• اخر الاخبار

    الثلاثاء، 19 يناير 2021

    السارد الجرىء شوقي كريم حسن فى حواره لـ"الزمان المصرى": نحن في بلد لايحترم الفن ولا الفنان

      



    قبل ايام نشرت منشورا عن حوار لي مع السارد الجريء شوقي كريم كان قد نشر في "مجلة ضفاف" بدون ان انشر نص الحوار فسألني غير صديق لماذا لم تنشر نص الحوار.وها انا انشر الحوار كاملا مع تحياتي للجميع.

    *مشروعى القادم "نهر الرمان" 

    *الكاتب العراقي بائع احلام وافكار خاسر

    *نحتاج الى مدرسة عراقية نقدية

    *ارغب جادا بتحطيم كل المكروهات من الضوابط الادبية والحياتية

    *اجد اني على اتفاق روحي مع جميع الاجناس التي قد اجدها تلوح لي بالاختيار والخيار

    *الكتابة باللهجة العامية وضعتني داخل قلوب من اسعى اليهم  وهم أهلي الفقراء

    *ينقص كتاب الدراما مجموعة شروط اشتغالية اجرائية اولها ايجاد رأسمال انتاجي لا يؤمن بالتردد

    *القصة القصيرة ترتبط بالحياة فاذا توقفت الحياة توقف الرواة عن الحكي السردي..

    *لايوجد كاتب على ظهر هذه الارض الممتحنة الخوف لايعود الى طفولته وهي منبع الوعي وتفسير الموجودات بعد اكتشافها

    *انصفني النقد كثيرا واشار الى تجربتي منذ كنت صبيا يربع في مرابع السرد القصير

    *اجمل وصف قيل عني اطلقه اهلي في سومر.. فتى سومر المبدع

    *شبكة الإعلام العراقى تحتاج إلى لجنة خبراء ووضع خطط عمل سنوية ملزمة التنفيذ لكل مشتغلاتها

    *دكاكين النشر لدينا امكنة ربحية لا تهتم بغير الربح واقسم على ذلك

    حوار /قحطان جاسم جواد

    كاتب متشعب الاهتمامات شوقي كريم حسن حقق نجاحا كبيرا في المجالات التي يعنى بها كالقصة القصيرة والمسرح والرواية والنقد والدراما...شوقي كاتب ملفت للنظر مجنون بأفكاره ومناكفاته لكل ماهو مألوف انطلاقا من المقولة المأثورة خذ الحكمة من افواه المجانين،تعلم من المسرح كيفيات ادارة الحوار وتعلم من السينما كيفية سبر اغوار الشخصيات والاحداث لاكتشاف مكامنها النفسية والاجتماعية وفي بعض رواياته اتجه للكتابة بالعامية للوصول الى قلوب الفقراء وافكارهم متحديا كل من يعيب عليه ذلك وهو قاس مع السياسيين والمتحذلقين ممن يدعون الادب والوصاية الادبية ممن افرزهم الاحتلال البغيض.في هذا الحوار الساخن قال شوقي كلاما جريئا ومهما في شتى مناحي الحياة. لنقرا سوية مناكفات شوقي عن الادب والنقد ودراما التلفزيون.

    اشارات معرفية

    *انت تكتب للتليفزيون والاذاعة والرواية والقصة القصيرة فأين تجد نفسك وسط هذا الكم من التشعبات الادبية؟

    الكتابة ترتبط كليا بالهواجس النفسية وهي التي تفرض قالبها التعبيري الذي يمكنها من خلاله ايجاد علاقات ايجابية مع متلقيها، لهذا اجد اني على اتفاق روحي مع جميع الاجناس التي قد اجدها تلوح لي بالاختيار والخيار.. ابحث اثناء الكتابة عن المتعة وكيفيات تعاملي مع الثيم وادارة الشخوص والمكملات الابهارية تعلمت من المسرح كيفيات ادارة الحوار فنقلته الى القصة القصيرة وفيما بعد الى الرواية، واخذت من الرواية قدرتها على سبر الاغوار فنقلت هذا الى الدراما الاذاعية ومن بعدها التلفزيونية وجمعت كل تلك الخبرات لاضعها في قوالب نقدية اسميتها اشارات معرفية حاولت من خلالها دفع النقدية العراقية الى امام واثارة غضبها

    *يعاب عليك الكتابة باللهجة العامية؟

    يعاب علي وانا فرح بهذه الاعابة لأنها وضعتني داخل قلوب من اسعى اليهم اهلي الفقراء اهم عندي من كل اولئك الذين يعيبون استخدام اللغة العراقية وهم يتحدثونها ليل نهار ويغازلون حبيباتهم بها.. عندي.. (لاعاب حلكك اهم بكثير من الا فض فوك).. انظر الى موسيقى الروح لتعرف حجم الاسرار التي تضمها لغتنا العراقية.

