• اخر الاخبار

    السبت، 22 فبراير 2020

    سعد الساعدي يكتب عن:كورونا والعودة إلى الله



    سعد الساعدى

    قبل سنوات بعيدة قال عالم غربي ما معناه: أننا أُصِبنا بالكثير من الأمراض الخطرة، وانتشرت تلك الأمراض بشكل متسارع بيننا، ورصدنا الكثير من أموالنا لعلاجها، أو لوقف انتشارها، لكنها مازالت تتجدد بأشكال شتى لم نجد مثلها في دول الشرق، والسبب هو أنهم ( الشرقيون) لديهم دين يمنعهم من ممارسات بعض الأشياء، و تناول بعض الأطعمة.. كان الحديث بالتحديد عن الدول الغربية الذي اقتنع به من اقتنع وخالفه آخرون.
    ما يعنينا اليوم، هو حالة الهلع المنتشرة بين بلدان العالم أجمع اذا صح التعميم بخطورة فيروس كورونا الذي انطلق من مدينة ووهان الصينية، وتسلل بلا رادع الى المجتمع الدولي. بالتأكيد هناك أسباب كثيرة وتداعيات خلّفها انتشار هذا المرض،وأول رواية تناقلها الكثيرون هي تناول حساء (شوربة) الخفافيش وبعض الأطعمة التي حرمها الدين الإسلامي.
    لا نجزم، ولا غيرنا، أن هذا هو السبب الرئيسي، طالما هناك تحضيرات لحروب جرثومية (بيولوجية) سرية تقوم بها الدول العظمى، ربما الولايات المتحدة الامريكية، أو هي نفسها الصين على افتراض انفلات زمام الأمور من مختبراتها، أو عدو محتمل معلوم أو مجهول. لكن أهم ضربة تلقتها الصين موقفها المحرج مع العالم، وإيقاف صادراتها بشكل منقطع النظير، ونظرة الريبة والخوف اليها التي قد تطول الى أمد بعيد وإنْ قُضي على المرض.
    وبالعودة لرأي العالم الغربي وما ذكره، وبعيداً عن الانحياز الديني أو الانتماء اليه كوننا مسلمين متعلقين بخالق الكون ربِّ العباد مهما فعلنا من أشياء أو موبقات كثيرة لكننا نلوذ اليه في المصائب والشدائد، لذا وضمن كل معتقداتنا الدينية، وحتى المجتمعية العامة، وما عرفنا من التطور اللامتناهي في الطب وعلم الأحياء، وجدنا أن الإسلام وشريعته المقدسة لم يحرّما ما حُرّم إلاّ لمصلحة الانسان وفائدته، لصلاحه العضوي والنفسي.
    الخوض في تعاليم الدين ودعوته لبناء الأخلاق لا تحتاج الى حديث مطول وجدلٍ عقيم، لكن الحاصل من خلال بعض من يدّعون التنوير والدعوة اليه بمحاربتهم لله جلّ وتعالى قبل محاربتهم رسالات السماء وشرائعها الصادقة المقدسة؛ ولماذا مقدسة لأنها خالية من دعوات الباطل والكذب والنفاق، بل السبب هم الممارسون المنتسبون لله زوراً؛ الذين خدعوا من خدعوا لنهب أموال العباد والبلاد باسم الدين و مرضاة الله؛ بتحريف القيم والمبادئ السمحاء التي نادت بها كل الأديان وليس الاسلام فقط، ومنها إثرَ ذلك انبثقت عوامل الدعوة التنويرية للقضاء على كل شيء اسمه دين!
    المضحك اليوم ونحن نتجول بحثاً عن معرفة كورونا وما ستؤول اليه الأيام قريباً أو بعيداً؛ نجد الصينيين يشجعون المرضى بتناول حساء السلاحف لأنه غني بالبروتين. وفي روسيا وغيرها عادوا الى ما قالته العرافة البلغارية العمياء (بابا فانغا) المتوفاة عام 1996 بما تنبأت به وهو : ( أن تكرار الرقم 2 خمس مرات مجتمعة ينذر بخطر سببه مرض يقتل الملايين)، وتكرار الرقم حسب ادعاء من يروج لها هو 20/2/2020 أي تاريخ يوم الخميس المنصرم !
    هذه الادعاءات التي قد تجد من يصدقها اذا صادفت حملات ترويجية لاحقة وربما فعلاً هناك مخطط لترويج الكثير منها، وما يشبهها؛ لا تتعدى غرض واحد: هو تصديق الخرافات والاعتقاد بها بعيداً عن الحقائق العلمية، وبعيداً عن الله الذي اذا أراد شيئاً يقل له كن فيكون، وربما يهزأ من يسمون أنفسهم التنويريين المنظرّين لمعاداة الله كل حين من هذا الحديث، وطالما هزئَ نظراؤهم من رسل الله وملائكته وكتبه، فلا ضرر ولا خوف منهم، لأنهم أخيراً إما يعودون للحق واتباعه، أو يبقون في غيّهم يعمهون كصدى راجع في غرفة معدّة سلفاً للمجانين!
    نحن جميعاً بحاجة حقيقية للعودة الى الله بصدق لا يعرف التدجيل والخيانة؛ خيانة أنفسنا وضمائرنا حين نحتاج خالقنا في الشدة، ونسيانه أذا غمستنا نِعَمَه، ولنتذكر أن الأيدز سببه الأول هو الممارسات غير الشرعية المحرمة(الزنا)، و أن جرثومة الأيدز هي جندي من جنود الله لإذلال الجاحدين والمخالفين، وكورونا جندي مجهول ظهر ليذل المتكبرين مع ما أنه أصاب أناساً أبرياء كثيرين فهو كالعذاب الإلهي النازل الذي يعم بلاؤه الجميع.
    العودة الى الله ليست قصائد الغزل بقدر ما هي الأخلاق الحقيقية التي يبطنها الشعر؛ العودة الى الله أيضاً ليست اللوحة العارية بقدر ما هي ذائقة فنية توحي بالجمال وتذكّر بقدرة الله العظيمة؛ العودة الى الله باختصار تعني كل ما ينفع البشر ولا يضرهم بعيداً عن دعوة التنويريين الى العدالة والمساواة عبر ترك الله أو معادته وعناده.
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: سعد الساعدي يكتب عن:كورونا والعودة إلى الله Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top