إن البلدان التي تستثمر في التغطية الصحية الشاملة تضع استثمارات سليمة في رأسمالها البشري. وفي العقود الأخيرة برزت التغطية الصحية الشاملة كاستراتيجية رئيسية لإحراز التقدم في سائر أهداف التنمية المتعلقة بالصحة والأوسع نطاقاً.
فإتاحة الرعاية الأساسية الجيدة والحماية المالية لا تؤدي إلى تحسين صحة الناس ومتوسط أعمارهم المتوقعة فحسب، بل وتكفل حماية البلدان من الأوبئة، وتحد من الفقر ومخاطر الجوع، وتخلق فرص العمل، وتدفع عجلة التقدم الاقتصادي، وتعزّز المساواة بين الجنسين.
وتدعو منظمة الصحة العالمية في هذا العام، الذي يوافق الذكرى السبعين لإنشائها، زعماء العالم إلى الوفاء بالتعهدات التي قطعوها عندما اتفقوا على أهداف التنمية المستدامة في عام 2015، والالتزام باتخاذ خطوات فعلية في سبيل تحسين صحة جميع الناس. ويعني ذلك ضمان قدرة كل الناس في كل مكان على الحصول على الخدمات الصحية الأساسية الجيدة دون مواجهة صعوبات مالية. وقد أثبتت التجربة مراراً وتكراراً أن التغطية الصحية الشاملة تتحقق عندما تكون الإرادة السياسية قوية.
ولذا فإن “الصحة للجميع” كانت الرؤية التي استرشدنا بها على مدى عقود. وهي أيضاً الزخم الدافع للتوجه الحالي للمنظمة بأكملها إلى دعم البلدان في التقدم صوب تحقيق التغطية الصحية الشاملة.
حملة يوم الصحة العالمي في لمحة :-
تأسست منظمة الصحة العالمية على مبدأ أن جميع الناس ينبغي أن يكونوا قادرين على الحصول على حقهم في بلوغ أرفع مستوى ممكن من الصحة.
وستحافظ المنظمة على التركيز البارز على التغطية الصحية الشاملة عن طريق سلسلة من الفعاليات التي تُجرى خلال عام 2018، وتبدأ في يوم الصحة العالمي في 7 أبريل بإقامة حوارات عالمية ومحلية حول طرق تحقيق الصحة للجميع. .
ما الذي يمكن ليوم الصحة العالمي أن يحققه :-
حققت بعض البلدان قدراً كبيراً من التقدم صوب تحقيق التغطية الصحية الشاملة بالفعل ولكن نصف سكان العالم مازالوا غير قادرين على الحصول على الخدمات الصحية التي يحتاجون إليها فإذا ما أريد للبلدان أن تحقق الغاية المدرجة في أهداف التنمية المستدامة، ينبغي أن يستفيد مليار شخص آخر من التغطية الصحية الشاملة بحلول عام 2023.
وسيسلط يوم الصحة العالمي الضوء على الحاجة إلى التغطية الصحية الشاملة والمزايا التي يمكن أن تجلبها وستتبادل المنظمة وشركاؤها أمثلة على الخطوات التي ينبغي اتخاذها لتحقيق ذلك من خلال سلسلة من الأحداث والمحادثات التي تُجرى على مستويات متعددة.
وقد قال مدير عام “منظمة الصحة العالمية” أنه “ينبغي ألا يضطر أحد إلى الاختيار بين الموت والصعوبات المالية وينبغي ألا يضطر أحد إلى الاختيار بين شراء الدواء وشراء الغذاء.”
وطوال عام 2018، سنستهدف إلهام أصحاب المصلحة المعنيين بالتغطية الصحية الشاملة وحفزهم وتوجيههم كي يقطعوا التزامات بشأن التغطية الصحية الشاملة، على النحو التالي:
· الإلهام – بتسليط الضوء على قدرة راسمي السياسات على تحويل صحة شعوبهم، ووضع التحدي في إطار من الإثارة والطموح، ودعوتهم لأن يكونوا جزءاً من التغيير.
· التحفيز – – بتبادل الأمثلة على البلدان التي تتقدم بالفعل صوب تحقيق التغطية الصحية الشاملة وتشجيع البلدان الأخرى على أن تجد طريقها بنفسها.
· التوجيه – بتوفير الأدوات الخاصة بالحوار السياسي المنظم بشأن التقدم صوب تحقيق التغطية الصحية الشاملة محلياً أو دعم هذه الجهود في البلدان الأخرى (مثل التوسع في التغطية بالخدمات، وتحسين جودة الخدمات، والحد من الدفع المباشر).
الموضوع والشعار : –
موضوع يوم الصحة العالمي 2018 هو: التغطية الصحية الشاملة: للجميع وفي كل مكان.
شعاره هو “الصحة للجميع”.
الهاشتاج الرئيسي الذي نستخدمه هو #HealthForAll
الرسائل الرئيسية حول التغطية الصحية الشاملة
تُعنى التغطية الصحية الشاملة بضمان أن جميع الناس يمكنهم الحصول على الخدمات الصحية الجيدة، حيثما يحتاجون إليها وكلما يحتاجون إليها، دون مواجهة صعوبات مالية.
