بلدٌ
مضبوطٌ على نقائِص عِدَّة حفاظاً على عادة واحدة مُكرَّرة ، بلدٌ مربوطٌ بحبال
أعرافٍ فريدة حِرصاً على قاعدة مع الأزمنة دوَّارة ، بلدٌ مَسْرُوطٌ بمغناطيس
مصالح عديدة إبقاء للسائدة رفقة كل السُّلَط المستعارة ، من عهد الغفلة والحقب
الغابرة ، ذي الظروف الإنسانية القاهرة ، على نفس النمط حتى اللحظة ناهية آمِرة ،
إلى مَلَلٍ رَكَّبَتهُ في عقول الملايين الناشدة الآن ما له مُنتُظِرَة ،
التَّغيير المُنصف للمرحلة المُعاشة تجديداً لأسمالٍ بِبِدَلٍ نَضرة ، على أجسادِ
شبابٍ مِلْح المستقبل وليس ظاهِرة ، إذ الحِكمة تقتضي إزاحة فشلِ مسؤولي الماضي
مَن كان منهم مشهورا أو نكِرَة ، يتحمَّلون ما آلَت له الأوضاع لبيع ضمائرهم لطبقة
الآن غير قادرة ، لجعل رؤوس معلومة مطايا ناقلة أفعالهم الحقيرة .
... ما
المُرتقب من اجتماع يوم الخميس إلاَّ ما خرَج به من وجوهٍ مَبْشُورة، لبقاء
أصحابها كما سياسة العبث راغبة في إثبات نفس الصورة، الملصقة بانسجامٍ قارضٍ
العناد المرفوع حيال التظاهرة ، المُعلَن خروجها يوم السبت سلمية بأساليب مغايرة ،
لمن تهيأ من تهيّأ لمقابلتها بضغوط سافرة ، لحد أظهار هيبة عن أنيابها الحديدية
مكَشِّرة ، تترجَّى الاصطدام لقطع الطريق عن رافعي الأصوات ليعودوا لصمتهم ورضوخهم
لحكومة عن أعمالها مشكورة ، المعتبرة للقلَّة النافذة فوق كل النفوذ بمثابة
الدجاجة المُحمَّرة ، ففي ولايتها ضاعفت أرباحها لنسب توصف بالمُزدهرة ، ورفعت من
قيمة الفقر حتى عاد ميزة هذا البلد المُصاب بمصائب مُدمِّرة ، بلا تعليم عمومي
كالمتوفر في الدول المحترمة شعوبها ، ولا صحة عمومية جاعلة العقل السليم في الجسم
السليم ، ولا عدالة اجتماعية كحق من حقوق المواطنين مهما تفرقَّت بهم في المغرب
الديار ، ولا تدخُّل حاسم للقضاء المبرم على المرتشين المزدحمة بهم بعض المؤسسات
ذات الارتباط بمصالح المواطنين الحيوية ، ولا استثمار وطني محلي موزع على الجهات
الإثني عشرة بالتساوي والشفافية ، لضمان فرص الشغل للشباب ومن الجنسين داخل المدن
كالقرى الريفية لا فرق.
... الحُكمُ العاملُ بالحكمةِ نِعمَة ، ونفسه فقط
بالكلمةِ نِقمَة ، لم يكن المغرب محكوماً بحكومَة ، إلاَّ وخلفها مَن يحكمها
بمعلومَة ، أنها خادمة مَن بدونه تظل محرومَة ، كسندٍ آمرٍ بما يبقيها مذمومَة
، مِن لدن شعبٍ غالبيته محرومًة ، تبحثُ
عن صِنْفِ نِضالٍ لا تكون بسببه مَلُومَة ، ما دام العهد القائم مِن شروطه أفواه
مُتكمِمَة وخواطر الكادحين فيه دوما مهمومة .

0 comments:
إرسال تعليق