• اخر الاخبار

    الاثنين، 2 يوليو 2018

    محمد سعد وقصة إمرأة "قصة"



    تدخل سعاد بنت جميلة حاملة صينية الشاى حيث تقدمها لعريسها المنتظر الذى اختاره اهلها وهى ترتدى فستانا زهريا مرصع بالورود اشترته من محل فى شارع ابن لقمان فى المنصورة  حيث يباع فيه الفساتين باسعار رخيصة وزهيدة ولكن يبدو عليها انها جديدة حيث انها تحاول ان تبدو جميلة امام عريسها الذى يكبرها بعشر اعوام وهى التى ناهزت العشرون يبدو جسمها البض الثمين الى حد ما وبياض بشرتها يبدو من تحت تفاصيل الفستان الذى ترتتديه والذى يصل الى اعلى قدميها بقليل

    تحاول ان تدارى جسدها وفقرها فى نفس الوقت مثل المناضل الذى يغار على وطنه يحاول ان يدارى عيوبه ولكن لا تستطيع ان تدارى مابدر منها امام عريسها الذى يتفحص جسدها كسلعة رخيص تباع وتشترى فى الاسواق وبين جنبات الازقة والحوارى

    والذى اخذ يتفحصها من اعلاها الى اخمص قدميها محاولا ان يجد مايثير لعابه ولكن جسد سعاد يثير اللعاب كثيرا ويجعل من يراها تمنى ان يضمها ولكن مشكلتها الحقيقية هى وجهها الذى قد اخذ علاماته من وجه امها الذى تراه وكانه كتاب يقرأ كن الخلف من فرط قبحه لا تستطيع ان تنظر اليه مما جعل والد سعاد يهجرها ويهرب مع راقصة من راقصات الملاهى فى شارع صيام فى اواخر التسعينات وبعدها سافر الى العراق ولم يعرف عنه احدا شئ وسال عنه القليل الباقى من اقرباءها ولكن لم يسعفهم الحظ سوى فى بعض اخبار قليلة عنه من هنا وهناك لم تعطهم سوى القليل عن انه سافر الى العراق وانضم الى القاعدة واخرين يقولون ان الامريكان سجنوه واخرين يقولون انه اصبح قائدا كبيرا من قواد داعش

    ولكن مالم تعرفه سعاد وامها ان ابوها بعد ماتزوج من الراقصة وقد تابت على يديه واصبحة ربة منزل وقامت بتغيير اسمها من لولو حركات وعادت الى اسمها القديم قبل ان تحترف الرقص وهو ليلى  وانجبت من والدها ولدا سمته عصام

    واقامت فترة فى  احد شوارع القاهرة تعمل فى حضانة من الحضانات  وبالفعل اجبرت والدها ان يسافر الى العراق قبل حرب الخليج وهناك اقام مدة من الزمن حاول فيها يجمع من النقود مايستطيع وقامت الحرب وهو هناك  وانقطعت اخبارة ولم يعرف احد عنه شئ  الى الان وبالعودة سريعا الى سعاد وبعد ان نظرت سعاد الى وجه عريسها تراجع العريس قليلا كانه صعق من المنظر واحمر وجهه خجلا وعلى شفتيه ابتسامة صفراء لا تعرف من فرط خجله ام من ذهوله من وجه سعاد وانه لم يتوقع ان هذا الجسد البض الجميل يكون على هذا الوجه القبيح فابتعد واجما يعد الدقائق التى سوف يقضيها فى بيت سعاد حتى يفر هاربا منها بدون عودة وبالفعل مع كلمة ام سعاد احنا اتشرفنا بيكم وكان العريس مصطحبا معه امه واخته فغمز لامه ان وقت الرحيل قد حان وان العروس ليست على المستوى علذى يريده هنا قالت امه العريس لام سعاد طيب ياست نادية نروح احنا عشان سايبه العيال ولاد بنتى لوحديهم وابو العنين الله يكرمه قاعد بيهم اصل جوزى اسم الله على مقامك ادوله درجة زيادة فى شغله وبقى فاضيلنا اصله خلاص هايطلع على المعاش

    اسيبك بقى احنا قولنا نيجى نشوفوكوا وكمان نبارك لسعاد انها نجحت فى الثانوية وناوية تعملى ايه ياسعاد هاتتدخلى الجامعة ولا هاتشتغلى بالثانوية

    وهمت سعاد بالكلام ولكن اخرصتها امها بنظرة منها وردت باقتضاب على ام العريس تسلمى يا ام على ونردهالك فى الافراح ياحبيتى وباركى لجوزك على الترقية