ينبغي ألا يضطر أحد إلى الاختيار بين التمتع بالصحة وضروريات الحياة الأخرى.
تكتسي التغطية الصحية الشاملة أهمية بالغة لصحة الناس والشعوب وعافيتهما.
التغطية الصحية الشاملة ممكنة التنفيذ. وقد أحرزت بعض البلدان تقدماً كبيراً في هذا الصدد. والتحدي الذي تواجهه هو الحفاظ على التغطية لترقى إلى مستوى توقعات الناس.
ستسعى البلدان إلى تحقيق التغطية الصحية الشاملة بطرق مختلفة، فليس هناك نهج واحد يناسب الجميع. ومع ذلك فكل بلد يمكنه أن يسهم في التقدم صوب تحقيق التغطية الصحية الشاملة.
يتطلب جعل الخدمات الصحية شاملة للجميع بالفعل التحول من تصميم النُظم الصحية التي تتمحور حول الأمراض والمؤسسات، إلى الخدمات الصحية المصممة لتتمحور حول الناس.
يمكن لكل شخص أن يؤدي دوراً في السعي إلى تحقيق التغطية الصحية الشاملة بالمشاركة في إحدى المحادثات حولها.
إن كلمة “شاملة” في عبارة التغطية الصحية الشاملة تعني “الجميع”، دون تمييز ودون ترك أي أحد خلف الركب. وكل الناس في كل مكان لهم الحق في الاستفادة من الخدمات الصحية عندما يحتاجون إليها دون الوقوع في براثن الفقر عند استخدامها.
حقائق وأرقام خاصة بالوضع الراهن للتغطية الصحية الشاملة: –
يفتقر حالياً نصف سكان العالم على الأقل إلى إمكانية الحصول على الخدمات الصحية الأساسية.
يقع ما يقرب من 100 مليون شخص في براثن الفقر المدقع، ويضطرون إلى العيش على 1.90 دولار أمريكي أو أقل في اليوم، لأنهم مضطرون إلى سداد تكلفة الخدمات الصحية من جيوبهم الخاصة.
ينفق 800 مليون شخص (12 في المائة تقريباً من سكان العالم) 10 في المائة على الأقل من ميزانيات أسرهم على المصروفات الصحية الخاصة بهم أو بطفلهم المريض أو بأحد أفراد الأسرة الآخرين. ويتكبدون ما يسمى بـ”النفقات الكارثية”.
يُشكل تكبد النفقات الكارثية للحصول على الرعاية الصحية مشكلة عالمية. وفي البلدان الغنية الواقعة في أوروبا وأمريكا اللاتينية وأجزاء من آسيا، والتي حققت مستويات مرتفعة من إتاحة الخدمات الصحية، يتزايد عدد الأشخاص الذين ينفقون 10 في المائة على الأقل من ميزانيات أسرهم على المصروفات الصحية المباشرة.
ما هي التغطية الصحية الشاملة :-
التغطية الصحية الشاملة تعني حصول جميع الناس وجميع المجتمعات المحلية على الخدمات الصحية التي يحتاجون إليها دون مواجهة صعوبات مالية.
تمكن التغطية الصحية الشاملة جميع الناس من الحصول على الخدمات الرامية إلى معالجة أهم أسباب المرض والوفاة، وتضمن أن هذه الخدمات من الجودة بحيث تحسّن صحة الأشخاص الذين يتلقونها.
ما لا تعنيه التغطية الصحية الشاملة :-
لا تعني التغطية الصحية الشاملة التغطية المجانية لجميع التدخلات الصحية الممكنة، بغض النظر عن التكلفة، حيث لا يستطيع أي بلد أن يقدم جميع الخدمات مجاناً على نحو مستدام.
لا تُعنى التغطية الصحية الشاملة بضمان حزمة شاملة لحد أدنى من الخدمات الصحية فحسب، وإنما تُعنى أيضاً بضمان التوسّع التدريجي في التغطية بالخدمات الصحية والحماية المالية كلما توافر المزيد من الموارد.
لا تُعنى التغطية الصحية الشاملة بالعلاج الطبي للأفراد فقط، بل وتشمل الخدمات المقدمة إلى المجموعات السكانية بأكملها من قبيل الحملات الصحية العمومية – مثل إضافة الفلوريد إلى الماء أو مكافحة مواضع تكاثر البعوض الذي يحمل الفيروسات التي قد تسبب الأمراض.
لا تُعنى التغطية الصحية الشاملة بالرعاية الصحية وتمويل النظام الصحي في بلد ما فحسب، بل تشمل جميع مكونات النظام الصحي، أي النُظم ومقدمي الرعاية الصحية الذين يقدموا الخدمات الصحية إلى الناس، والمرافق الصحية وشبكات الاتصالات، والتكنولوجيات الصحية، ونُظم المعلومات، وآليات ضمان الجودة، وتصريف الشؤون والتشريع."اخبار مصر"
0 comments:
إرسال تعليق