حكى لى يوما صديق الذى مازال مدرسا شابا عن كيف حضرته روح الأستاذ محمد حسنين هيكل يوما هو بين طلابه فبادرته متعجلا قبل أن يخوض فى التساؤل و الاجابة عن كيف حلول الأرواح أو تناسخها و هل يستند هذا القول الى أساس علمى غير روايات نسمعها من هنا و من هناك أو قراءات عن أديان تقر بذلك و هو لا يجد غضاضة فى أن يخوض فى هذا الأمر لأنه لديه حجة لا يتوانى عن الارتكان اليها هى قول الله تعالى " انما الروح من أمر ربي " فهو دليل على أن الاسلام لم يحسم رأيه تجاه هذا القضية من ثم فلا داعى لخنق الحوار و قبل أن ينطلق فى الاستشهاد بما وصل اليه العلم الحديث عن "no time "أى لا وقت بما يؤيد أن حياة البرزخ موجودة و النسبية التى تفسر قول الله تعالى " يوما كألف سنة مما تعدون "بادرته بسؤال كيف ؟ فأطرقه برأسه مبتسما و كأنه أدرك ما أرمى اليه ثم قال لم تحضرنى روحه و لكنى على الأقل وقعت فريسة لأسلوبه أو أخذته أقلده فهززت رأسى مكررا سؤالى مرة أخرى لم تراوح الابتسامة بعد كيف ؟
فقال سألتنى احدى طالباتى اليوم عن أخيها الذى أرهقنى بكثرة غيابه و سوء حضوره ان كان موجود عن كيف هى حاله و ما مدى المامه بمواده الدراسية كانت تكبره بأربع سنوات و بالطبع كانت أفضل منه حالا ثم صمت برهه باتسم قائلا لا أدرى ما الذى جعلنى أترهب من ذكر الحقيقة هل لأن تكرار الحقيقة يصيب بالملل أو أنى كنت أتجنب أن أبدو مدافعا عن نفسى اوأن يلقى علي السؤال بمسؤلية و أن أعرف حق المعرفة من هو أولى بها خصوصا بعد دب فى اليأس من كثرة الشكوى منه فجودت نفسى مدافعا عنه او ملتسما له العذر أو باحثا عن أسباب ربما يكون هو ضيحتها تقعده عن العمل المهم أن فعلت ذالك كله على طريقة أستاذ هيكل فوجدت نفسى تشير بيده كما يشير و تنطلق كما ينطلق فى تحليل و تأصيله لأرائه و قناعاته فوجدت أنه ما غائب عن مدرسته الا لأن المدرسة قد جرى ازالتها هذا العام قبل أن يلتحقها بها و على الرغم توفر مبنى أخر فى القرية هو المعهد الدينى لحضورهم كفترة مسائيه و لكنى وجدت ربما كما وجد الاستاذ هيكل أن ازالة المدرسة لاعادة بنائها ربما أصابت هذا الجيل أو أصابته هو على وجه التحدي و الاستثناء بصدمة لم يفق منا لأنه ببساطة ذهب ليطل على مستقبله فلم يجده فربما هذا السبب الذى نجهله الذى يدفعه الى الغياب و الى الحال التى هو عليها دائما من عدم حضور الذهن و تشتت الانتباه و كانه كغارق فى عالمه الخاص و هنا نفجر صديقى ضاحكا قال و الله ما كنت أخشى أكثر من تسالنى لماذا هو دون غيره الذى أصابه هذا الحال ؟ ثم عاد الى هدوء و وقاره فقال لماذا نجهدنا أنفسنا كثيرا فيما لا يجدى تفسيره ان عجزنا عن التفسير ضخمنه او القينا التبعة على الأخرين أو أن الأمر كله لا يعدو غير التفافا حول الحقائق لا نسعى لادراكها او قبولها و لا من ثمة تعامل معها او مواجهتها .
0 comments:
إرسال تعليق