    وهنا جرى العريس وامه واخته ناحية الباب يفرون كانهم هاربين من وجه عفريت او جنى

    وبعدها اغلقت ام سعاد الباب وجرت سعاد ناحية امها ودموعها تغرق وجنتيها ولكن نهرتها امها بكل قسوة ابعدى جتك الغم ماهو وشك ده الى بيطفش العرسان انا عارفة جيتبيه من فين مانا اهو قدامك جميلة وحلوة لولاش ابوكى الفقرى هو الى رمرام سابنى وراح من الرقاصة وكان هذا هو شان نادية المجنونة كما يحلو للبعض ان يناديها  من اهل منطقتها وهى بالمناسبة تسكن فى سوق ستوتة وهو احد ااحياء الشعبية فى محافة المنصورة هو كان سوقا للمواشى والخضار سابقا يعيش فيه معظم اشقياء وبلطجية المنصورة والذين يتم تاجيرهم وقت الانتخابات او الخناقات

    ويعيش ايضا فيه تجار المخدرات وجميع الممنوعات التى تباع فى المنصورة

    وكثيرا ماحاولت الشرطة ان تتدخله او تقبض على من فيه ولكن هيهات فقرب البيوت من بعضها ومعرفة الناس بعضها البعض وايضا انخفاض مستوى المبانى جعل من السهل معرفة اى غريب يدخل المنطقة فلذلك لجأت الشرطة الى استمالة اهل المنطقة من تجار المخدرات وخلافه محاولة فرض السيطرة عليهم خاصة انها مجاورة لعزبة الشحاتين وعزب الصفيح والتى هى معقل البلطجة والاجرام فى المنصورة وضواحيها

    وطالما كانت سعاد مطمعا لكثير من هؤلاء وحاول الكثير منهم التحرش بها ولكن كانوا يهابون نادية المجنونة حيث انها تمثل لهم مصدرا رعبا لكثير منهم وايضا لانها مصدركبير من مصادر الازعاج فى المنطقة حيث ان لها عائلة عريقة فى الاجرام وكان والد نادية من اعتى المجرمين فى هذا الحى وتم قتله على يد بلطجى من البلطجية هنا يمسى حمودة الاقرع حيث قتله فى احدى المشاجرات بينهم

    ولذلك حازت نادية لقب نادية المجنونة حيث انها فى احدى مشاجرتها مع احدهم حاول ان يتحرش بابنتها سعاد قامت بقضم احدى اذنيه واخذت تمضغها امام المارة وسكان الشارع والذى اخذت فيه الحريم تصيح صراخا والرجال يضربون كفا على كف تعجبا مما فعلته نادية وهنا اطلقوا عليها لقب نادية المجنونة وكانوا يخوفون بها العيال الصغيرة حتى تنام

    حتى اصبح يخشاها القاصى والدانى

    ولقسوتها كانت كثيرا ماينال سعاد قسطا كبيرا من قسوتها حيث تنهال عليها بالضرب بالحزام وتقوم باطفاء اعقاب السجائر فى مؤخرتها حينما كانت طفلة وكانت تتبول على نفسها

    وكان كثيرا مايسمع صراخ سعاد وهى طفلة لدرجة ان كثيرا من تشوهات فى جسدها كان بسبب امها وقسوتها وكانها تعاقبها على هجر ابيها لها وزواجه من الراقصة

    وبعد ان تلقت سعاد الصفعة على وجهها من امها ومقولتها فى كل مرة ياتى عريس ويفر من وجه سعاد مستعجل على ايه يابنت الكلب بكرة يجيلك عدلك بس هايجى ازاى من وشك الفقرى كنت عايزة اخلص منك يابنت الكلب امتى يجى الى يخلصن منك ومن وشك غورى ياتك الغم

    تتدخل سعاد الى المطبخ دموعها تنهمر على وجهها لا تستطيع الوقوف على قدميها من فرط الهم والحزن

    وتقوم بتحضير الغداء لامها وتناديها امها ان تجلس لكى تمسج قدميها وتاكل معها

    ويمر اليوم كاى يوم حتى تخرج نتيجة سعاد وتحصل على مجموع يؤهلها لدخول كلية التجارة وتتكلم مع امها انها ترغب فى ان تلتحق بالجامعة ولكن امها تنهرها يابنت الكلب جامعة ايه ده احنا بالعافية عارفين نعيش بعد مابوكى سابنا عايزة تتدخلى الجامعة واجيبلك من فين هو انا قادرة على مصاريفك وتنهار سعاد بالبكاء وتترجى امها وتحاول اقناعها انها سوف تعمل اثناء الجامعة وسوف تقوم بالصرف على نفسها  وعليها