    * تقول انا كاتب مجنون فهل ان الجنون يقود الى الابداع ولا يدفع صاحبه الى الشطط؟

    سمعت جدتي مياسه منحوش انها سليلة مقابر من المجانين لهذا ابتهجت بهذه المعرفية الخالدة.. لم يقل العرب خذ الحكمة من افواه المجانين.. لم اهمل العقل والعقال وراح يبحث عن حكمته من افواه المجانين؟ الجنون يعني الغاء بعض الضوابط وانا ارغب جادا بتحطيم كل المكروهات من الضوابط لذا اعتبر مستشفى الرشاد مدينة الفضيلة في بلد يتراجع بل وينحدر.. اعلن الفنون جنون.. وانا مجنون على درجة اقتراب من جنون خضير مير

    الفن لايعيش في بؤرة فساد وكراهية

    *ماعلة الدراما التلفزيونية في العراق

    علة الدراما التلفازية ان كان هناك غيرعلة وكلها مستعصية الحل ولكني اشير الى علة واحدة.. نحن في وطن لايحترم الفن والا يعطي للفنان اهمية.. وهذه الكراهية وليدة وضع يكره الحياة برمتها ويسعى حثيثا صوب المدافن. من المضحك حقاً الاعلان عن بناء مقبرة نموذجية والامتناع عن اعادة تاهيل المسارح ومعارض الفنون واعادة البهاء للسينمات التي علمتنا معاني الجمال.. هذه هي العلة والفن لا يمكن ان يعيش وسط بؤر فساد وكراهية.. الفن واولها الدراما اعلان جمالي رقيق الحواشي ودقيق المعارف يبشر بالحياة وهم يبشرون بالفشل والموت

    *ماذا ينقص كتاب الدراما عندنا؟

    ينقص كتاب الدراما مجموعة شروط اشتغالية اجرائية اولها ايجاد رأسمال انتاجي لا يؤمن بالتردد ويبحث عن طرق ووسائل للمجازفة، ثانيا ايجاد منافذ تسويقية بعد ان سدت جميع الابواب امام المنتج الجمالي الدرامي العراقي بسبب فساد الساسة وعميلهم السودة، ثالثا.. الايمان بقدرات الممثل والمخرج العراقي وتوفير كل وسائل الانتاج التي ترضي غروره وتقدمه كصانع مبهر،رابعا.. التخلص كليا من عقد التاريخ والنبش في اعماق كراهياته.. الدراما فن حيادي يقرا ويكتب ويجسد والحاضر فيه مافيه من المدهشات الدرامية التي يمكن ان تضع الدراما العراقية في مقدمة الصف.

    القصة القصيرة ستعود مجددا

    *يقال ان القصة القصيرة في طريقها للاندثار بدليل اتجاه معظم كتاب القصة الى الرواية؟

    القصة القصيرة ترتبط بالحياة فاذا توقفت الحياة توقف الرواة عن الحكي السردي.. ارى العكس انها ستعود مجددا بقوة لانها نرتبط بعصر الالكترون والتواصليات، ولم يعد ممكنا قراءة الحرب والسلم وممكن وطبيعي قراءة تشيخوف ومحمد خضير و غيرهم من اساطين القصر السردي القصير.. الوجوه تبحث عن ادهاش والسرد القصير هو المدهش الاهم لذا اعلن ان لاموت يصيب الجمال

    * انت كثير المماحكات مع الادباء او المسؤؤلين حدثنا عن ذلك؟

    نعم اعترف.. ولكن هل تراني اماحك دون سبب.. الاديب النزق اكرهه لهذا اماحكه.. الشاعر الذي يقول انه الاهم في هذا الكون اماحكه بقوة وربما اغيضه.. المخرج الذي يقول انه اهم من ايليا كازن احوله الى فرجة واضحوكة. اما من اسميتهم المسؤولين فهؤلاء اقول عليهم خطية لانهم ببساطة شديدة ابناء الخطأ والخطيئة لا فائدة ترجى منهم، ولهذا اعلن رفضي لكل ماهو فاسد واماحكهم لعلي اسمع منهم ذات يوم من يقول لا انا بعيد عن الفساد.. المضحك كلهم يدينون الفساد اذن من يفسد بالبلاد حقا.. ولم لايقف غير الفاسد ضد المفسد ويشهربه امام الناس.. دعني اماحكهم لاني ارغب توثيق كل حكايا اولاد الشيطان اولئك.

