لأهل التصوف الحقيقين
سلوك حسن
وخلق حسن
دئبهم المسارعة إلى عمل الخيرات
وأنواع الطاعات؛
وهم فى بلوغ هذا
جميعهم التزاما بقدوتنا صاحب الخلق العظيم سيدنا محمد
( صلى الله عليه وسلم)
وتختلف المدارس فى بلوغ
( الخلق الكريم)
وما ذاك إلا لاختلاف معون كل إنسان ومدى استعداده لاستقبال
واردات الهدى ؛ فما يصلح لهذا لايصلح لذاك؛
ولذلك التزم شيخك فيما يوجّهه إليك
باعتبار انه
( خبير وعارف ومربى وقدوة ووارث)
ومن يقوم على الإصلاح هم أهل الخصوص الذين اجتهدوا فنالوا
الأذن بالهداية ، وبات يسمع لهم ،
وتجتمع عليهم القلوب محبة وتخلفا ••
ولهذا وباعتبار الرسالة والمهمة العظمى تلك
قال سيدى بن عجيبة - رضى الله عنه -
- :
[ الغالب فى وراثة الخصوصية الحقيقية ان تكون لغير ورثة النسب
،
وأما الخصوصية المجازية،
التى هى مقام الصلاح والعلم ،
فقد تكون لورثة النسب ، وتكون لغيرهم
ثم يقول :
والخصوصية الحقيقية
هى مقام الفناء والبقاء،
والتأهل للتربية النبوية ،
ثم يقول :
ولابأس بطلب وارث هذه الخصوصية ،
لئلا ينقطع النفع بها ٠
وقد قيل ؛ فى قول الشيخ ابن مشيش- رضى الله عنه -:
اسمع ندائي بما سمعت به نداء عبدك زكريا ؛
انه أشار إلى طلب [الوارث الروحانى]
٠٠•••••
ثم يوضح سيدى بن عجيبة
- رضى الله عنه -
كيفيّة حصول تلك الخصوصية
فيقول :
هو المسارعة إلى عمل الخيرات
وأنواع الطاعات
وأوكدها ثلاثة :
(١) دوام ذكر الله
(٢) وحسن الظن بالله
(٣) وحسن الظن بعباد الله
وفى الحديث:
(( خصلتان ليس فوقهما شيئ من الخير ؛
حسن الظن بالله ،
وحسن الظن بعباد الله ))
فإن وجدت ما سلف
فأحمد الله وواصل المعرفة
وحقق العبودية لله تعالى بجد واجتهاد؛
وان رزقت بوارث محمدى فلاتتركه والتزم ما يرشدك اليه ففيه
الفلاح في الدارين وانتبه كما قال الامام الجنيد - رضى الله عنه - :
[ ما وصل أحد إلى الله
إلا بالله،
والسبيل إلى الوصول
إلى الله
متابعة المصطفى
صلى الله عليه وسلم ]
#ويقينا لمن لايعرف ان صحبة الصالحين
فى هذا الزمان الذى يموج بالفتن ؛
اعظم رزق يناله العبد ؛
باعتبارهم فرسان الإصلاح
لأنهم على الحقيقة أهل الخصوصية الحقيقية ؛
فحبهم نعم حب لله
وإكرامهم كمن يكرم الله تعالى
وصدق سفيان- رضى الله عنه - الذى قال :
[ من حب من يحب الله تعالى فإنما احب الله ، ومن اكرم من
يكرم الله تعالى فإنما يكرم الله تعالى ]
فالمعذرة مقبولة لمن لايعرف قدر أهل الخصوصية ولايفهم إشاراتهم لاختلاف
المعون فهما وقولا وعملا ،
باطنا وظاهرا ؛
والتمنى أن يعرف
وعندها
سيتذوق رسالتهم الإصلاحية
ووقتها سيدرك معنى قولهم
من ذاق عرف
•••?!
0 comments:
إرسال تعليق