    وتحت اصرار سعاد والحاحها وافقت الام ان تلتلحق سعاد بالجامعه وهنا احست سعاد انها ولاول مرة سوف تحقق شئ  له قيمة فى حياتها وانها سوف تخرج من جحيم امها وقسوة شارعها الى افق مختلف والى حياة اخرى

    وقامت سعاد بسحب ورقها من مدرسة البنات الثانوية وتوجهت الى ادارة التتنسيق والتحقت بكلية التجارة

    ولكن ان كانت سعاد قد خرجت من جحيم صغير فهى لا تعلم اى جحيم اخر ينتظرها

    فهنا كانت اعين كثيرة تتابعها وتتربص بها حتى تخرج من الشارع  ذئاب مستعدة للانقضاض على فريستها وتنتظر الفرص للنيل من هذا الجسد الفائر المتقد حيوية ونعومة

    وفى يومها الاول فى الجامعة خرجت سعاد لكى تمشى من سوق ستوتة الى بوابة الجامعة حيث انها لا يفصلها عن سوى بضع دقائق من المشى وفى اثناء مشيها تتلقى عبارات الغزل التى تنهش جسدها كثيرا ووتمر سعاد من امام بلطجى المنطة حمادة قانى

    وهذا الاسمة نسبة ان حمادة هذا لديه لعثمة فى لسانه لا يستطع نطق حرف الالف فينطقه قا ولذلك صار العيال فى سنه يعايرونه بهذه اللدغة فى لسانه الى ان قام بقطع لسان احدهم وهنا كانت شهرته حمادة قانى

    وكان حمادة يعشق جسد سعاد ولكنه كان يخشى من امها ولذلك كان ينتهز الفرصة الى ان تخرج سعاد من المنطقة لكى يحاول ان يستميلها ولكن سعاد كانت تصده وتحكى لامها عنه والتى تقوم بدورها بقصيدة من الردح والشتيمه وكثيرا الضرب لحمادة قانى الذى كان لايخشى احد فى المنطقة الا نادية المجنونة لانها كانت صديقة لامه وهو كان يخشى امه كثيرا ويسميها العفريته

    ولذلك حاول كثيرا مع سعاد ولكن محاولاته باءت بالفشل ولكن حينما علم ان سعاد التحقت بالجامعة هنا اخذ يفكر ويخطط كيف يظفر بجسدها ولمعت فى ذهنه فكرة ان سعاد كثيرا ما تمر من امام مكب الزبالة الواقع فى اخر الشارع بالليل وهى عائدة من شغلها فى البزينية الواقعة فى شارع الجلاء حيث تقوم بالعمل الشفت الليلى حتى الساعة 11 بالليل فقرر انتهاء هذه الفرصة وعزم ان يفعل فعلته الدنئية مع المسكينة

    وفى غمرة مخططه الدنئ كانت سعاد تعيش ازهى لحظات حياتها كل يوم تذهب الى جامعتها مشيا على الاقدام وتسلم على جميع من فى الشارع حيث ان اهل الشارع كانوا يحبونها بغض النظر عن امها لكن كانت سعاد لها قلبا كبيرا وطلة جميلة تاخذ القلب وتجعلك غير قادر على انك الا ان اتحبها

    ولذلك كان الاطفال يحبونها والعجائز من النساء يحبون التحديث اليها ومجالستها

    وكان اول يوم لها فى الجامعة التقت باصحاب المدرسة من البنات الذين كانوا يتأففون منها وذلك جزء منهم حاقدا عليها لانها تملك جسدا صاروخيا على حد تعبيرهم والاخر لوجهها القبيح الذى كان كثيرا منهم يستعرون ان يقفوا معها

    ولذلك كانت سعاد وحيدة فى الجامعة تقضى وقتها بين المحاضرات والمكتبة او تذهب الى الكانتين لكى تاكل منه شئ يسد رمقها

    وفى يوم من الايام وبينما هى تسير بين اروقة قاعة المحاضرت فتعثرت قدماها وسقطت على الارض ولكن قبل ان تقسط كانت هناك يدا تمد لها يد العون وهو شابا زميلا لها يبدو عليه انه من الطبقة المتوسطة ويبدوا ان سعاد تعرفه فالشبه ليس غريبا عليها وتعجزت سعاد على يديه القويتين وقامت تشكره وتقوله انت ..... قالها انتى سعاد وانا عبد العزيز انا زميلك هنا وساكن اول الشارع ابويا موظف فى الاوقاف

    اه انا فاكراك انت ابن ام جميلة

    عبد العزيز: بالظبط وانتى سعاد بنت ست نادية

    سعاد: اه انا اسفة رجليا اتلويت ماعرفت امسك نفسى

    عبد العزيز: ولا يهمك انا الى اسف انى مسكت ايدك قدام الزملاء بس كنت بحاول الحقك لا تقعى

