• اخر الاخبار

    الجمعة، 27 نوفمبر 2020

    سيدات العرب ..الأميرة فاطمة إسماعيل ..بقلم. رضا رمزى (2/40)

     




    اهتمت برعاية الثقافة والعلم رغم انها لم تتمكن من دخول الجامعة لمنع الفتيات في هذا الوقت من الالتحاق بالجامعة، إلا أن الحلم تحقق بطريقة أخرى عندما قررت الأميرة فاطمة إسماعيل بالتبرع بقطعة أرض لبناء أول جامعة مصرية

    وترجع النهضة التي شهدتها مصر في النصف الأول من القرن العشرين لتأسيس أول جامعة بها.

    وتعود القصة حين حاول المصريون تأسيس جامعة، ففي البداية تم عمل اكتتاب شعبي لجمع التبرعات من أفراد الشعب المصري، بدءا بالأثرياء والوجهاء وانتهاء بتلاميذ المدارس إلى جانب بعض الدعم المقدم من خديوي مصر عباس الثاني، وبالفعل تم استئجار مبنى مؤقت ولما عجزوا عن سداد إيجاره تم استبداله بمبنى آخر كمقر مؤقت للجامعة، وظل المشروع يعاني من مصاعب مالية لما يفوق العشر سنوات.

    وقررت الأميرة فاطمة إسماعيل التبرع بقطعة أرض شاسعة تملكها في الجيزة لبناء مقر دائم للجامعة عليها، وتبرعت أيضا بمعظم ما تملكه من مجوهرات للإنفاق على إنشاءات الجامعة، ولكي تضمن الأميرة فاطمة استدامة المشروع أوقفت عليه 600 فدان من أطيانها لتغطية نفقاته السنوية و تعتبر جامعة القاهرة هي أكبر جامعات مصر والشرق الاوسط واعرقها وواحدة من اهم جامعات العالم التى ينظر اليها الجميع نظرة  تقدير واحترام

    تم افتتاح الجامعة في 21 ديسمبر 1908، كأول جامعة أهلية اسمها جامعة فؤاد الأول في حفل مهيب تم إقامته في قاعة مجلس شورى القوانين، وحضر الحفل الخديو عباس الثانى و بعض رجال الدولة و أعيانها وبدأت المحاضرات في الجامعة مساء يوم الافتتاح واعلنت الصحف اليومية مكان قاعات المحاضرات مثل مجلس شورى القوانين، نادى المدارس العليا، و دار الجريدة، وكان هذا عندما لم يكن لها مكان مستقر.

    كان مشروع بناء جامعة القاهرة سيعرض إلى التوقف لولا رغبة الأميرة فاطمة في المساهمة لبناء الجامعة التي تضمن استمرار المشروع و توطيد كل أساس أركانه ولم يكن الدار التي أقامت بها الجامعة ملكًا لها بل كانت تؤجر الدور الأول من صاحبه الخواجة نستور جناكليس بأموال كثيرة بلغت 400 جنيه في العام،

     كان جناكليس لا يريد إيجار الدار بل بيعه سواء للجامعة أو غيره، إلى أن تم إقناع جناكليس من قبل الأمير أحمد فؤاد بمد عقد الإيجار أربع سنوات، فوافق جناكليس على شرط أن لا يؤجرها لهم بعد هذه المدة. وكان موقعها بمقر الجامعة الأمريكية بالتحرير،

    أطلع الدكتور محمد علوى باشا، الطبيب الخاص بعائلة الأميرة فاطمة و رائد طب الرمد في مصر، على ظروف الجامعة الصعبة منها اختلال ميزانية المشروع و احتياج معونة جادة لضمان استمرار المشروع الا ان اكدت له الاميرة استعدادها لإعطاء ما لديها لذلك، فخصصت ست أفدنة أوقفتها لبناء دار جديدة للجامعة، بالإضافة إلى 661 فدانًا من أجود الأراضى الزراعية بالدقهلية في 2 يوليو 1913. خصصت 40% من صافى أرباح 3357 فدانًا و 14 قيراطًا و 14 سهمًا لميزانية الجامعة أى مبلغ صافى 4000 جنيهًا سنويًا، بعد خصم المستحقات و المرتبات من مجموع 5239 جنيهًا وأعطت الأميرة ستة أفدنة في بولاق الدكرور في مقر وزارة الزراعة الحالى ليتم إنشاء الجامعة عليهم

    الأميرة فاطمة إسماعيل ولدت في يونيو 1853 وهي واحدة من بنات الخديوي إسماعيل من زوجته شهرت هانم وقد تفردت بحبها العام للخير و مساهمتها في الأعمال الخيرية بين أخواتها واهنمت بالفن و الثقافة و العلم و تم الاحتفاء بها عند زواجها من الأمير طوسون بن سعيد باشا حيث أرتدت تاجًا من الماس ثمنه 40000 جنيه و كان فستانها من الحرير الأبيض الفرنسى الثمين المرصع بأغلى أنواع اللؤلؤ و الماس و أنجبت منه الأمير جميل و الأميرة عصمت. ثم تزوجت من الأمير محمود سرى باشا بعد وفاة زوجها الأول عام 1876 و قد أنجبت منه ثلاثة أولاد و بنتًا و توفيت في 18 نوفمبر 1920

    المصدر: كتاب سيدات العرب للكاتب رضا رمزى

    حقوق الطبع والنشر محفوظة للكاتب ولموقع "الزمان المصرى"

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: سيدات العرب ..الأميرة فاطمة إسماعيل ..بقلم. رضا رمزى (2/40) Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top