الكثابة يستطيع صاحبها التنفيس عن نفسه والتعبير عما يجول ويصول في نفوس الأخرين هذه حقيقة؛ فالكاتب صاحب رسالة عميقة وراقية لمن أحسن الامساك بالقلم وتطويعه لبث الأفكار والرؤي واخراج ماهو مكنون في نفوس محيطه المتسع.
قد يكون
هذا المحيط خارج حدود الوطن من خلال نقله لألام الإنسانية وصاحب القلم الراقي هو مايعبر
عن الإنسانية .أيا كانت عقيدتها ولونها ولغتها فهي رسالة وأصحاب الرسالات لايعرفون
التعصب او العنصرية ولافرق عندهم بين الأبيض والأسود.
فالكل
عندما يخط القلم سواء.. ومن حسن حظي أنني عايشت وقرات لكتاب كبار وجهابذة قرأت لكتاب
من كل الأطياف ولولا معرفتي الشخصية بهم ماعرفت
من أي التيارات وفدوا والي اين هم ذاهبون. رأيت كتابا ينتمون الي الرأسمالية مثلا يدافعون
عمن اختلف معهم من اليسار والعكس رأيته أيضا .
وهكذا تكون رسالة الكثابة التي لاتعرف الحدود
ولا المدارس الفكرية وقد كان أحدهم يقول رايك صواب يحتمل الخطأ ورأيي خطأ يحتمل الصواب
.. كانوا رجالا حتي في خلافاتهم لم يكن احدهم يعرف لغة الوصاية التي اسقطها الاستعمار
ولايعرف هذه القيم الا النبلاء الأطهار الأنقياء .وقد تحمل كثيرون ضريبة دفاعهم عمن
اختلف معهم ومازالوا يكتوون بنار الالم والتعب دون تأوه ربما كان زادهم انها رسالة
النبلاء الذين يقفون في خندق كل مكلوم ومهموم .
الأوائل أبدعوا وكتبوا ومازالت كتاباتهم باقية
من خلال ماغرسوه لأنهم كانوا أطهارا ..فالكتابة بدون
وضوء كالصلاة بدون طهارة . عندما اريد أن اتعلم أعاود الماضي بالتقليب في صفحات الأفذاذ
عباس العقاد وـحمد حسن الزيات وبنت الشاطئ وأحمد بهجت ومحمود مهدي والشيخ محمد أبو
زهره والشيخ محمود شلتوت والشيخ محمد الغزالي
وفتحي رضوان وحلمي مراد والأسماء لاتعد ولاتحصي.
اللغة
والمفردات والمعاني والتناسق الجميل وترابط الجمل سلاسل من ذهب . ويكفيك الوقوف علي
نفوس طاهرة كتبت حسبة لوجه الله تعالي لم ينتظر أحدهم شكرا او تقديرا.. رحم الله من
رحل عن دنيانا ..
وبارك في الاحياء منهم .
**كاتب المقال
كاتب وباحث
0 comments:
إرسال تعليق