    سعاد: ولا يهمك انا متشكرة جدا ليك انت هنا فى الكلية

    عبد العزيز : اه انا فى سنة تالتة بس عندى المادة دى بعيد فيها بقالى سنتين وكنت بحضر المحاضرة معاكوا

    سعاد: اه انا فى سنة اوى

    عبد العزيز : اه مانا عارف انا متابعك بس كنت بخاف اكلمك عشان والدتك ماتتضربنيش

    سعاد: تضحك بقهقهة يلتفت اليها الكثير من زملاءها فتدارى وجهها خجلا

    يلاحظ عبد العزيز خجلها فيستاذن هو الاخر فى الانصراف حتى لا يسبب لها المزيد من الاحراج

    فيقول: سعاد اسمحيلى من وقت للتانى ابقى اوصلك لحد الشارع

    انا عارف انك بترجعى متاخر بالليل هو انتى بالمناسبة ليه بترجعى متاخر

    سعاد: واجمة لا تعرف الرد لا اصلى بفضل فى الكلية لوقت متاخر وكمان عشان بذاكر مع زمايلى

    وانصرف عبد العزيز

    وترك سعاد فى حيرة من امرها تسال نفسها لمذا كذبت عليه

    لماذا لم احكى له انى اعمل فى بنزينة بالليل حتى استطيع ان صرف على جامعتى

    لماذا واكثر من الف سؤال يدور فى راسها ولا تجد له جوايا

    ودق جرس المحاضرة يعلن عن انتهاءها

    وخرجت سعاد واجمة هذا اليوم الى عملها فى البنزينة

    وعادة كعادتها فى منتصف الليل وهنا كان على اول الشارع حمادة قانى ينتظرها ومعه اثنين اخرين من عصابته ينتظرون الفريسة للانقضاض عليها عاقدين على عقد دخلة سعاد كما يسمونها فى الاحياء الشعبية

    تمشى سعاد وهى ترتجف خوفا من الظلام وأيضا لان الشارع أطبق عليه صمت رهيب يكاد ان يكون الصوت المسموع فقط هو صراصير الليل وخرير الحنفية الموجودة على أول الشارع والتي تحتاج إلى جلبة لإصلاحها

    سارت سعاد بجانب الحائط محتمية فيه تكاد ان تدلف اليه لا تعرف ان كانت تحتمى من سباع الليل ام من حياتها وظروفها ام من الذى ينتظرها

    وفجاة على حين غرة وهى تسير بجانب الحائط ومرت على احد البيوت التى تبدو غير هائلة بالسكان وقد تركها احدهم نتيجة انها اهلة للسقوط وجدت يدا تشدها للداخل وهنا من هول المفاجاة لم تستطع ان تصرخ لقد كان الوضع بالنسبة لها مخيف لا تعرف ان كانت اليد لانسان ام لعفريت او لحيوان

    ولكنه لايبدو فى الظلام له ملامح واضحة فلقد شهقت سعاد من هول المفاجأة فلم تدرى اتصرخ ام تهرب ام تسقط مغشية عليها

    لقد ظلت لوهلة من الزمن واجمة لا تصدق نفسها

    فعلى ضوء نور خفيف ينبعث من احد اضواء البلكونة للجيران وجدت حمادة القنى وهو امامها عاريا كما ولدته امه الا من شورت خفيف

    ووراءه كان اربعة من باقى عصابته ينظرون اليها فى شهوة شديدة كذئاب سعرانة يسقط الزبد من افواههم منتظرين الانقضاض على فريستهم المنتظرهة التى طالما انتظروها وكانوا يحلمون بها

    وقطع عليها شرودها وتخيلها لما قد يحدث لها صوت حمادة القانى بصوت اجش

    ايه ياعروسة راجعة متاخرة ليه انا استنيتك كتير

    شوفى بقى انهاردة دخلتك علينا كلنا وعليكى انك تختارى يتبقى عافية ياتبقى بالرضا

    فايه رايك

    لم تعرف سعاد ماذا تقول ولم تجد جوابا الا انها اتجهت ناحية الباب المفتوح وحاولت الخروج منها فى الوقت الذي كان ينتظرها احدهم وقفا يضحك ضحكة خبيثة ويخاطبها قائلا رايحة فين ياعروسة هو دخول الحمام زى خروجه

    هنا مشهاتخرجى الا واحنا مبسوطين

    تسقط سعاد على الارض وقد سلمت امرها وهى لا تعلم اى مصير ينتظرها وبدأت بالصراخ الامر الذى دفع حمادة القانى بان يطبق على فمها يحاول كتم صراخاتها الهيسترية وانهال الاربعة عليها منهم من قام بمسكها من قدميها والاخر يقوم بنزع ملابسها

