فوشيا
قد لا نجد امرأة في العالم ترفض الهدية، أو تكرهها، خصوصاً إذا قدمها لها زوجها، أقرب الناس إليها، مهما كان الهدف من ورائها، سواءً أكان توطيد علاقتهما أو إحياءً لحبهما، أو لإصلاح خلاف وقع بينهما.
إلا أن بعض الأزواج يلجأون لتقديم الهدايا الباهظة كنوع من الغطاء؛ لإخفاء شيء ما عنهم، بمقابل ضمان استمرار علاقتهم بزوجاتهم.
ليس كل هدية رشوة
هذا ما رآه استشاري الصحة النفسية الدكتور عبد الفتاح الأحمد حيث أكد لـ “فوشيا” أن هناك حالات تستدعي الشك وعدم الاطمئنان من هدايا الزوج الكثيرة؛ أي عندما يتحوّل مثلاً من زوج غير معتاد على تذكُّر عيد ميلادها أو مناسباتها الخاصة إلى زوج يُغدق عليها الهدايا بغير وقتها، وبمناسبة وغير مناسبة، ثم تكتشف بعد مدة، بأن كارثة ما ستقع عليها وعلى بيتها. أو إن كان تقديمه للهدية جافّاً، لا يرافقه أي إحساس أو مشاعر تدل على أنها تعبير عن حبّه وودّه لها، متناسياً أنها بحاسّتها السادسة تعرف وتفهم التغيرات التي تطرأ عليه من نظره.
لهذا، ومن منطلق إدراكه بأن الهدية هي نقطة ضعفها كأي امرأة، يُكثر من تقديمها، مؤطراً إياها بالحب، لتنشغل عما يخفيه، ثم يمرّر ما يريده، بحسب الأحمد الذي أكد بأن هذه القضية لا تقبل التعميم إطلاقاً.
ولا يعني أن كل زوج يبالغ في تقديم الهدايا لزوجته يمرّر قضية ما؛ فهناك من هو معتاد على تقديم الهدية باستمرار، لمعرفته الواسعة بمدى وقْعها على زوجته، لا سيما أن بعض الرجال يصلحون خلافاتهم الزوجية من خلالها.
ماذا لو اكتشفتْ الزوجة ما يُخفيه؟ تقبل أو ترفض؟
من المؤثر والصعب حقاً، أن تكتشف الزوجة بعد فوات الأوان، بأن تفاخرها أمام الجميع بكمّ الهدايا المقدّمة من زوجها، كان مجرد خدعة ورشوة وكذبة، في وقت لم يترك فيه أي مجال أو علامة على فعلته.
وبهذا الصدد، لم يحذّر الأحمد الزوجة أو يدعوها للخوف والشك من كثرة هدايا زوجها، تاركاً لها الحُكم في النهاية على معطيات الأحداث والمواقف حولها بحكم معرفتها الأكبر بسلوكيات زوجها؛ فإن اكتشفت أن ثمة قضية ما ليست في صالحها، فإما عليها أن تصمت وتضطر لقبول الهدايا وتقديم التنازلات حفاظاً على بيتها، أو تستشيط غضباً وتدمر حياتها.
وختم حديثه بالقول: “ما أسوأ هدية الزوج عندما تكون مدخلاً ليخفي وراءها خيانة ما، أو قضية شائكة، وما أجمل وقْعها وأثرها عليها، إن كانت بهدف توطيد علاقتهما”.
0 comments:
إرسال تعليق