كتبت: ساهرة رشيد
تصوير : صالح البهادلي
اختلف النقاد في دقة تعريف مصطلح الخيال العلمي
بصفته جنسًا أدبيًا لأنه مزج الخيال بالعلم في معالجة كل ما يتأمل فيه الإنسان من احتمالات
صعبة التحقيق كالخلود والعيش في الفضاء، جامعًا بين الخيال المجنّح والعلم المسند بالبراهين
المادية.
ومن هنا دخلت دار المأمون للترجمة والنشر هذا
الميدان المثير للجدل بإصدارها لكتاب (المخلص العجوز) وهو رواية قصيرة وقصص قصيرة من
الخيال العلمي للكاتب رايموند ود. غلوون اختارها وترجمها ناظم مزهر في 182 صفحة من
القطع المتوسط في أحدث إصداراتها
ويقدم لنا أدب الخيال العلمي المستقبل في مزيج
من الأدب والجمال تربطها أصرة الخيال، إذ اعتمد كتاب هذا اللون على ما أفرزته المكتشفات
والاختراعات العلمية في الفيزياء والعلوم الأخرى لاسيما في مجال الفلك ونشأ هذا النوع
من الأدب في بدايته على كشف المجهول غير المرئي، وعلينا هنا أن نفصل تلك الأعمال الأدبية
التي اعتمدت الفنتازيا شكلًا من أشكال الخيال المجنح عن الأعمال التي وظفت الخيال ضمن
رؤية علمية هادفة
ووجد أدب الخيال العلميّ بدايته ما قبل التأريخ
في بلاد ما بين النهرين في ملحمة جلجامش بوصفها نصًا أسطوريًا. والمطلع عليها يجد التوظيفات
الوصفية في بعض من فصولها. ناهيك عن الأدب القرآني الذي سبق كتاب العالم في سبر أغوار
الفضاء؛ ففيه من التعبيرات القرآنية ما لم يصله أكثر الكتاب إبداعًا ومنها الحقائق
والوقائع المستقبليّة.
مؤلف الكتاب غلوون الأمريكي المولود سنة
1911 والمتوفى في 1994، يُعدّ من أوائل كتاب أدب الخيال العلمي الذين أسهموا في ترسيخ
هذا النوع من الأدب عبر النشر في المجلات المتخصصة في ثلاثينيات القرن الماضي. ويعد
أيضًا من أوائل الكتاب الذين طرحوا فكرة تطبيع الكواكب الأخرى لسكن بني الإنسان وبالعكس.
وعندما نشر روايته القصيرة Old
Faithful منحنا صورة سلمية عن العلاقة
الودية بين الإنسان والمخلوقات الأخرى.
وقد استقطبت منذ نشرها أعدادًا هائلة من القراء
وما زالت محط إعجاب النقاد والناشرين على حد سواء.
0 comments:
إرسال تعليق