مع كل تصعيد يجري في قطاع غزة، تلعب مصر دورها المحوري في التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية يقضي بوقف إطلاق النار والوصول إلى اتفاق وسط لتهدئة الأجواء وحقن دماء الفلسطينيين في قطاع غزة، وهو ما تكرر في التصعيد الإسرائيلي الأخير على القطاع وأفضى إلى نجاح القاهرة في التوصل إلى هدنة دخلت حيز السريان ليل الأحد 7 أغسطس 2022 بعد ثلاثة أيام فقط من التصعيد العسكري الذي خلّف نحو 44 شهيدًا. وقد تعددت ردود الفعل الدولية المشيدة بالدور المصري سواء على المستوى الرسمي أو حتى على مستوى وسائل الإعلام الدولية.
وفيما يلي استعراض
لردود الفعل الدولية على الدور المصري:
أولًا: على المستوى
الرسمي
قدم الرئيس الأمريكي،
جو بايدن، شكره إلى الجهود المصرية المبذولة لوقف التصعيد في غزة بين إسرائيل وحركة
المقاومة الفلسطينية، فقال في بيان ” لقد عملت الولايات المتحدة على مدى الـ72 ساعة
الماضية مع مسؤولين من إسرائيل والسلطة الفلسطينية ومصر وقطر والأردن ودول أخرى عبر
المنطقة للدفع باتجاه حل سريع للصراع. وأشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي والمسؤولين المصريين
رفيعي المستوى الذين لعبوا دورا مركزيا في هذا الجهد الدبلوماسي”.
أعرب الرئيس الفلسطيني،
محمود عباس أبو مازن، عن شكره للجهود المصرية التي أسفرت عن وقف التصعيد المستمر منذ
يوم الجمعة الماضية في قطاع غزة بالأراضي المحتلة، وقال، “نثمن مواقف فخامة الرئيس
عبد الفتاح السيسي المتواصلة في نصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ونؤكد أن هذه
الجهود تساهم في تهدئة الأمور ورفع المعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني نتيجة
هذا العدوان سواء في القدس أو غزة أو في باقي الأراضي الفلسطينية”.
تقدم رئيس الوزراء
الإسرائيلي، يائير لابيد، في بيان مقتضب بالشكر لمصر على “جهودها في التوسط في الهدنة”
رحب الأمين العام
للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، بإعلان وقف إطلاق النار بين غزة وإسرائيل، وأثنى على
مصر لما تبذله من جهود بالتنسيق الوثيق مع الأمم المتحدة للمساعدة في استعادة الهدوء.
أشاد المنسق الأممي
الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، في بيان بدور مصر الحاسم في التوصل
لهدنة وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حركة الجهاد الإسلامي وإسرائيل، وبالرغم من
أن الوضع لا يزال هشًا للغاية، لذا أحث جميع الأطراف على احترام وقف إطلاق النار”.
أعلنت وزارة الخارجية
الروسية ترحيب موسكو بجهود الوساطة المصرية في التوصل إلى وقف إطلاق النار بين الجانبين
الإسرائيلي والفلسطيني في قطاع غزة، مؤكدة موقفها المؤيد للاستعادة الفورية لنظام وقف
إطلاق النار حول غزة.
ثمن رئيس البرلمان
العربي عادل بن عبد الرحمن العسومي، في بيان، المساعي الحثيثة والجهود الكبيرة التي
بذلتها جمهورية مصر العربية والتي تعكس ثقل الدبلوماسية المصرية ودورها الرائد والمحوري
لضمان أمن واستقرار المنطقة، وتجسد المكانة التي تحظى بها القضية الفلسطينية في سلم
أولويات مصر، وحرصها على ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني
في إقامة دولته المستقلة؛ وفق قرارات الشرعية الدولية.
قال وزير الخارجية
الأردني أيمن الصفدي: الصفدي: نرحب بالهدنة في غزة ونثمن الدور المصري والقطري والأمريكي.
