• اخر الاخبار

    الأحد، 8 مايو 2022

    قصة بعنوان..الثأر..بقلم : محمد علي إبراهيم الجبير

     


    سليم شاب قوي وذكي من عائلة فقيرة متزوج من ابنة عمه زكية يسكن في بيت من الطين في أطراف المدينة..

    عمل حمالا في السوق  صادق وأمين واشتهر بصدقه وامانته

    عرض عليه التاجر جميل أن يعمل معه في المحل الواقع

    في منتصف السوق لمعرفته بقوة سليم وامانته  وحرصه على السلع التي يحملها.وافق سليم بالأشتغال  معه وظهرت همته ونشاطه من أول ساعة من مباشرة العمل فقام بترتيب البضاعة في المحل وعرضها أمام المحل مما أدى إلى زيادة زبائن المحل وزادت المبيعات وتحققت زيادة في الأرباح زيادة كبيرة جدا وأصبحت القناعة عند التاجر سليم أن سبب إقبال الزبائن وزيادة المبيعات والأرباح كل ذلك  يعودلبشاشة سليم وحسن تعامله مع الناس  وأخلاقه العالية وعليه فقد خصص له راتبا مجزيا استطاع سليم أن يؤجر له دارا

    واسعة  قريبة من المحل وانتقل اليها مع والدته وزوجته وأولاده الثلاثة..فلم تدم فرحتهم بسبب وفاة أم سليم بعد  ايام من مرضها

    أن ماحل بهم من وفاة والدته وقبلها والدها هو أمر من الله ولا راد لأمر الله..

    عادت زكية إلى همتها السابقة في خدمة البيت ورعاية أولادها الثلاثة آمين وصادق وجعفر..

    تستقبل زوجها بابتسامتها المعهودة ويستقبله أولاده بالفرح والسرور .وهكذا خيمت عليهم السعادة في بيتهم الجديد

    استمرت زكية بإدخار مبلغا بسيطا من مصروف البيت بعد تلبية كل متطلبات أولادها وما يحتاجه البيت

    نال سليم ثقة التاجر جميل وأصبح وكيله العام وسلم له مفاتيح المحل وأخذ يمارس العمل وكأنه صاحبه..وضرب به المثل  في ا لأمانة والحرص على اموال جميل وتمنى كل تاجر في السوق أن يعمل سليم معه...

    عرضت الدار المؤجرة من قبل سليم للبيع قرر سليم شراء الدار.وفاتح صاحبه جميل عن إمكانية تسليفه مبلغ من المال لشراء الدار. .جميل دفع له قيمة الدار بالكامل وقال له انك تستحق ذلك دون منة مني ولاشكر .وهذا مقابل اخلاصك وامانتك. .

    شكره سليم على موقفه ومساعدته الكبيرة التي خلصته من معاناته من دفع الإيجار الشهري..

    استمرت حياتهم نحو الأفضل وأولاده متفوقين في المدارس

    أكبرهم صادق في المرحلة الأخيرة من الاعدادية وجعفر في المرحلة الخامسة وأمين في الرابع الإعدادي.

    في أحد الأيام سليم لوحده في المحل دخل أحد الزبائن

    يبدو عليه إمارات الشر وطلب من سليم  أن يبيع له بعض السلع أقل من سعرها المثبت عليها من قبل صاحب المحل بكثير..

    رفض سليم أن يبيع له أقل من سعرها..ودخل بعض الزبائن إلى المحل أثناء المحاورة واشتد غضب الزبون

    وكان الشر يتطاير من عينيه

    وأخرج مسدسه وافرغ الرصاص في رأس سليم وارداه قتيلا متضرجا بدمه وسط المحل..وخرج يتمشى وكأنه لم يقتل بشرا !

    لم يعترضه احد وتطافر الناس

    من حوله داخل السوق..

    وبعد خروج القاتل من المحل

    تجمهروا للفرقة على المسكين سليم..

    وجاء جميل وجد صاحبه مضرجا بالدماء وعرف تفاصيل الحادث من تجار السوق ومن الزبائن  الذين كانوا داخل المحل ساعة وقوع الجريمة

    وعرف جميل أن سليم راح ضحية اخلاصه وحرصه على ماله..لطم جميل على رأسه وبكا بكاءا مرا ..

    أبلغ الشرطة في الحادث لغرض إجراء التحقيق ومعرفة القاتل ومعاقبة. .

