم تنتهي بعد وهناك فصول رعب قادمة وتلعب اسرائيل الشرقية الدور الرئيس فيها .انه ينبه العرب كي لا يقعوا في فخ امريكا وهو قبول وعودها الكاذبة والتي ستكون نهايتها الوحيدة ان قبلت بلا تمحيص هي انتقال الكوارث الى السعودية والخليج العربي.

    يتبــــــــع ...
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الكاتب العراقى الدكتور صلاح المختار يكتب عن : اضاءات من خطاب القائد عزةابراهيم Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top