في ظاهرةٍ بدأت تزداد خطورةً وتماديًا، وضحكًا، واستهتارًا بعقول الناس يومًا بعد يوم، تطالعنا صفحاتٌ تدّعي المعرفة الأدبية، والشعر الموزون، وكلّ التخصصات اﻷدبية من نثرٍ، وومضةٍ،وقصةٍ ، وباتت كالسيل والزبد في العالم الافتراضي الفيسبوك !!
في عملية محاولة تقليدٍ بحتةٍ للصفحات المؤهلة لهذه المهمة ،والتي تحت إدارة أهل الاختصاص في كتابة الشعر العربي الأصيل الموزون أو القصة وغيرهما !!!
ومما يزيد الطين بلةً تنصيب أهل هذه الصفحات أنفسهم كمقيّمين لكتابات الآخرين !! والقيام بإعطاء الناس شهاداتٍ وهميةٍ أشبه ما تكون باللغم الذي سينفجر بصاحبه ويضيّع منه ماء وجهه عاجلًا .
الشاعر فلان ابن فلان تمنحه إدارة كذا وكذا هذه الشهادة أو هذا الدرع لفوز قصيدته في كذا وكذا !!
وتقديرًا لجهوده اﻷدبية والمسكين يفرح بهذه الشهادة ويقع في الفخ المنصوب له ، والذي نصبته تلك الصفحات لجلب أكبر عددٍ من الناس لصفحاتهم الموهومة، ويقع هذا المشارك ضحية الوهم الذي رسخته في ذهنه إدارة تلك الصفحات الشاعر الفلاني، ويصدّق ذاك المسكين هذه اللعبة إلى أن ينفجر لغم هذه الشهادة فيه لمجرد أن يسأله سائلٌ على أي بحرٍ قصيدتك هذه؟
وﻷبسط دخولٍ لصفحة الضحية ينصدم الانسان بالحقيقة ..
أين القصائد الموزونة؟!
وأين الشعر وأين الومضة المتقنة ؟!!
ولا يعلم الضحية أن هذه اللعبة قام بها أهل هذه الصفحات لاشهار أسمائهم فقط، ولإعطاء أنفسهم لقب شعراء ومحكمين للشعر واﻷدب، وإضافة صبغةٍ لامعةٍ على شخصياتهم، والتي في أغلب اﻷحوال لا تجيد كتابة قصيدةٍ سليمةٍ واحدةٍ في الشعر العروضي، ولا إجادة بقية الأصناف من القصة الومضة، أو غيرها!!
وإن وجد أحد أعضاء صفحةٍ ما يكتب الشعر الموزون بينهم فلا يعني وجود الأهلية لتقييم العمل اﻷدبي الحقيقي، والذي يحتاج للجنة مختصةٍ في ذات الصنف الأدبي.
فالشاعر العروضي الحقيقي واﻷديب الحقيقي والإنسان العاقل لا يدخل مثل هذه الصفحات ولا يعرّض نفسه لهذا أبدًا ، ففاقد الشيء لا يعطيه .
فكيف يقيم الجاهلُ العالمَ ؟!!
لقد داهمنا اﻷلم والحزن لما تعرّض له المئات من ضحايا هذه الصفحات ونحن نرى الكثير منهم بمجرد حصوله على الطعم واللغم صدّق اﻷكذوبة وأطلق على نفسه لقب الشاعر فلان .... !!
أما الظاهرة الأخطر هي إطلاق اسم الجامعة الفلانية، والأكاديمية الفلانية على صفحاتٍ فيسبوكية بحتة ، وصناعة رئيسٍ للجامعة الفلانية، وتنصيب مديرٍ للإدارة، وكلها وهمٌ في وهم ، والغريب في الأمر قيام هذه الصفحات بإصدار شهادات دكتوراة فخرية لرواد تلك الصفحات !!
الدكتوراة الفخرية لا تصدرها ولا تعتمدها إلاّ جامعات وأكاديميات على أرض الواقع ، أو مؤسسات دولية، أو من مصدرٍ حكومي ، أو تحت إشرافٍ حكومي ، ولا يحقّ للأفراد اصدارها بأيّ شكلٍ من الأشكال ، ولكنها اللعبة القذرة لجلب السمعة لأصحاب تلك الصفحات، والضريبة يدفعها الضحية وحده .
إنّي أطلق صرخةً مدويةً كفى ضحكًا على عقول الناس، وكفى صناعة الوهم في عقولهم لأغراضٍ ضحلةٍ يحققها صانعوا هذه اﻷوهام.
فمن يطلقها معي لنجدة الأدب والشعر العربي، ولنجدة المئات من ضحايا هذه الصفحات الملغومة ولنشر الوعي بين الناس ؟
0 comments:
إرسال تعليق