فرحَ
الرّبيعُ مفاخرًا يَتَمَجّدُ
وغدا
الزّمانُ نضارةً يَتَجَسّدُ
العَندَلِيبُ عَلَى الغُصُونِ مغرّدًا
شَدوًا بمكّةَ
للرّبيعِ يُجدّدُ
واستبشرت
نُجمُ السّماءِ قدومَهُ
لرسالةِ الرّحمانِ تَسجُدُ تَحمدُ
وتَهَلّلَت
تلك الكواكبُ لمعةً
فعِبَادةُ
البَارِي بَدَت تَتَوَحّدُ
هٰذا
الّذي لِلدّينِ يَبدُو حَافِظًا
تعلو
السّماتُ بخدّهِ تتوَسّدُ
أمُّ
القُرى أوثانُها قد زُلْزلتْ
نورٌ
كساها واستهلَّ المولدُ
قَد
أينَعَت مِنهُ الزُّهُورُ تَيَِمّنًا
فِي
مَولِدِ النّورِ المُبارَكِ تُورِدُ
جِبرِيلُ
حَارِسُ مَهدِهِ في بَهجَةٍ
يَدعُو
لَهُ الرّوحُ الأمِينُ يُهَدهِدُ
وقَفَت
صُفُوفُ الحُورِ حَاضِنَةً لَهُ
كُلُّ العُيُونِ
لِحِفظِهِ تَتَرَصّدُ
بدرٌ
يُشَعشعُ ضوءُهُ أفقَ السّما
رُكنُ الهِدَايَةِ
لِلرّشَادِ يُسَدّدُ
مِن
مَهدِهِ أنوَارُهُ كَم أبهَرَت.
كُلّ
الحُضُورِ تَعَجّبًا قد رَدّدُوا
قُومِي لَهُ يَا
أُمّهُ وتَهَجّدِي
نَزَلَ
الأمِينُ عَلَى الوَلِيدِ يُوَحّدُ
هَاتِي
القِمَاطَ وَقَمّطِيهِ سَارِعِي
وَضَعِي
الأمَانَ بِقَلبِهِ كَي تَسعَدُوا
هُوَ
تُحفَةُ النُّجَبَاءِ فِيهِ نَجَاتُهُم
هُوَ
طَاعَةٌ نَحوَ الإلٰهِ وسُؤدَدُ
كُلُّ
الصّوَابِ كَلَامُهُ وبِحِكمَةٍ
وَعَنِ
الهَوَى في مَنطِقٍ هُوَ يَزهَدُ
فَمَحَاسِنُ
اﻷخلَاقِ مِنهُ تَعَلّمَت
مِن
دُونِ مَبلَغِهِ تَحَارُ وتَقعُدُ
صَلّى
عَليهِ اللٰهُ فِي مَلَكُوتِهِ
فَتَشَعشَعَ
النّورُ المُبِينُ يُمَجّدُ
وَمِنَ
الخَلِيلِ فَقَد بَدَت دَعَوَاتُهُ
حَنَفِيّةً فِي دِينِهِ
تَتَمَدّدُ
عِيسَى
وَمُوسَى بَشّرَا بِمُحَمّدٍ .
مِسكُ
الخِتَامِ هُوَ النّذيرُ المُرشدُ
سِمَةُ
النّبُوّةِ تَرسِمُ الوَجهَ الّذِي
في قَلبِهِ وَحيُ الإلٰهِ
يُرَدّدُ
يا
مِسكَ مكّةَ يا أريجَ محمّدٍ
مَا مِثلُ مَولِدِهِ المَوَالِدُ تُولَدُ
ياليلةَ
الطّلقِ المُقدّسِ أبشري
بمحمّدٍ للعدلِ
جاءَ يُجسّدُ
وُلدَ
الشّفيعُ وجبرئِيلُ مُكبّرًا
هو
رحمةٌ للعالمينَ ستُحمدُ
من
ذا يكونُ وليدُنا يا آمنه
أهُوَ
الذي عند الإلٰهُ مُحمّدُ
فثقوا
بأنّ اللٰهَ أرسلهُ هُدًى
للعالمينَ
مُتمّمًا كي تهتدوا
نبعُ
البصيرةِ والهدايةِ والتُّقى
وكليمُ
ربُّ العرشِ والمُستَوفدُ
سحرُ
البيانِ بقولِهِ وبصدقِهِ
أفعالُهُ أقوالُهُ لا تُفرَدُ
مُستجمعًا
دينَ الإلٰهِ مُوَحّدًا
ومُكبّرًا باسم الكبيرِ
يُشيّدُ
في زمرةِ
اﻷبرارِ قام مُمجّدًا
ربَّ الخلائقِ
شاكرًا ويُوَحّدُ
فجمالُ
يوسفَ ذاكَ بعضُ جمالِهِ
بعظيمِ
أخْلاقِ الرّسالةِ يُسنِدُ
بُشرى
الخليلِ لِوِلدِهِ بقدومِهِ
في
دينهِ حنفيّةٌ تتمدّدُ
هذا
الذي طرقَ السّماءَ دليلُهُ
