ولدت جميلة في حي القصبة، الجزائر العاصمة، من أب جزائري مثقف وأم تونسية من القصبة وكانت البنت الوحيدة بين أفراد أسرتها فقد أنجبت والدتها 7 شبان و كان لوالدتها التأثير الأكبر في حبها للوطن فقد كانت أول من زرع فيها حب الوطن وذكرتها بأنها جزائرية لا فرنسية رغم سنها الصغيرة آنذاك،
واصلت جميلة تعليمها المدرسي ومن ثَم التحقت بمعهد للخياطة والتفصيل فقد كانت تهوى تصميم الأزياء ومارست الرقص الكلاسيكي وكانت ماهرة في ركوب الخيل.
حاربت الاستعمار الفرنسي في الجزائر حتى أصبحت المطلوبة رقم واحد لدى الفرنسيين ولقبت بـ"الشهيدة الحية"، حيث انضمت جميلة بوحيرد وهي في العشرين من عمرها إلى "جبهة التحرير الوطني" الجزائرية عند اندلاع الثورة الجزائرية ضد الاستعمار في عام 1954 وكانت بوحيرد أولى المتطوعات لزرع القنابل في أماكن تجمع الفرنسيين في الجزائر
في عام 1957 ألقي القبض عليها بعد إصابتها برصاصة في الكتف، وفي عام 1958 تقررت محاكمتها صوريا وحكم عليها بالإعدام ونقلت بعدها إلى سجن باربادوس أحد أشهر مؤسسات التعذيب في العصر الحديث وحينما تلقت لجنة حقوق الإنسان الملايين من رسائل الاستنكار حول العالم تأجل تنفيذ الحكم ومن ثم خفف إلى السجن مدى الحياة.
عندما كان الطلاب الجزائريون يرددون في طابور الصباح فرنسا أُمُنا لكنها كانت تصرخ وتقول (الجزائر أًمُنا) فأخرجها ناظر المدرسة الفرنسي من طابور الصباح وعاقبها عقاباً شديداً لكنها لم تتراجع وفي هذه اللحظات ولدت لديها الميول النضالية وانضمت بعد ذلك الي جبهة التحرير الجزائرية للنضال ضد الاستعمار الفرنسي وكان دور جميلة النضالي يتمثل في كونها حلقة الوصل بين قائد الجبل في جبهة التحرير الجزائرية ومندوب القيادة في المدينة (ياسيف السعدي) الذي كانت المنشورات الفرنسية في المدينة تعلن عن دفع مبلغ مائة الف فرنك فرنسي ثمنا لرأسه ونتيجة لبطولاتها أصبحت الأولى على قائمة المطاردين حتى أصيبت برصاصة عام 1957 وألقي القبض عليها عندما سقطت على الأرض تنزف دماً بعد إصابتها برصاصة في الكتف.
ومن داخل المستشفى بدأ الفرنسيون بتعذيب المناضلة، وتعرضت للصعق الكهربائي لمدة ثلاثة أيام من طرف المستعمر كي تعترف على زملائها، لكنها تحملت هذا التعذيب، وكانت تغيب عن الوعي وحين تفيق تقول الجزائر أُمُنا و فشل المعذِّبون في انتزاع أي اعتراف منها فتقررت محاكمتها صورياً وصدر بحقها حكماً بالإعدام عام 1957، وأثناء المحاكمة وفور النطق بالحكم رددت جملتها الشهيرة ( أعرف أنكم سوف تحكمون علي بالإعدام لكن لا تنسوا إنكم بقتلي تغتالون تقاليد الحرية في بلدكم ولكنكم لن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرة مستقلة)
بعد إعلان استقلال الجزائر في عام 1962 أطلق سراحها وتولت بوحيرد من بعدها رئاسة اتحاد المرأة الجزائري
لهذا كله واكثر الشهيدة الحية جميلة بوحيرد احدى سيدات العرب العظيمات
المصدر: كتاب سيدات العرب للكاتب رضا رمزى
حقوق الطبع والنشر محفوظة للكاتب ولموقع "الزمان المصرى"
0 comments:
إرسال تعليق