ثانيًا: وسائل
الإعلام الدولية
1 – بريطانيا
نشرت “إندبندنت”
تقريرًا بعنوان:” نشطاء فلسطينيون وإسرائيل يعلنون هدنة في غزة بعد أيام من العنف”،
أكدت خلاله بدء وقف إطلاق النار بين إسرائيل والنشطاء الفلسطينيين ليل الأحد في محاولة
لإنهاء ما يقرب من ثلاثة أيام من العنف الذي أسفر عن مقتل العشرات في غزة. وأضاف التقرير
أن الاتفاق الذي توسطت فيه مصر عزز الآمال في إنهاء أخطر تصعيد على حدود غزة منذ أكثر
من عام، مشيرًا إلى تصريحات الناطق باسم الجهاد الإسلامي “طارق سلمي” الذي أكد أنه
يقدر الجهود المصرية التي بُذلت لإنهاء العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
وهو نفس ما نُشر
في تقرير “الجارديان” وفايننشال تايمز، الذي
أضاف عما سبق أن الرئيس الأمريكي جو بايدن رحب بالاتفاق الذي توسطت به مصر، والذي أدى
إلى وقف إطلاق النار، وأشار التقرير إلى الاجتماع الطارئ الذي حدده مجلس الأمن الدولي
بشأن العنف وإنهاء التصعيد المستمر، وضمان سلامة وأمن السكان المدنيين، ومتابعة ملف
الأسرى الفلسطينيين.
ونشرت “BBC” تقريرًا بعنوان:” إسرائيل – غزة:
وقف إطلاق النار ساري طوال الليل بعد أيام من العنف”، أضافت عما سبق أن وقف إطلاق النار
جاء بعد توسط مصر التي تعمل دائمًا كوسيط بين إسرائيل وغزة.
وذكرت “رويترز”
في تقرير لها بعنوان:” إسرائيل ومسلحون فلسطينيون يعلنان هدنة في غزة”، أن الإعلان
عن الهدنة جاء في بيانين منفصلين للجهاد الإسلامي ثم إسرائيل، اللتين شكرتا مصر على
توسطهما في وقف إطلاق النار. وذكر التقرير أنه في مؤتمر صحفي أقيم في طهران، أكد زعيم
جماعة حركة الجهاد الإسلامي “زياد نخالة” أن القاهرة “ستعمل على تأمين الإفراج” عن
زعيم الجماعة بسام السعدي، الذي تم اعتقاله من قبل القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية
المحتلة، ولكن لم يرد مسؤولون مصريون أو إسرائيليون بشأن هذا الأمر.
2 – الولايات المتحدة
تحت عنوان:” مصر
تتوسط في الهدنة لإنهاء القتال بين إسرائيل والجهاد الإسلامي”، نشرت “بلومبيرج” تقريرًا
أشارت خلاله إلى الهدنة التي عقبها بياناُ من الجهاد الإسلامي الذي رحب بالجهود المصرية،
مؤكدة أن الجماعة تحتفظ بالحق في الرد على أي عدوان إسرائيلي، إذا تم انتهاك الاتفاق.
وفي إسرائيل، أصدر رئيس المديرية الوطنية للدبلوماسية العامة بيانًا أكد فيه أن الهدنة
ستدخل حيز التنفيذ الأحد الساعة 11:30 مساءً، وجاء في البيان أن “دولة إسرائيل تشكر
مصر على جهودها”. مؤكدًا هو الآخر أن إسرائيل تحتفظ أيضا بالحق في “الرد بقوة” على
أي انتهاكات.
نشر موقع “ذاكونفيرسيشن”:
تقريرًا تحت عنوان “وسط الموت والدمار.. يسلط الصراع الأخير في غزة الضوء على عمق أزمته
الإنسانية“، سلطت من خلاله الضوء على أن وقف إطلاق النار بوساطة مصرية تمت الموافقة
عليه بين الطرفين حتى الآن. لكن يظل من السابق لأوانه القول ما إذا كانت هذه الهدنة
ستستمر أم لا؟ أو ستستمر إلى متى؟
موقع “جلوبيتشو”:
نشر تقريرًا تحت عنوان “بوساطة مصرية.. دخلت اتفاقية هدنة بين حركة الجهاد وإسرائيل
حيز التنفيذ“، سلطت من خلاله الضوء على تفاصيل الهدنة، ونقلت تصريحات مسؤول مصري، أكد
أنه في إطار حرص مصر على إنهاء حالة التوتر الحالية في قطاع غزة. فإن مصر كثفت اتصالاتها
مع كافة الأطراف لاحتواء التصعيد الحالي، وفي ضوء تلك الاتصالات، طالبت مصر بوقف شامل
ومتبادل لإطلاق النار اعتبارًا من 7 أغسطس. وأضاف المسؤول المصري، إن مصر تبذل جهودًا
للعمل على إطلاق سراح الأسير خليل العودة ونقله للعلاج والعمل على إطلاق سراح الأسير
بسام السعدي في أسرع وقت ممكن.
