• اخر الاخبار

    الاثنين، 10 أبريل 2023

    قصيرة بعنوان / تقلب الزمان..بقلم القاص العراقى : محمد علي ابراهيم الجبير

     


    مجيد شاب نشيط يعمل في التجارة الحرة  تزوج  من فتاة جميلة من اقاربه  ، لم يرزق منها اي طفل  رغم اجراء الفحوصات الطبية عليهما ، وكانت نتائج الفحص عدم وجود سبب يمنع الانجاب ؛

     استطاع مجيد  من خلال عمله في التجارة الحرة  ان يفتح محلاً كبيرا لبيع انواع  المواد الغذائية المتنوعة ،  وكان صادقاً واميناً  يتعامل مع الناس بالاخلاق الراقية وكان ينظر الى الناس على اساس انهم ثقة  مثله  لهذا فانه لايرد احداً يطلب شراء بضاعة بالآجل من المحل ؛

    واذا تأخر احد من سداد الديون التي بذمته فانه لايطالب احد بالتسديد ضناً منه بان المدين يسدد من تلقاء نفسه ولم يحسب حساب لبعض الناس  بعدم الوفاء؛؛

    وفي احد الايام تعاقد على شراء بضائع كبيرة مستوردة من الخارج  تعرضت للسلب والنهب في الطريق  قبل وصولها ؛ وقد كانت في تلك الفترة وجود اضطرابات في البلد ،وبسبب  تلك الاضطرابات اصاب السوق ركود اقتصادي، وتوقفت عمليات البيع والشراء بشكل عام ،وشمل ذلك محل مجيد ، الأمر الذي جعل مجيد بحاجة ماسة للسيولة النقدية التي دفعها لشراء البضاعة التي استوردها والتي نهبت في الطريق حاول الحصول على المبالغ التي بذمة  زبائنه ، تفاجىء بان كل شخص يطالبه يعتذرله بعدم استطاعته بسب ركود السوق ، والقسم الاخرلم يجدهم لأنتقالهم الى جهة غير معلومة ، وهكذا شعر بالحاجة الماسة للنقد لشراء بضاعة الى المحل والى مصاريف لبيته لمواجهة الامور المعاشية؛

    لم يتمكن من الحصول على اي مبلغ من ديونه ؛

    واستمر ركود السوق بشكل مخيف يرافقه نزول هائل في الاسعار، في تلك الظروف الصعبة مجيد تعرض الى مرض اعاقه عن الأستمراره في عمله ،اضطر على تكليف احد الاشخاص الامناء على ادارة المحل ، ولكن الشخص الذي ءأتمنه تبين انه غير أمين،  كان يبيع السلعة اقل من السوق ولا يسلم مجيد الا قسم قليل من ثمن المبيعات ويأخذ الباقي له ومجيد لايعرف ذلك  لثقته العالية بهذا الشخص ، كما انه لايحضر الى المحل بسبب مرضه ،ليطلع على الحقيقة ، وفي احد الايام زار المحل وجده خالياً من البضاعة تماما ؛ سأَل صاحبه اين البضاعة اجابه بانه قد باعها وسلمة ثمنها ؛

    تم انهاء عمله وقرران يذهب الى المحل ويتواجد فيه  رغم مرضه وعدم قدرته على ذلك ؛ عسى ان يحضر من بذمته ديون ان يسددوا ما بذمتهم من مبالغ ؛ خاب ظنه ولم يحضر أحد ؛ وثبتت له الايام بان الكثير من الناس لم يسددوا ما بذمتهم حتى ولو كانت لديهم امكانية

    التسديد ، وكم مرة تقابل مع المدينين إلا أنه لم يوافق احد بتسديد ما بذمته من ديون ؛

    استمرعلى ذلك فترة طويله لاقى فيها ضنك العيش والحاجة الى المال لمواجهة اموره المعاشية وحاجته لشراء العلاج ؛؛ ولايستطيع عمل اي شيء لأي زبون لأستحصال ديونه منه  لعدم وجود كمبيالات أو كفيل ضامن او اي مستندات اخرى ،تثبت فيها ديونه ؛ وكان كل مبيعات المحل على  اساس الثقة فقط..

    جاءه في يوم الايام احد الاشخاص يعتذر له من عدم التسديد لعدم وجوده في البلد لسفره بشكل مفاجيء الى الخارج لمصاحبة احد اقاربه في المستشفى ، لمدة ستة اشهر ؛ ودفع ما بذمته من ديون وكان مبلغاً كبيراً؛ كماعرض عليه ان يسلفه اي مبلغ  يطلبه لشراء بضاعة للمحل؛ لم يصدق مجيد مايسمع لاصابته باليأس من الناس الذين بذمتهم الديون ولم يدفعوا له اي مبلغ رغم امكانيتهم على التسديد ، وهم يعلمون بحاجته الى المال ومحله خالي من البضاعة؛قام مجيد وعانقه وشكره على موقفه النبيل ، وهو يردد ان الدنيا لاتخلوا من الطيبين ومن الناس الذين يستحقون التعامل معه بالثقة والتقدير،

    تمكن مجيد من شراء بضاعة الى محله ومزاولة عمله  من جديد وتحسنت اموره المالية بفضل الله وبفضل الرجل الامين الذي دفع ديونه ووقف بجانبه،والدنيا لاتخلو من امثاله ..

    وتعلم مجيد درساً بليغاً في التجارة..

                              

                                  8/ 4/ 2023م

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: قصيرة بعنوان / تقلب الزمان..بقلم القاص العراقى : محمد علي ابراهيم الجبير Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top