• اخر الاخبار

    الأحد، 14 يوليو 2019

    قصة قصيرة بعنوان :لمصر في مدينتي حكاية ..للكاتبة العراقية ميادة حمزة الحسيني من مجموعتها القصصية بوح الدخان /ج٢ حكايات من مدينتي الصادرة حديثاً في بغداد  

    قصة قصيرة بعنوان :لمصر في مدينتي حكاية ..للكاتبة العراقية ميادة حمزة الحسيني من مجموعتها القصصية بوح الدخان /ج٢ حكايات من مدينتي الصادرة حديثاً في بغداد  


    رسمت الحدود لأجل تفريقنا ونزع روح الأخوة بيننا رغم اختلاف أدياننا ولغاتنا ولهجاتنا و قومياتنا وانتماءاتنا .. لكن تنمحي الحدود وتزول الحواجز عند اصرارنا على أن نقف معاً مجتمعين حتى وإن بقيت خارطة الحدود تلك، لن نعيرها أهمية متجاوزين ذاك الرسم الذي ظنوا أنه سيفرقنا..
    سمي العراق بأرض الرافدين، وخيراته ممتدة ووسِعت أرضه كل الاخوة الذين يأتون عابرين تلك الحدود ، فاحتضنهم أرضاً وشعباً ، وحين تسمى بلد بأم الدنيا فهذا يعني أنها هي أيضا تحتضن الجميع على أرضها بسعادة وفرح ، وعندما يكون لها تاريخ وحضارة مثل تاريخنا العريق فيزيد أرضي جمالا وبهجة اذا ما قصد أحد ابنائها بلدي وسكن على هذه الارض على مَرّ السنين وأصبح جزءاً من اهلها ؛ لا بل أحد ابنائها..
    أبو رشا من مصر، سكن مدينتي منذ ثلاثين عاماً وكبُر أولاده وأحفاده هنا ، وقضى تلك السنين كأنه في مصر يعيش لا العراق ..
    مضت تلك السنين حتى جاء اليوم الذي فقد فيه أحد ابنائه لأنه كان يطعم حماة الارض ، وبقي هنا، وقال شهيد في سبيل الوطن، لم يقل العراق أو مصر ، بل الوطن ؛ عظيمة هي وحدتنا التي مزقها الشر بلا رحمة .
    وحين عصفت ريح سوداء في مدينتي وأخذت كل ما في طريقها وأخبرته تلك الريح مبتهجة بالشر أنها هي من أخذت ابنه قبل سنين لكنه لم يغادر المدينة لأنها موطنه ..
    قرعت الحرب طبولها وأذنت بقرب انجلاء الظلام ، وطرد الأشرار بات قريباً؛ كان ينتظر هو وأحفاده وكل أبنائه ذاك اليوم بفارغ الصبر..
    كان جالساً في بيت في أحد أزقة المدينة القديمة في الموصل، فسقطت الصواريخ والقنابل على كل مكان ؛ خرج ابنه مسرعا ليرى من الذي اُصيب، وبيت من قد دُمِّر وسقط ؛ فشاهد رجلاً مصاباً سقط ؛ اسرع اليه وحمله ، لكن شظايا الحرب أبت إلا أن يكون شهيداً بشرف وعزٍّ وكرامة وبطولة، وهو يحاول انقاذ وإسعاف من أصيب دون أن يسال من أين هو ، ومن أيِّ بلد ؟
    و على أرض مدينتي امتزج الدم العراقي بالدم المصري ليعلن عن توحد الوطن من جديد ؛ ليس في الارض فقط ، بل بالدم والروح والجسد ..
    فمتى سنتوحد من جديد ونكسر قيوداً فرضت علينا حين كنا أسياد الارض ونكسر سيوف كل متجبر معتدٍ أثيم؟

    ** لمِصر في مدينتي حكاية
    ميادة حمزة الحسيني/العراق
     
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: قصة قصيرة بعنوان :لمصر في مدينتي حكاية ..للكاتبة العراقية ميادة حمزة الحسيني من مجموعتها القصصية بوح الدخان /ج٢ حكايات من مدينتي الصادرة حديثاً في بغداد   Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top