حسين الحانوتي يكتب عن : حسين الحانوتي يكتب عن : الفرق بين القيادة والإدارة

من السذاجة في أي نظام أو أي إدارة ولن أقول قيادة لأنني دوما أؤمن بالفرق مابين الإدارة والقيادة

فالإدارة عبارة عن أسلوب نمطي مطلوب منه تأدية مهام مطلوبة فقط دون مراعاة تجديد أو ترتيب أو استحداث ما يمكن أن يستجد خلال القيام بمهمة مكلف بها أي إنهاء المكلف به فقط

أما القيادة فهي الشمول مابين الإدارة ومهام القائد حيث امتلاك القدرة على ترغيب الأفراد والأيدي العاملة على تحقيق الأهداف المنشودة من خلال التأثير فيهم و التأثير بالآخرين وإقناعهم بأسلوب غير مباشر لإنجاز الأهداف وتحقيقها كما أن للقائد القدرة على توجيه سلوك الأفراد باتجاه يتماشى مع تحقيق الأهداف وإنجازها. .. لذا فهناك فرق بين القيادة والإدارة

ويكمن الفرق والاختلاف بين الإدارة والقيادة علي ما يركز عليه كل منهما إذ تضع الإدارة كل تركيزها على نتائج الأداء

 والمكونات المادية في المنظمة مع إهمال العنصر البشري حيث انه المهم في مخرجات أداء المنظمة بالشكل الأمثل المطلوب

 وتعاكس القيادة ما تهتم به الإدارة إذ تركز بشكل كبير على العنصر البشري وتهتم به وبتنمية مهاراته وقدراته وتدريبه لتحفيزه على أداء العمل وإنجاز الأهداف التي رسمتها الإدارة

ويهتم القائد بالتأثير بالأفراد بالاعتماد على قدراته ومهاراته الشخصية ويشعر مرؤوسيه كبيرا وصغيرا بأنهم محط اهتمام وأنهم أصحاب المنظومة ومسؤوليتها ويتعامل بحكمة وعقلانية لإشراكهم في العملية الإدارية ويبتعد كل البعد عن استخدام السلطة الموكلة له والصلاحيات الرسمية حتى لا تحدد شكل العلاقة بينه وبين مرؤوسيه بالرسميات والنمطية كما يواكب القائد التغيرات التي تطرأ في أي وضع راهن ويسعى دائما للتغيير المستمر والأخذ بيد مرؤوسيه لتقدم المنظومة وازدهارها ويشجع الآخرين على التغيير ويحفزهم بأسلوبه الخاص ولا يشعرهم بأن هناك فرق في المسمى الوظيفي في العمل

أما المدير فلا يهتم بإحداث تغييرات بل يسعى لتحقيق ما رسمته المنظمة دون تقدم أو نمو ملحوظ في أداء المنظمة وبالتالي تبقى على شكلها الاعتيادي دون تغيير او تطوير وبالإضافة إلى ذلك فإن المدير يتصف بأنه ذو تخطيط قصير الأجل حيث اختياره لمجموعه السمع والطاعة وعدم المخالفة للأوامر دون أن يطرحوا تطويرا او يخلقوا تحديثا لمنظومة العمل فهم مجموعه نمطيه تعتمد علي التنفيذ وأداء المهمة فقط دون مراعاة التغيير والتطوير الذي طرأ حولهم والنظر للوضع المستقبلي للمنظومة كي تواكب عصرها

لذا فالفرق مابين القائد والمدير هو كما الرهان علي الحصان والحمار فالحصان ليس اي شخص يمكن ان يمتطيه او يقوده لان قائده دائما يحالفه الفوز ولان منصب القائد لا يتقلده اي مدير حيث سيكون الفشل الذريع نصيبه لانه تقلد الحصان وهو من الجمال والذكاء والقوه ة والسرعة ما لم يستطيع ان يفعله المتعود دائما علي الفكر النمطي العقيم بامتطاء الحمار لان الحمار يفعل ما تعوده عليه ويمضي في طريقه بنفس النمط بطيئا بلا ذكاء او قوه وسرعه او هدف ..

فإذا حالفك الحظ يوما أن تخير علي منصب ما فكن كمن يراهن  علي الحصان أي كن قائدا للإبداع لا مديرا للنمطية والضياع.

فبراير 04, 2020