    وهى تصرخ وتضم قدميها محاولة حماية عرضها وشرفها واخر حصن تمتلكه فى حياتها

    لكن كما يقولون فان الكثرة تغلب الشجاعة ولم يكن يسمعها احد من سكان الشارع لان الوقت متاخر ولقد اعتاد السكان على الصراخ وسط الليل ولا يجروء احد على الخروج ليلا لامتلاء الشارع بالمدمنين وأرباب الشوارع

    وهنا كان اول من التقطها هو حمادة القانى الذى شرع فى اغتصابها قطعة قطعة ولم تشفع صراخاتها ولا بكاءها

    ومن ثم تركها للاخرين ينهشوا لحمها الصغير قطعة قطعة حتى تركوها جثة هامدة لا تقوى على الحراك والدم يتساقط منها وهى ملقاة على ارضية البيت لا تستطيع النهوض او الحركة او حتى البكاء

    وكلما تحاول النهوض تسقط مغشية عليها

    وفى لحظة من الزمن وجدت يد احدهم يمد يده لها ويغطيها بملابسه حاولت ان تعرف من هو ولكنها تعجز عن النظر

    وفى غمرة ماحدث لها لم تدرى الا بيدا تحملها وتوصلها الى باب بيتها وتركها هناك بعد ان قام بدق الباب واختفى الى اليوم الذى لا تعرفه الى ان عملت فيما بعد

    وفتحت الباب امها التى صرخت وظلت تصرخ بهيسترية بعد ان فهمت من ملابس بنتها المقطعة ومن الدماء التى عليها والكدمات التى فى كل جسمها

    واخذت تسب وتلعن فى جميع سكان الشارع وتصرخ وتجمع الناس وعلموا ماحدث ولم يعرفوا ماحدث ومن فعل هذا وانتظروا بجانب سعاد الا ان فاقت من غيبوتبها واخذت تبكى فى حضن امها وهى المرة الوحيدة التى قامت امها باحتضانها

    ولم تتفوه امها بكلمة واحدة الا ووجدت المطواة على رقبتها وتسالها سؤالا واحد من فعل هذا فحكت سعاد لها ماحدث

    وهنا قامت سعاد وفى وسط الشارع وهى تحمل ساطورا ضخما فى يدها

    حمادة ياقانى ان كنت راجل انزلى يابن الكلب

    واخذت تصرخ عليه ولم يجيبها سوى نزول امه التى اخبرتها ان حماد قد اختفى مع عصابته وقد اخذ كل مايملك ورحل عن الشارع

    وهنا لم تجد الا امه لتفش غليلها فيه فقامت بضربها بالساطور على رقبتها الذى تسبب فى قطع وريدا لها وظلت تنزف الى ان ماتت وسط صراخ المارة من ابناء الشارع ولم تسكت الى ان صعدت الى بيت حمادة القانى وقامت باخراج اخوته وسط الشارع وعرتهم من ملابسهم واخذت تعرضهم على سكان الشارع الامر الى حدا بالمارة منهم وببعض الشباب ان يقوموا باغتصابهم بعد ان اصبح دمهم مباح فى الشارع

    وكان يوما لاينسى وفى اخره وجودوا كل عائلة حمادة وقد رحلت عن الشارع حتى اقاربه قد اغلقوا بيوتهم ورحلوا

    وحينما علم حمادة بما حدث اختفى عن الاعين وخاف ان يعود ثانية الى الشارع ويقال انه هاجر الى ليبيا

    وبالعودة الى سعاد نجدها قد استفاقت وهى غير مصدقة لما حدث تبكى بكون ان تعلم اتبكى حسرة على شرفها ام تبكى على الالم الذى فى جسدها ام تبكى على حبيبها الذى ضاع وقد كانت تظن انها سوف تبقى الى ان يتزوجوا لكن دائما القدر له كلمة اخرى

    ولذلك ظلت سعاد فى بيتها تحاول ان تستعيد نفسها وتفكر فيما سوف يحدث لها فى الايام القادمة خاصة انها امها لم تكن تتكلم معها وقلما تنظر لها لانها اصبحت مصدرا للعار لها

    وقامت سعاد يوما وقررت ان تذهب الى الجامعة ولم تمنعها امها وسارت فى الشارع وكلما يقابلها احد يشيح بنظره عنها ولكنها تمضى فى طريقها مصممة على العزم فى السير فى الطريق الى اخره