    نهر الرمان قريبا

    *مشروعك القادم؟

    اقولها بمودة الاشتغال عندي يومي لاني وكما قال معلمنا الامهر ماركيز انا موظف كتابة.. اشتغل بانتظام واقرا بوقت وامارس حياتي بوقت امنع التداخلات وامنع تبذير الوقت.. وخطط لكل ما اريد انجازه قبل ايام انهيت المسرات كمسلسل اذاعي.. واتممت دراسة ٢٠٠ اديب وفنان عراقي لاصدرهم في كتاب من جزأين.. واعد العدة لكتابة مسلسل تلفزيوني وانتظر الجهات المنتجة للبدء في انتاج مسلسل فرح الذي سيكون مفاجأة درامية غير مسبوقة.. واظن ان الوقت قد حان لمراجعة روايتي نهر الرمان لغرض دفعها الى الطبع منتصف العام المقبل. التنظيم هو روح المعرفية ومنتجها

    منافسة اسامة انور عكاشة

    *الجوائز في مسيرتك

    الجوائز التي حصلت عليها والتكريمات في العراق والوطن العربي كثيرة ولكني اعتز فعلا لمنافستي الكاتب الراحل اسامة انور عكاشة وحصولي على جائزة افضل كاتب دراما اذاعية عن مسلسل النخلة والجيران وترشيح مسلسلي الجواهري الى الجائزة الاولى في القاهرة لولا تأخر وصول حلقة واحدة الى اللجنة التي ظلت تنتظر ليومين.. ولي شرف حب الناس لي فانا الكاتب العراقي الوحيد الذي كنت نجما لغلاف مجلات وصدرت باسمي مجلة اسمها شوقي كريم.. والاجمل هم اهلي الفقراء الذين يحتفون بي اينما كنت.

    الطفولة لحظة الدهشة الاولى.

    *كثيرا ما تعكس نشتأتك وطفولتك على اعمالك فما السبب؟

    لايوجد كاتب على ظهر هذه الارض الممتحنة الخوف لايعود الى طفولته وهي منبع الوعي وتفسير الموجودات بعد اكتشافها هي لحظة الدهشة الاولى والتفريق بين الحب والكراهية والالم والسلام.. الرضا والقبول والرفض.. الاحتجاج والخنوع.. كل تلك الاكتشافات الاولى يحتاجها الكاتب بعد حين لوثق بها ومن خلالها مسيرة شخوصه الذين قد يلبسهم الكثير من ما كان يلبس.. ولطفولتي جوانب تستحق التدوين لانها جزء من طفولة المدن السومرية الواقفة على تلال من الوجع والاضطهاد ادون تاريخي لاني من خلاله اشير الى تاريخ الاسى الجنوبي ومقاتله.

    * لو سألتك من هو افضل روائي وافضل قاص وافضل كاتب تلفزيوني في العراق؟

    لا افضل عندي.. الذي يعلن حضوره الفكري المتزن واشتغالات مغايرة هو الافضل.. غير المؤدلج الطارق لابواب الفلسفة هو الافضل.. الانساني غير المتعالي الذي يقف مع الناس ويصرخ لأحزانهم هو الافضل.. الذي لايعمد الى الغاء الاخر هو الافضل.. الانساني العارف بضرورة شرف الكلمة هو الافضل

    انا محظوظ مع النقد

    *هل انصفك النقد الادبي؟

    انصفني النقد كثيرا واشار الى تجربتي منذ كنت صبيا يربع في مرابع السرد القصير كل النقاد في العراق كتبوا واشاروا من الراحل الكبير علي جواد الطاهر ومحي الدين اسماعيل وفاضل ثامر وشجاع العاني وصالح الطائي حتى لحظتنا الراهنة حيث النقاد سمير خليل وعلوان السلمان وزهير الجبوري وعيسى الصباغ واياد خضير وصباح محسن كاظم.. وتجربة الدكتور حسين سرمك حسن عن الفصام الخلاق في قصص شوقي كريم كانت الرسالة النفسية التي عدلت الكثير من مسارات السرد الذي ادونه.. اقول انا محظوظ جدا.. الكثير من الدراسات الاكاديمية والمتابعات وليعذرني من لم اذكر اسمه وهم كثر.

