• اخر الاخبار

    الاثنين، 1 فبراير 2021

    كيس التابوت .. قصة قصيرة للأديب والشاعر / طارق فريد



    اوقف الجثة المحنطة باحد الاركان ووقف بالمصعد الضيق يسندها بيده حتى لا تنكفئ .. وما ان وصل الي طابقه الاعلى حيث شقته امام باب المصعد .. فتح بظهره باب المصعد عن اخره واسنده بقدمه ليتمكن من فتح باب شقته اولا فانفلتت قدمه وانقفل الباب ..
    سارع بفتح المصعد مرة اخرى قبل ان يتحرك .. فاذا به خاويا ،، اين ذهبت الجثة المحنطة الملفوفة باكياس النايلون المقوي؟؟
    ارتعشت جوانبه رعبا لا يدري ماذا يفعل .. فتح باب شقته ودلف الي بهو الردهة الفسيح .رتل بعض من ايات القران وفتح الراديو باحثا عن اذاعة القرأن الكريم .. كان الصوت مشوشا عبر الاذاعة لكنه رفع الصوت وظل يقرأ المعوذتين .. جلس في منتصف الردهه بجانب طاولة المجلس ( الصالون) قريبا من مذياعه كيف سيتصرف ؟حتى هواتفه توقفت عن العمل ..
    نظر تحت الطاوله كانت نباتات خضراء تشبه الباسليا تنمو حبات حبات ..واذا بها تتحول حين تكتمل لتنفجر من غطائها النباتي الاخضر وتزداد افتراشا للأرض وكأنها تتكاثر ..
    علي جانب اخر كانت القطط السمان ترقد فوق بعضها وتزداد اقترابا نحو الباسليا اندهش مما رأي فلأول مرة بري قططا تأكل نباتات خضراء .. حاول ابعادها فلم يفلح فضرب احداها و قفز بها خارج شرفته لكنه فوجئ بها تعود اليه .. بدا يغير من اسلوبه ويحنو عليها لكنه كلما طبطب علبها سكنت وهدأت ونامت حتى صارت كوما متراصا من القطط النيام ..
    خرج الي الشارع تاركا شقته وذهب الي عائلته ولم ينبس بكلمه كادت راسه تنفجر من الصداع سال امه عن فنجان قهوة فلم تجد بن بالمطبخ .. نزل ليشتري كيسا من البن من هذا البائع المنزلق دكانه اسفل الشارع الهابط الطويل لكنه لم يكن لديه البن .. وعندما عاد رن هاتفه فاذا به جاره القديم بائع البن ..
    - ايوة يا استاذ ..... حضرتك كنت عاوز بن لسه واصلني حالا ..ابعت لحضرتك كيس
    - بكام الكيس
    - 100 ج ..
    - نعم.. ليه يعني؟ كيس بن ايه ابو 100 جنيه ده .. انا عاوز كيس صغير ..
    - ده اللي موجود يا استاذنا ..
    نزل صحبه اخيه الأصغر متأبطا ذراعة لتناول فنجان قهوة بأحد المقاهي . لاحظ ارتباكه وعرقه فسأله عم حدث ظنا منه انها مشكلة كبيرة مع زوجته ونصحه ان يتركها ..فرد قائلا:
    - انت فهمت غلطت .. مش هي خالص ..
    - اومال ايه الحكاية ؟؟.
    تراجع عن موقفه وسكت متعللا بقلقه وقلة نومه واعصابه التالفة ..
    - لازم ترتاح شوية انت بتجهد روحك ..
    اقترب عائدا الي بيته وقابل في طريقه صديق قديم اصطحبه الي منزله عله يتغير شى لكن الاخر اصر علي ان يتناولا معا بعض الطعام فذهب لمطعم مجاور ثم سارا معا للمنزله ..
    الجو مظلم لانقطاع التيار الكهربي . مدخل البيت كئيب.. الكهرباء فلم يتمكنا من الدخول الا في الظلام .. ادار مفتاح كشاف الموبيل لم يكن هناك أثر للقطط ولا لاوراق الباسليا
    تناولا الطعام علي ضوء الشرفه حيث القمر منيرا ... نزل صاحبه وتركه مع الخوف يفكر اين ذهبت القطط واين اوراق وحبات الباسليا ..
    رن هاتفه كان صوت اخر قريب من نفسه وبيته يستدعيه من عالم الموتي ليتناول معه الطعام وكوبا من الشاي .. كان هذا الصوت يعرفه جيدا ..
    استعد للنزول غير ملبسه ولبس ثوبا صيفيا لامعا.. كان قميصه الجديد يتدلي من احدي الشماعات علي الحائط ..
    لكنه ظل يتصبب عرقا ويفكر.. اين ذهبت تلك الجثة المغلفة؟ ولمن تكون ولماذا أتي بها الي بيته ؟. شعر بانفاس بشرية تحيط بسمعه يشعر بها لكنه لا يراها فزادته خوفا ورعبا .. ترك مذياعه على نفس الاذاعة .. وفتح باب شقته ليستعد للخروج فاذا بالشقة المجاورة بابها مفتوح علي مصراعيه ..
    كانت هناك امراتان ترقصان في مشهد تمثيلي الكبري تعلم الصغري وتلقنها فنون الرقص وجذب الذكور كأنها بروفة لمشهد سينمائي لممثلة صاعدة ..
    وقف ليشاهد لكنه شعر بحرج وقفته امام أعين الجيران التي ربما تلحظه فعاد الي شقته مع عودة التيار الكهربائي لكن فتاة جميلة في عمر ابنته كانت تنتظره في فراشه بغرفه نومه .. انها من شعر بأنفاسها من حوله وهي التي تتلذذ برعبه وهلعه لكنها تشاهده وتراقبه فقط.. وما أن رأها حتى وقع على الأرض مغشيا عليه .. استفاق من غيبوته ليجد نفسه داخل هذا الكيس ..كيس التابوت ...... (تمت)
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: كيس التابوت .. قصة قصيرة للأديب والشاعر / طارق فريد Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top