    ووصلت بعد عناء الى جامعتها

    واول مادخلت المدرج وجدت الكثير يبتعد عنها فان من المصائب التى حدثت لها ان حكايتها قد اشيعت بين ابناء الحى والتى وصلت الى مسامع الكلية الامر الذى حد بالطلبة ان يتغامزوا ويتهامزوا عليها

    وجعلها محط سخرية البنات الاخريات

    ولم ينقذها سوى زميلها عبد العزيز الذى قام بتوجيه كلامها اليها معلش ماتاخديش فى بالك هما عرفوا بالى حصل وبكرة الناس تنسى

    نظرت اليه وهى غير مصدقة وحاولت ان تتكلم ولكن اشار اليها ان تصمت حتى لا تثير الكلام مع الاخرين ودخل المحاضر الى المحاضرة وانهى محاضرته وخرج وخرجت سعاد وحاولت ان تغادر الجامعة الا ان وجدت يدا خلفها تربت على كتفيها وكانت احدى صديقاتها المتعاطفين معاها توجه كلامها اليها

    مالك ياسعاد ليه زعلانة فاخبرتها بما حدث فقالت انها عملت ولم تصدق ماحدث وواستها بكلمتين وغادرت وكانت اخر مرة تقابلها فى حياتها فقد امرها اهلها شان جميع من فى بلادنا يعاقبون الضحية على انها اصبحت ضحية ويمجدون الظالم رغم علمهم بظلمه

    استمرت سعاد فى دراستها ونسى الشارع ماحصل ولكن بعد مرور شهرين على الحادثة بدأت تظهر علامات على سعاد تبدوا لاول وهلة علامات الحمل حيث انها اصبحت كثيرا مايغشى عليها وتشكون الام فى البطن فى البداية لم تستوعب الا ان ذهبت المستشفى مع امها والتى اخبرها الدكتور مبروك ياحاجة بنتك حامل

    هنا استوعبت الام الصدمة وتظاهرت بالفرحة وقالت عقبالك يادكتور الله يبارك فيك د ه ابوه هايفرح اوى

    وغادرت مع ابنتها التى ظلت واجمة طوال الطريق وفى ذهنها الاف الاسئلة من ابو هذا الذى فى بطنى ؟

    هل هو حمادة ام احد افراد عصابته وماذا سوف افعل كيف اعيش بهذا العار وهل سوف يكون ولدى ابن حرام ؟

    لحظة تضحك ولحظة تبكى ولحظة تسكت لاتعرف ان كانت تفرح كشعور الام التى اول مرة ترزق بطفل او تبكى على حظها فى الدنيا حتى حينما تحمل يكون ولد حرام من اغتصاب

    لم يفيقها الا صراخات امها فى وجهها حينما نزلوا من الميكروباص ودخلوا الى البيت واخذت تنهال عليها ضربا وبالشلاليت حتى افاقت على بنتها تنزف ولم تدرى الا والجيران ياخذوها من يديها التى اوشكت ان تقتلها واقترحت احدى العجائز بعد ماعلمت بما حدث ان يكفوا على الخبر ماجور ويستدعوا ام عفاف الداية التى تقوم بانزال الطفل حتى تنتهى الفضيحة ويقوموا بتزويج البنت الى اى شخص حتى يداروا على الفضيحة

    او الى رجل كبير السن تعيش معه خادمة الى ان ينسى الناس ماحدث

    وفعلا استساغت الام الفكرة وخاصة انها سوف يكون لها نصيب من بيع جسد سعاد

    وهنا قامت ام عفاف الداية باجهاضها وفى نفس الشهر تقدم اليها احدهم من شيوخ الخليج الذين يهبطون على البلدة من وقت لاخر يشترى بماله بنت يتخذها زوجة لمدة معينة بالاتفاق مع اهلها وهى غالبا ما تكون مدة الاجازة التى يقضيها فى البلد ثم يطلقها بالاتفاق مع اهلها على مبلغ من المال ومجموعة من الملابس والفساتين

    وفعلا تزوجت سعاد التى لم تستطيع الرفض او الاعتراض فمصيبتها منعتها

    واستمرت فى هذه الزيجة مع الشيخ الذى حينما راى سعاد لم يصدق نفسه من هول جمالها وجسدها البض الحميل

    واستغلها ابشع استغلال حتى انه كان يعرضها على اصدقائه ولم يكن يحق لها الاعتراض او الرفض خوفا من العودة الى امها واستمرت فى هذا العذاب الى ان افرج عنها  وحانت لحظة رحيلها وعادت الى امها ومعها مجموعة من الملابس ومبلغا من المال اخذته امها منها وصرفته فى البيت وعادت سعاد ثانية الى الشقاء والعذاب ولكن امها استساغت فكرة زواجها وقررت ان تتاجر سعاد اكثر واكثر