    كاتب الفقراء

    *اجمل وصف قيل عنك؟

    اجمل وصف قيل عني اطلقه اهلي في سومر.. فتى سومر المبدع.. اشارة اعتزاز كبيرة ان اكون مدونا سومريا.. وثمة لقب اطلقه ابناء مدينة الطين والفقر.. شوقي كريم كاتب الفقراء والمهمشين ومدون احلامهم.

    *اسوأ وصف قيل عنك؟.

    بحب ولاني طيب مع الجميع لم اسمع سوى مرة واحدة حين قالت لي سيدة.. شايف نفسه شوفه.. فضحكت وهرولت باتجاه المرآة لاشوف روحي فلم اجد غير الجنون.

    *كيف ترى اداء شبكة الاعلام العراقي من ناحية مهنية؟

    محنة شبكة الاعلام العراقي في غياب الخطط التي توضع وتعدل مسيرتها .حتى الان تتأرجح لانها لاتعرف مع من هي وضد من ،متناسية انها شبكة غير حكومية تستمد قوتها من دافعي الضرائب اي انها قناة الشعب.. اكره فيها مرات عدم حياديتها متناسية اننا شعب لا تفرقه الظواهر التي خلقها ساسة الصدفة والغباء.. ادارتها الحالية تحتاج الى لجنة خبراء ووضع خطط عمل سنوية ملزمة التنفيذ لكل مشتغلاتها

    * الكاتب العراقي يعيش ازمة في طبع وترويج نتاجاته؟

    غياب الدار الوطنية وضعف امكانيات دار الشؤون الثقافية العامة بعد تحويلها الى التمويل الذاتي وعدم اخلاص دور النشر للمطبوع العراقي وضع الكتاب العراقي في حيرة وارتباك انظر الى شارع المتنبي ستجد كل المطبوعات اللبنانية والمصرية والاجنبية مع غياب ملحوظ للمطبوع العراقي وان وجد فستجده مركونا بحياء في زاوية منسية مهملة.. دكاكين النشر لدينا امكنة ربحية لا تهتم بغير الربح واقسم على ذلك

    * هل تطبع كتبك على حسابك ام ان هناك جهة تتبنى ذلك؟

    الطباعة لايمكن ان تستقر عند طرف واحد او جهة واحدة. ما اكتبه ربما تطبعه دار الشؤون الثقافية وربما دور نشر عربية تعاملت معي وتعرف كيف تسوق الكتاب ودور نشر عراقية اتفق معها على ما يرضيها ويرضيني ولكن في خاتمة الامر الكاتب العراقي بائع احلام وافكار خاسر

    من المحال ان يتابع النقد كل النتاج العراقي

    *هل استطاع النقد ان يواكب النتاج العراقي الوفير؟

    المنتج المعرفي العراقي تجاوز حدود المعقول اننا نعيش ثورة طباعية من المحال متابعتها جميعا وخاصة ان النقدية العراقية قليلة العدد وفي مجملها تعتمد النقل الانطباعي الخالي من الدقة والمعرفة النقدية وفي قسمها الثاني محاولة لنقد نقديات عالمية وتطبيقها على المنتج المعرفي الجمالي العراقي.. نحن بحاجة الى نقودمثل تلك التي حاول الدكتور على جواد الطاهر اقامتها

    *كيف ترى ظاهرة منح الشهادات والاوسمة من منظمات غير رسمية؟

    لأنك تحفر عميقا في الذوات الابداعية ما اود الاشارة اليه هي تلك المؤسسات الوهمية التي باتت توزع الشهادات والاوسمة لمن هب ودب، وهناك قانون عراقي يسمى قانون الاوسمة والانواط يمنع مثل هذه الافعال التي تدنت كثيرا.. سيدة تمنح شهادة الدكتوراه في ماذا ومن اين استمدت سلطة المنح وكيف ومن هو الممنوح وماهو تأثيره في الوجدانية المعرفية العامة.. فعلا بتنا نحتاج الى جواب!

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: السارد الجرىء شوقي كريم حسن فى حواره لـ"الزمان المصرى": نحن في بلد لايحترم الفن ولا الفنان Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top