• اخر الاخبار

    الجمعة، 22 يناير 2021

    حكاية اسمها (الغربة)..بقلم : ✍ بكيل معمر الشميري



     

    حكايتنا تبدأ من الصفر، حين يولد الطفل ويبدأ سنيّ عمره الأولى يبحث عن أبيه..يمين شمال... ليقال له بعد ذاك أن أباه في الغربة.. تلك أول كلمة يسمعها ويتعلمها هذا الصغير قبل دخوله المدرسة..الغربة والاغتراب.. يسأل من حوله: لماذا أبي في الغربة؟، ليجد الجواب سريعاً: ليحضر لنا ولك فلوس وملابس وكل شيء نريده.

    يعشق الطفل اسم الغربة ويحلم بها هو أيضا منذ نعومة أظفاره.

    لقد وُلد هذا الطفل لا ذنب له، سوى أنه يبحث عن وطن يحويه ويحميه فوجد وطن مسلوب.. منزوع الملكية.. مشتت الأفكار.. متعدد الأحزاب.. هو ضائع بين هذا وذاك.. بين حلم مستحيل، وبين واقع يأبى مفارقة العتمة، وظلمة الإنصاف، ينظر هنا فإذا بهذا ينادي للغربة، وينظر هناك فإذا بهذا يرتب حقائبه ويستعد للرحيل نحوها.

    إخوانه... كل واحد منهم في اتجاه: منهم من يبحث عن حلمه خارج الوطن، ومنهم من يبحث عن حلمه داخل الوطن.. أسير المؤتمرات والمؤامرات..

    لكن.. أي حلم من هذا هو الأصح.. أن يبقى ليعيش مرارة الفقر ويقول حققت حلمي بالبقاء؟...أم يرحل ليعود بالمال، وقد ضاعت أجمل سنوات عمره.

    ظل الطفل يفكر... يفكر في فكرةٍ ليجد حلاً للوطن الذي بات بألف فكر وبألف رأي، وكلٌّ يرى نفسه خليفة الله على الأرض.

    أخذ يقلب كتبه المدرسية علّه يجد شيئاً يقتنع به ويقنع به من حوله بأن التوحد في الرأي والتفاؤل في العمل هو إكمال للجسد الواحد ليقوى ويقاوم كل الأمراض.

    لكنه لم يجد شيئاً يقنعه ليقنع من حوله.. حتى كتاب الوطنية لم يعد يجده ضمن كتبه المدرسية ... قد يكون في إجازة أو لم تعد هناك مادة اسمها .الوطنية... فقد تغير كل شيء!!!

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: حكاية اسمها (الغربة)..بقلم : ✍ بكيل معمر الشميري Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top