    وقامت بعد الاتفاق مع السمسار ان يقوم بتزويج سعاد كل شهر كما يحلو له

    ووصل سعر سعاد الى انها كانت تباع بالاسبوع فى صورة وثيقة زواج سواء عرفى او شرعى الى الف دولار فى الاسبوع

    وازدهرت حياة سعاد وامها واصبحت لها صيتا فى المنطقة وقررت ان تترك المنطقة والشارع بما فيه وترحل الى مكان اكثر نضافة ورقيا وتركت المنصورة ورحلت الى القاهرة وسكنت فى حى العجوزة حيث مهبط اثرياء العرب وتستطيع ان تمارس نشاطها بحرية

    وفعلا بدات من اول لحظة استقطاب الزبائن الامر الذى اصبحت سعاد معه تحب المهنة الجديدة لها واصبحت قادرة على اسعاد الزبائن وسارت سعاد فى الطريق الى اخره الى ان سقطت فى الجريمة حينما قامت عدة شكاوى من مجموعة من الافراد يتهموها بالنصب والزواج المتعدد حيث ان طمع ام سعاد قامت بتزويجها من اثنان فى نفس اللحظة الامر الذى حدا بسعاد ان تقع تحت طائلة القانون ودخلت السجن مدة عامين وهنا وجدت عالما اخر

    تعرف هنا على المعلمة بسيمة العايقة وهى متخصصة فى الدعارة وقامت بتشغيل سعاد معها داخل السجن وخارجه وانتشر اسم سعاد داخلة اروقة بيوت الدعارة وبعدها قامت بالعمل كراقصة فى الملاهى وظلت تمارس الدعارة حتى بلغت الاربعين من عمرها وكان لها ولدا من احد الزيجات سمته عبد العزيز على اسم حبيبها الوحيد

    وفى يوم من الايام وهى تسير بعربتها الفارهة فقد اصبحت سعاد تمتلك صالة للرقص باسمها

    وجدت شخصا يمشى توسمت فيه ملامح حبيبها القديم فندهت عليه عبد العزيز

    فالتفت اليها انا فنظرت من خلال شباك السيارة نعم اركب حضرتك مين يافندم

    ايه ياعبد العزيز معقولة مش عارفنى

    لا والله اسف معلش الزمن بقى

    بس انا سامع الصوت قبل كده

    فوجمت لحظة ثم قالت ايه مش فاكر سعاد

    فارتج عبد العزيز وتأرجح كالسكران انتى سعاد

    واغرورقت عيناه بالدموع

    معلش بقى الزمن غيرنى شوية وكبرنى

    لا انتى لسه زى مانتى ياسعاد

    عاملة ايه وايه العز ده كله

    ردت: ماتاخدش فى بالك هاحكيلك كل حاجة اركب

    ركب عبد العزيز معاها وسارت بالسيارة ووقف امام فيلا جميلة من طابقين

    وندهت على الخادمة التى تعجبت من منظر الزائر فقد كانت سعاد من كبار الراقصات وكان لا يدخل معها سوى الاعيان والاثرياء

    ولم تتعود على دخول الفيلا من هذه الطبقة الفقيرة وخاصة ان شكله لايوحى الا بانه شحاذ فقد كان عبد العزيز يرتدى بذلة متهالكة وتفوح رائحة العرق منه وحذاءه مقطع كأنه من الامام الامر الذى حدا بالخادمة تتأفف منه خاصة حينما قلع الحذاء وانتشرت منه رائحة كريهة غطت على برفان سعاد

    التى قالت لعبد العزيز

    عبد العزيز فيه حمام ادخل هاتلاقى دش استحمى وفيه هدوم الشغالة هاتجيبهالك البسها وتعالى نتعشى ونتكلم بعدها

    تعجب عبد العزيز وفى ذهنه الاف الاسئلة التى معها لم يستطيع ان ينتظر فنفذ اوامرها وفعلا قام بكل ماقالته

    وخرج عبد العزيز شخصا اخر وجلس على المائدة التى تخيل معها انه يعيش فى الف ليلة وانها شهريار وكان ينقص هذه الجلسة ان يكون هناك الخمر والجوارى الحسان ولكن من احسن من حبيبته القديمة سعاد والتى بدت فى احلى صورها خاصة ان العز والغنى اضفى عليها نوعا من الجمال المصنوع تمثل فى برفانها وشعرها المكوى المنسدل على كتفيها اللذان يلمعان كالمرمر ويخرجوا من اكمام فتسانها القصير والى لا يغطى سوى الى ركبتيها وصدرها البض الذى تكور وكل هذا بفضل عمليات التجميل