وكالة آسوشيتد
برس نشرت تقريرًا تحت عنوان: “وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين وإسرائيل ساري المفعول
في غزة”، أشارت خلاله إلى أن سريان وقف إطلاق النار بدأ بوساطة مصرية في الساعة
11:30 مساءً. استمرت الضربات الإسرائيلية وصواريخ المتشددين في الدقائق التي سبقت بداية
الهدنة ، وقالت إسرائيل إنها “سترد بقوة” إذا تم انتهاك وقف إطلاق النار.
3 – ألمانيا
أشارت صحيفة دي
فيلت واسعة الانتشار إلى تأكيد حركة “الجهاد الإسلامي” قبولها بهدنة إثر وساطة قادتها
القاهرة، وكذلك أكدت إسرائيل رسمياً. وتناولت
الصحيفة وصول وفد مصري رفيع المستوى إلى غزة مساء أمس للتفاوض على تفاصيل وقف إطلاق
النار. ويقال إن الاتفاق يشمل إطلاق سراح أسيرين فلسطينيين في إسرائيل، من بينهم بسام
السعدي، القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي. وسبق اعتقاله في الضفة الغربية يوم
الاثنين الماضي التصعيد الأخير. وفي العام الماضي، توسطت مصر أيضًا في وقف إطلاق النار
بين إسرائيل وحركة حماس الإسلامية بعد حرب استمرت 11 يومًا.
وذكرت شبكة دويتش
فيله أن مصر لعبت دورًا رئيسيًا في جهود الوساطة. وفي العام الماضي توسطت مصر في هدنة
أنهت حربا استمرت 11 يوما بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
4 – فرنسا
عزت صحيفة لوفيجارو
التوصل إلى الهدنة بين إسرائيل وحركة الجهاد الفلسطينية إلى الوساطة الفرنسية وفضل
الجهود التي بذلتها بين الجانبين بعد ثلاثة أيام من الأعمال العدائية التي أودت بحياة
44 فلسطينيًا.
ذكرت وكالة فرنسا
24 أنه بموجب اتفاق الهدنة يجب على مصر العمل لتأمين الإفراج عن السيد السعدي وزعيم
آخر في حركة الجهاد الإسلامي، خليل عواودة، المحتجز في سجن إسرائيلي منذ ديسمبر
2021.
ووصفت وكالة فرانس
برس في خبر نقلته وسائل إعلام عالمية مصر بالوسيط التاريخي بين إسرائيل والفصائل المسلحة
في غزة، وعلى إثر ذلك توصلت القاهرة إلى وقف إطلاق النار الذي أنهى القتال بعد ثلاثة
أيام من تجدد الصراع في غزة، وكذا أنهت صراعًا استمر 11 يومًا في شهر مايو من العام
الماضي.
5 – روسيا
موقع القناة الخامسة:
نشر تقريرًا تحت عنوان “إسرائيل توافق على الهدنة المصرية المقترحة في غزة“، لفتت من
خلاله إلى أن السلطات الإسرائيلية وافقت على الهدنة المقترحة في غزة من قِبَل مصر.
وبات الأمر الآن متروكًا للفلسطينيين.
موقع قناة رين:
تحت عنوان “رويترز: إسرائيل توافق على هدنة مصرية مقترحة في غزة“، نشرت تقريرًا سلطت
من خلاله الضوء على أن السلطات الإسرائيلية وافقت على الهدنة المصرية المقترحة. وتبقى
السلطات المصرية الآن في انتظار الرد الرسمي من الفلسطينيين.
صحيفة كوميرسانت:
نشرت تقريرًا تحت عنوان “إسرائيل وفلسطين توافقان على عرض التهدئة المصري“، سلطت من
خلاله الضوء على إسرائيل وفلسطين وافقوا على اقتراح الهدنة المصري. ونقلت تصريحات مسؤول
فلسطيني ذكر أن الاتفاقية ستدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من يوم 7 أغسطس. ونقلت الصحيفة
كذلك أن الجيش الإسرائيلي شن عملية عسكرية ضد حركة الجهاد الإسلامي أطلق عليها اسم
الفجر. ولفتوا إلى أن مسؤولي الجيش الإسرائيلي قالوا إن الأعمال العدائية ستسمر طالما
كان ذلك ضروريًا. فيما قُتل، قائد الحركة الإسلامية خالد منصور، كنتيجة للهجمات الإسرائيلية
على قواعد الجهاد. كما لقى كذلك تيسير الجعبري مصرعه نتيجة للضربات نفسها. وأفادت وزارة
الصحة الفلسطينية أنه قتل ما لا يقل عن 32 شخصًا وأصيب 253 بجروح.
