• اخر الاخبار

    الاثنين، 13 يناير 2025

    المثقف العربي وتأثره بما يكتبه الغرب ..بقلم: د. رسالة الحسن

     


    ليس كل ما يكتبه أدباء وكتاب ومؤرخي الغرب صحيحا خصوصا عن تأريخ رجالنا الوطنيين والشخصيات التاريخية والأحداث الوطنية ، فالكتابة تتأثر بالعديد من العوامل مثل الخلفية الثقافية والسياسية والايديولوجية ويجب على القارئ أن ينتبه إلى ايديولوجية الكاتب خصوصا اذا كان الكاتب ضابط في جيش الاحتلال وكذلك الانتباه حول موضوع اعتماد المؤرخين الغربيين على مصادر محدودة أو منحازة من منظور استعماري مما قد يؤدي إلى تشويه أو تقليل أهمية دور الشخصيات الوطنية ولا ننسى ما حاوله البعض من شن حملة لتشويه صورة ابطال ثورة العشرين والرمز الوطني شعلان ابو الجون لغرض التقليل من مواقفه الوطنية وبطولاته في الدفاع عن الوطن ...وفي نفس الوقت ليس كل من يتم تمجيده هو بطل والعكس صحيح أيضا ...وأبسط مثال واقربه تأريخيا تسمية القاعدة الجوية العراقية في صلاح الدين بقاعدة سبايكر تقربا للاحتلال الأميركي ...فمن هو سبايكر هذا هل هو مدافع عن حقوق الإنسان ام حاصل على جائزه نوبل للسلام...، ماهو الا مجرم حرب وقاتل للابرياء عبر القارات ليقتل أبناء العراق  وتم تفجير طائرته وقتله من قبل أحد الملازم الطيار زهير داود التميمي  فهل من المنصف تسمية القاعدة باسم قتلة الأبرياء  , بدلا من أن تكون باسم البطل العراقي ...، هذا ابسط مثال للتعامل مع المواقف حسب ايديولوجيات سياسية ومصالح بعض الجهات ذات النفوذ ...، فكيف إذا كان من يكتب التاريخ عدو للعرب وهنالك شواهد تاريخية كثيرة في تاريخنا تم تشويهها وقلب الحقائق من قبل بعض المؤرخين ليس هنالك مجال لذكرها في مقالنا هذا أن وعي القارئ بكذب بعض مصادر الغرب التي تسعى إلى طمس الهوية العربية وتشويه رموزها ويتطلب ذلك اتخاذ خطوات مدروسة والتحقق من المعلومات مثل :

    ١. التحقق من المصادر ومعرفة خلفية المصدر وهل له تاريخ معروف بالحيادية ام أنه يخدم أجندات سياسية أو فكرية معينة وذلك بمراجعة مصادر متعددة والمقارنة بينها للتأكد من صحة المعلومات.

    ٢.البحث عن السياق التاريخي وذلك عند قراءة روايات أو تقارير تتعلق بالشخصيات التاريخية أو الهوية العربية ووضع الأحداث في سياقها الزماني والمكاني وذلك بالتأكد من معرفة الخلفية التاريخية أو الأحداث لتجنب الانخداع بالتحليلات الأحادية أو المجتزأة .

    ٣. الاعتماد على مصادر عربية موثوقة وذلك بالبحث عن الدراسات والكتب التي أعدها مؤرخون ومفكرون عرب مشهود لهم بالنزاهة العلمية.

    ٤.فهم الدوافع المحتملة وراء التوجهات الغربية لتشويه الرموز العربية والإدراك أن التاريخ يكتب احيانا من منظور المنتصر يساعد في فهم التشويه المتعمد .

    ٥. استخدام التكنولوجيا والمصادر الحديثة وذلك بالاستعانة بالتقنيات الحديثة للتحقق من صحة الوثائق .

    ٦.تعزيز الهوية الثقافية عن طريق قراءة التراث العربي والإسلامي والتعمق في تاريخ الشخصيات العربية وفهم الاتهامات العربية والإسلامية في الحضاره الإنسانية لتعزيز الثقة والوعي

    لذا لتمييز الحقيقة من الكذب في تدوين التاريخ عند قراءة المصادر الغربية يتطلب من القارئ استخدام أدوات ومهارات نقدية ومنهجية سليمة مثل :

    ١.التحقق من تعدد المصادر فإذا كان هناك تباين كبير في الروايات فيجب التحقق من الأدلة والبراهين التي يقدمها المصدر

    ٢.التحليل النقدي للمصدر وذلك من خلال معرفة هوية الكاتب وخلفيته الثقافية أو السياسية ومتى تم التدوين للأحداث التاريخية وهل تأثر بأحداث سياسية أو أيديولوجية في تلك الفترة وما هو الهدف من الكتابة التوثيق أو التبرير أو الدعاية

    ٣.التحقق من الوثائق والمستندات وهل يدعم الكاتب روايته بوثائق وأدلة ووقت صدورها والظروف المحيطة بها وهل يمكن التحقق منها

    ٤.الاطلاع على الدراسات الحديثة وذلك بالاستفادة من الأبحاث التاريخية الحديثة حيث يتم فيها إعادة تقييم الكثير من الأحداث بناءً على الوثائق اللاحقة والتحليل العلمي

    ٥.فهم السياق الثقافي والسياسي الذي كتبت فيه الرواية التاريخية بما في ذلك العلاقات بين الدول والمصالح السياسية التي قد تكون أثرت على سرد الأحداث .

    ٦.التاكد من الحياد اي أن لايكون الكاتب أو المؤرخ ينحاز لجهة دون أخرى وهدفه أن ترجح كفة بلده .

    ٧.قراءة التاريخ من منظور محلي وذلك بقراءة التاريخ الذي كتبه المؤرخون الذين عاشوا في المنطقة أو تأثروا بثقافتها .

    ٨.الاستعانة بخبراء التاريخ واستشارة الباحثين المتخصصين في التاريخ

    ٩.التعامل مع الاساطير والشائعات إلى السرد التاريخي سواء بقصد الترويج لايديولوجية معينة أو بسبب نقص المعلومات الموثوقة .

    ١٠.التوجه إلى الارشيفات الدولية في حال توفر الوثائق الأصلية مثل الرسائل والمعاهدات أو المذكرات وتاريخ صدورها وما لحقها من وثائق قد تفندها أو تثبتها لغرض الرجوع إليها مباشرة للحصول على الحقيقة

    فالحقيقة في قراءة التاريخ تحتاج إلى البحث والتحليل والجهد النقدي لفك التحيزات والأهداف الكامنة خلف السرد والحذر من الاعتماد على مصدر محايد لفهم الماضي

    وأخيراً يجب على القارئ أن يميز بين الحقائق والتزييف وان يبني رأيه على أساس معرفة راسخة وحكمة متأنية وان لاينقاد أو يبني قناعاته من خلال ما يقرأه من مصادر غربية .

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: المثقف العربي وتأثره بما يكتبه الغرب ..بقلم: د. رسالة الحسن Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top