    نظر اليها عبد العزيز وظل واجما للحظة الى ان افاق على صوتها العذب

    اقعد ياعبد العزيز

    حاضر ياهانم

    ضحكت سعاد ضحكة رقيعة وقالت هانم ايه يا راجل

    انا البت سعاد انت نسيت

    قال ده انتى ست الهوانم وهنا ضحكت سعاد ثانية طيب بس لاحسن اصدق ولا واتغيرت ياعبد العزيز ده انت كنت قفل زمان

    واستحثها على التحدث فتنتهدت تنهيدة طويلة وحكت له عن ماحدث ودخولها السجن حتى لقاءها به وايضا قامت بتعريفه على ولدها الصغير الذى كان نائما فى سبات

    فتعجب عبد العزيز من قصتها واخبرها هو الاخر بقصته بعد ان رحلت فجاة هى وتزوجت وهو قد ترك الجامعة بعد موت والده وعمل فى عملا مكتبيا فى احدى الدواوين الحكومية بشهادة الثانوية حتى يتسطيع الانفاق على امه واخوته

    وظل هكذا لم يتزوج لضيق ذات اليد حتى قام بتزويج اخوته واصبح وحيدا

    فرقت سعاد لحاله واخبرته عارف ياعبد العزيز الى حازز فى نفسى انى لحد دلوقتى مش عارفة مين الراجل الشهم الى شالنى يوم المصيبة الى حصلتلى ووصلنى البيت

    وهنا تطرق عبد العزيز ببصره الى الارض وعاد بالذاكرة الى 25 عاما مرت على هذه الحادثة التى دمرت حياته مع حبيبته

    وحكى لها واباح لها بالسر انه هو من حملها واوصلها الى بيتها

    حيث انه فى هذا اليوم المشؤوم كان يسير عائد من عمله ولمحها من بعيد فخاف ان يزعجها وياليته لم يفعل وسار الى بيته واخذ ينظر من شباكه منتظرا عودتها وحينما لم تعود نزل الى الشارع يبحث عنها عله يجدها واخذ يطوف الشارع وحينما سمع الصرخات جرى الى هناك ونظر فوجدهم قد انتهوا منها

    فظل يبكى وتحامل على نفسه وحملها واوصلها الى بيتها وتركها وعرف وقتها ان سعاد قد ضاعت منه للابد

    وقرر انه لن يتزوج بعدها ولن يحب بعدها

    وهنا ارتمت سعاد فى حضنه تبكى وتنتحب وتقول ليه

    ليه ياعبد العزيز د ه انا كنت فى عرض كلمة منك ترجعنى عن طريقى

    كان زمانى عايشة ست بيت فى حضنك وكنا بنينا بيتنا حرام عليكى واخذت تبكى

    وبكى هو الاخر وحملها الى غرفة نومها وعاش معها الى الصباح وافاقت معه سعاد

    وقد كان متربكا ولكنه سعيد وقالت له سعاد صباحية مباركة وكانها لم يمسسها رجلا قبله فقد كانت سعاد منتشية من لحظات الحب مع حبيبها التى اخيرا ما فازت بساعة معه

    عرض سعاد على عبد العزيز الزواج فى نفس اليوم وان يعيش معها ويتولى ادارة اعمالها وبالفعل وافق عبد العزيز وعاش معها يربى ولدها بعد ان تبناه وكتبه باسمه وايضا انجب منها بنتا جميلة مثل امها

    وباعت سعاد كل شئ تمتكله وتحجبت واصبحت ربة منزل ترعى اولادها من عبد العزيز الذى استقال من وظيفته وفتح شركة استيراد وتصدير وبالاعتماد على بعض معارف سعاد من الاثرياء القدامى ساعدوها سواء بالتهديد او العشرة القديمة بينهم واصبح اسم عبد العزيز يتردد بين طبقة رجال الاعمال والأثرياء وتناسى الناس اسم سعاد واصبح ولدها يساعد ابوه فى أعماله وبنتها تزوجت من احد رجال الاعمال واصبحت سعاد فى الستين من عمرها جدة للكثير من الأحفاد وتوفى عبد العزيز عن عمر ناهز الثمانون

    وتوفيت ام سعاد وهى فى السجن وظلت سعاد فى اخر أيامها تدعى ربها ان يغفر لها ذنوبها خاصة بعدما قامت بالحج وتابت الى الله عن ماحدث سواء بارادتها او غصبا عنها

     

    تمت

    **كاتب القصة

    مصرى ..رئيس ومدير تحرير صحيفة النبأ الالكترونية

     
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: محمد سعد وقصة إمرأة "قصة" Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top