موقع ميدوزو الإخباري:
تحت عنوان “مصر تقترح إعلان هدنة في قطاع غزة وإسرائيل وفلسطين توافقان عليه”، نشرت
تقريرًا سلطت من خلاله الضوء على أن وسطاء مصريين عرضوا إعلان هدنة في قطاع غزة اعتبارًا
من 7 أغسطس. واستعرض الموقع تصريحات مسؤول فلسطيني قال إن الهدنة ستدخل حيز التنفيذ
اعتبارًا من 7 أغسطس، وتصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لبيد في 7 أغسطس والذي
قال إن جميع أهداف عملية الفجر قد تحققت.
موقع نيوز.اسرائيل:
الصادر باللغة الروسية، نشر خبرًا لا يحتوي إلا على عنوان مرفق بعبارة واحدة فقط. والعنوان
“ضابط مخابرات مصري كبير يصل قطاع غزة“، والعبارة في متن الخبر هي “الغرض من الزيارة
هو توقيع اتفاقية لوقف إطلاق النار”.
موقع محطة راديو
“سفابودا”: تحت عنوان “مصر تدعو الإسرائيليين والفلسطينيين للتوصل إلى هدنة”، نشر الموقع
تقريرًا سلط من خلاله الضوء على أن التناقضات العربية الإسرائيلية بدأت تتفاقم بين
الطرفين بدءًا من يوم الاثنين، بالتزامن مع اعتقال أحد قياديي حركة الجهاد الإسلامي،
بسام السعدي في الضفة الغربية. وأعلنت الجماعة أنها لن تترك اعتقال زعيمها دون رد.
فيما أفادت المخابرات الإسرائيلية من جانبها بأن الإسلاميين هم من دبروا هجمات إرهابية.
وكالة ريا نوفوستي:
نشرت تقريرًا تحت عنوان “الجهاد الإسلامي تهدد يقصف جديد“، سلطت من خلاله الضوء على
أن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين هدد بالانسحاب من اتفاق وقف إطلاق
النار مع إسرائيل واستئناف القصف من قطاع غزة إذا لم تلتزم إسرائيل ببنود الهدنة. ومن
جهته، قال زياد النخالة: “إذا لم يستوفي العدو شروط حركة المقاومة الفلسطينية، فسنعتبر
الاتفاقية باطلة ونستأنف القتال مرة أخرى دون تردد”. ووفقًا له، فإن الاتفاق الذي تم
التوصل إليه بوساطة مصرية واضح ومحدد ولا يحتوي على أي تفاصيل سرية. مؤكدًا أن الحركة
تسعى للإفراج عن قياديين من السجون الإسرائيلية وهما خليل العوض وبسام السعدي. وقال
غنه تلقى وعدا من الوسطاء المصريين لتنفيذ هذا الأمر. وأضاف النخالة أن التنظيم الذي
يتزعمه استطاع في نفس الوقت قصف 58 مستوطنة إسرائيلية من قطاع غزة، واصفا إياه بأنه
“إنجاز تاريخي”.
وكالة ريا نوفوستي:
تحت عنوان “فلسطين تشيد بالجهود المصرية التي أدت إلى تحقيق السلام مع إسرائيل“، نشرت
تقريرًا سلطت من خلاله الضوء على أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس رحب بالجهود المصرية
التي أدت إلى توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وشدد عباس من جهته على أن
هذه الجهود تساهم في تسوية الوضع وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.
وكالة ريا نوفوستي:
تحت عنوان “الجهاد الإسلامي يؤكد الهدنة مع إسرائيل“، نشرت تقريرًا سلطت من خلاله الضوء
على أن حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية أكدت إبرام هدنة مع إسرائيل بوساطة مصرية.
ونقلت تصريحات المتحدث باسم الجماعة، محمد الهندي، الذي قال إن “الوثيقة تتضمن التزام
القاهرة ببذل جهود للإفراج عن الزعيم المعتقل بسام السعدي”.
المصدر:
وكالات
0 comments:
إرسال تعليق