في عالمٍ جئنا لهُ كم أُكرما
أمرٌ على أعمارنا قد أُبرما
عمرٌ هنا يمضي ولم نعدد لهُ
قصرًا فهل ريعٌ لهُ قد قُدّما
والنّفسُ في شغلٍ لها تلهو بهِ
عن ربّها هامت أضاعت مغنما
كم أقبلت ملهوفةً في شرّها
تبغي منَ الدّنيا لها ما حَطّما
يا نفسُ توبي واخضعي ثمّ احصدي
فالنّاسُ من يبني ومن قد هَدّما
لا تركضي خلفَ الهوى ولتحذري
ماءً حميمًا يصطلي من أجرما
ثوبَ المعاصي اليومَ قومي واخلعي
في سرعةٍ فلتصرفي ما قد حما
من كان في طوعِ الهوى في سكرةٍ
قد زُجّ في أوزارهِ لن يُكرما
في الصّبرِ كوني قدوةً يا مُنيتي
من مُرّهِ لا تجزعي إن صَمصما
طفلًا يتيمًا فالطفي في حالهِ
لا تجرحي قلبًا لهُ قد يُتّما
رفقًا قفي لا تدمعي عينًا لهُ
قلبٌ بهِ رينُ الحشا ما أسلما
أُمٌّ لئن عُقّت فقد ضاعَ الرّجا .
دينٌ وما أحصيتَهُ قد أُضرما
أُمٌّ إذا في سقمها قد بعتها
لا تنتظر يومَ اللقاءِ المغنما
رحمٌ بكى قطّعتهُ مثلَ الإربْ ؟!
يشكي وليدًا في عقوقٍ أُلجما
في دهشةٍ مُستنكرًا ما قد صدر
هذا الجفا في رحمهِ قد تُرجما !
فرْجٌ تمادى عيبُهُ مستأنسًا
في نارِهِ يلقى الشّقاءَ المُفحما
ويلٌ إذا أدمت يدٌ أعراقَها
حتمًا فلا عرقٌ بها منهم نما
شرعٌ فكم أُستُهترت أركانهُ
رُحماكَ ربّي من ضميرٍ أُعدما
0 comments:
إرسال تعليق