حاولت معايشة الاحساس بين زمنين مختلفين فاستمعت الي ام كلثوم وهي تشدو (غدا ألقاك ) فتقول مع اللحن الرائع لعبد الوهاب ..انت ياجنة حبي واشتياقي وجنوني انت ياقبله روحي وانطلاقي وشجوني ..وسألت نفسي لماذا اختلف الاحساس بالكلمات والموسيقي عن سنوات طويلة مضت من عمري نفس الشئ تكرر مع وردة في اغنية في يوم وليلة ومع كل قديم عبر مراحل العمر .. الاحساس مختلف ..الجو النفسي مختلف ..النظرة من المحيطين مختلفة .. ضوضاء وجلبة اهرب منها برفع صوت الاغنية وحتي الاحساس بالذكريات احيانا يصاحبه الندم ولا افيق الا عندما يتهمني البعض بضياع الوقت مندهشا كيف اقضي ساعة واكثر استمع لام كلثوم او غيرها من قمم الزمن الجميل فتغضب روحي من روحي وتسخط علي من حولي وهم يقضون الساعات علي مشاهدة المسلسلات او العاب الموبيل والانترنت ومحادثات الشات والفيسبوك ..
قلت في نفسي اغير النمط فذهبت باحثا عن تسجيلات العلم والايمان لمصطفي محمود وتفسيرات الشيخ الشعراوي وايضا اختلف احساس المعايشة عن الزمن الماضي فذهبت الي نشرة الاخبار فهي الاسرع والأحدث حتى وجدتها بصعوبة وايضا جاء الاحساس بصدق الخبر وشفافيته مختلفا حتى جن من حولي حينما جلست اصنف لهم صدق هذا الخبر وكذب الخبر الاخر .. في النهاية ادركت انها الحياة والتجربة والخبرة التي تثقل مشاعرنا وليس شرطا العلم والثقافة الذي يثقل من مواهبنا وابداعتنا فكل تجربة عشناها هي علم في ذاتها وقيمة تضاف الي ماتعلمناه في حياة الجامعة التي كانت عامرة بالعلم والمعرفة والي ما بعدها من تجارب..
فالقيمة هي لب الخلاصة والقيمة يدركها من تربي عليها وشعر بها وبوجودها في حياته وقيمة الارض والعلم والمعرفة والتجربة والتراث والبييئة المحيطة بنا وغيرها من المبادئ التي تربينا عليها هي التي ترسخ فينا عمق الاحساس والذوق الراقي ومع ذلك قد تكون رجعيا ومتخلفا في نظر البعض او اصحاب الجيل الحالي لانك تحتفظ بمفاهيم ومبادئ ثابتة لا تتغير لانها مستمده من اصل الدين والدين هو الحياة لا تقبل ثوابتها الجدال او التعديل او التغيير لذلك يختلف الزمان والمكان ولا تتغير الاصول الثابتة . قد يتغير التفسير او تتغير السياسة وتتبدل المواقف ويتغير عليك الناس فيختفي العظماء والعلماء ويظهر عليك الاقزام في ثوب العلماء وتتوالي الاجيال وتستمر الحياة لكن ثق تماما انها تمضي الي الأسوأ الذي لا يراه الا انت ولا تمحيه و لا تدركه الا مشاعر الوجدان .. دمتم بكل الخير ..
0 comments:
إرسال تعليق