هذا
الذي يُسرى بهِ ويُعضّدُ
ما
كان نومُ جفونِهِ سدلًا ولا
ذاكَ الفؤادُ
بغافلٍ يَستطردُ
في روحَهِ
عِلمُ الخليلِ مؤنّسًا
من
وحيِهِ نورٌ ، فقم يا أحمدُ
يا
أُسْوةً للعالمينَ وقُدوَةً
بكَ نهتدي
بكَ نقتدي بكَ نُرشَدُ
قومي
خديجة دثّري لمحمّدٍ
نزل الأمينُ
على النّبيّ فوَحّدوا
ورَدَ
الحياةَ نبوّةً ورسالةً
لكرامةِ
الإنسانِ يحفظُ يسْعدُ
يشتاقُ
فردوسُ الجنانِ مقامَهُ
محمودُ
أمرِ شفاعةٍ وسَتَشهَدُ
صلواتُنا
مرفوضةٌ من دونِهِ
ألموتُ
لا يُفني حياتَكَ أحمدُ
أيموتُ
منْ ملكَ القلوبَ بذكْرِهِ
تفنى
الملوكُ وذكرُهُ سَيُخلّدُ
عَوّد فؤادكَ
حُبّهُ مُتمنّيًا
حُبَّ
الإلٰهِ وحُبَّ من قد وطّدوا
منهُ
الفراقدُ أينعت من فاطمٍ
من كوثرٍ
أسباطُ أحمدَ تُولدُ
لا تشتبه
بين الشّعورِ بوَمضَةٍ
بتناقضٍ وتباعدٍ
تتوَدّدُ !
أتظنُّ
أنّ الحُبَّ لفظُ بلاغةٍ
إنّ
المُحبَّ لمن أحبَّ يُمجّدُ
ملكت
محبّتُهُ القلوبَ وأيقنت
أنّ الشّفاعةَ
عندهُ تُستَوفدُ
قف بالمدينةِ
آملًا عودًا لها
من بعد
مُعضلةِ الشّقاءِ نُجدّدُ
لا تبتعد
عن وصلِهِ بجهالةٍ
أولستَ
تعلمُ أنّهُ المُسترشدُ
لا شبهةً بين المجازِ
وضِدّهِ
تلك الحقيقةُ دائمًا
تتجسّدُ
يا خاتمَ
الرّسلِ الكرامِ كرامةً
يا رحمةً
نزلت تُبشّرُ تُسْعدُ
فتنُ
الغياهبِ سيّدي قد أسعرَت
ألغدرُ
يَصعُبُ والشّعوبُ تُشرّدُ
فيضانُ
دمْعِ أمومةٍ مثكولةٍ
نارٌ
عليهم كم تقومُ وتَقعُدُ
وتأزّمَ الإنسانُ في أوطانِهِ
ألمسلمونَ متوّهونَ
تفرّدوا
لعبتْ
بأُمّتكَ الخُطوبُ فأقبرتْ
عَظُمَ
البلاءُ فلن تُمدَّ لهم يدُ
ضاعَ
السّلامُ وبالأمانِ تهاونوا
حتّى الأجِنّة
في البطونِ تُهدّدُ !
يا مهْبطَ
المَلكِ المُطاعِ ورَحلِهِ
لولاكَ
جمعٌ في جهنّمَ يَخلدُ
ضجَّ
الشّبابُ وشابَ من تدميرهِ
ليتَ
الهناءَ كما الطّيورِ يُغرّدُ
لشفاههم
ياليتَ ترجِعُ بسْمةٌ
هذا الحنينُ لِوَكْرِهِ
يتوَدّدُ
أيّامُهم
كم تشتكي بمرارةٍ
عدلًا وأمنًا
مُعدمًا يتمرّدُ
ضاعت
حقوقُ طفولةٍ وبراءةٍ
نَشكوا إلى ربّ ٍ لنا ما يُوجدُ
ياربَّ
أحمدَ مُصطفاكَ ونسلِهِ
مُدّت أياديهم وأنتَ الأجودُ
ياجاهلًا
دينَ السّلامِ وأصلِهِ
ذاكَ
الذي بكتابهِ يُسترشدُ
قد حدّثَ
الإنجيلُ عنهُ مُبلّغًا
من بعد
عيسى سوف يأتيَ أحمدُ
دينُ
الرّسالاتِ الّتي قد أُرسلت
إن كنتَ فيها مؤمنًا تتعبّدُ
خابت ملوكٌ لم تزل في عجزها
مامثلُ أحمدَ
كوكبًا يتفرقدُ
الأنبِيَاءُ تَفَاخَرَت
بِأُصُولِهِ
مَا
مِثلُهُ تلدُ النّساءُ وتَحصِدُ
فَكَأَنّهُ
النّبعُ الأَصِيلُ لمَجدِهِم
وَكَأنّهم مِن صُلبِهِ قَد أُولِدُوا
ا====================
البحر الكامل
0 comments:
إرسال تعليق