    ارسل جثمان سليم إلى أهله وهو يبكي ويلطم.. استقبله أولاده وأمهم زكية  بالبكاء والنحيب. .

    بعد انتهاء العزاء وفي اليوم

     الرابع قال جميل لزكية:-

    -اليوم نفتح المحل ونزاول العمل   ويكون ولدك الصغير وكيلا عني في العمل ويحل محل سليم وسوف أدفع له ضعف راتب والده.

    -الله يحفظك حجي..

    -والده راح ضحية أمانته واخلاصة. .

    -سيكون ولده مثله بإذن الله .

    -انا متأكد من ذلك ..وسيكون عونا وسندا لاخوته إلى أن يكملوا دراستهم.. ويلبي طلبات البيت..

    قامت الشرطة بإجراء التحقيق لم يتوصلون إلى معرفة القاتل رغم أن الجريمة تمت في وسط السوق وأمام انظار الناس وفي وضح النهار والسوق غاص بالمتسوقين والتجار الذين شاهدوا القاتل يتمشى أمامهم لاخائفا ولا وجلا،،

    وبعد عشرة أشهر أصدرت المحكمة حكمها بانها سجلت القضية ضد مجهول!!

    لم توافق زكية ولم تسمح لأولادها أن يبحثوا عن القاتل لأخذ الثأر منه ..بل طلبت منهم  إكمال دراستهم ويدخل أحدهم في كلية الشرطة والآخر في كلية القانون...

    وفعلا تخرج صادق من كلية الشرطة وأصبح ملازم شرطة وفي السنة التالية أكمل جعفر الدراسة في كلية القانون وأصبح محاميا

    خلال السنة الأولى من مباشرة الملازم صادق لعمله

    أخذ يتردد على السوق وعلى المحلات المجاورة لمحل جميل لجمع المعلومات  عن حادث مقتل ابيه من تجار السوق

    استطاع الوصول إلى بعض شهود العيان الذين كانوا داخل المحل  وخارجه وقت وقوع الجريمة وجمع المعلومات وكل التفاصيل منهم وابدوا استعدادهم للإدلاء بالشهادة أمام القاضي

    ولم ينسى صادق بتسجيل أقوالهم بشريط صوتي وهم لا يشعرون. .

    وبعد جمع المعلومات الكافية التي تدين القاتل المجرم..

    قدم المحامي جعفر طلبا للقاضي المختص بالجنايات لإعادة التحقيق بقضية مقتل والده لوجود معلومات وأدلة دامغة جديدة في القضية..

    وافق القاضي على الطلب  اسماء الشهود المتواجدين في مكان وقوع الجريمة كما قدم اسم القاتل والمعلومات التي تخص القاتل والتي جمعها الملازم صادق من تجار السوق ومن شهود العيان

    وافق القاضي على إعادة التحقيق واحيل الطلب إلى مركز الشرطة .على اثرة تم تشكيل مفرزة من خيرة الضباط والمراتب المختصين  بمكافحة الجرائم..

    تم إلقاء القبض على المجرم وبإشراف الضباط زملاء صادق في التحقيق مع الجاني وتم مواجهته الشهود واعترف القاتل بكل تفاصيل الجريمة ولم ينكر شيئا!

     

    وفي اليوم المقرر للمحاكمة .أصدر ت المحكمة حكمها العادل بشنق المجرم حتى الموت.

    وكان خبر شنق  المجرم حتى الموت سببا بدخول الفرحة إلى قلب زكية الحزين..

    فرحت لأخذ الثأر من المجرم دون أن تتلخص ابدي أولادها بدم القاتل الذي قتل زوجها وابن عمها بدون ذنب..

    وشعر أولاد سليم بالفرح الغامر بأخذ ثارهم من المجرم قاتل ابيهم عن طريق القانون ولم تتلخص ايدهم بدمه القذر وان أخذ الثأر عن طريق القانون  يرجع ذلك الفضل لمشورة والدتهم زكية ونجاح خطتها وبعد نظرها

    وبعد مدة من الزمن تزوج ابناءها الثلاثة وانجبوا

    البنات والبنين الذين ضاقت بهم الدار الواسعة وهم يلعبون ويمرحون وعاش الجميع في السعادة والسرور

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: قصة بعنوان..الثأر..بقلم : محمد علي إبراهيم الجبير Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top