• اخر الاخبار

    الأحد، 15 مايو 2022

    زهرة البلدان ..قصيدة بقلم : الشاعر العراقى ضمد كاظم الوسمي

     

     


    تُودِّعُني الْأَقْمارُ وَاللَّيلُ شاهِدُ

    وَتَرْحَلُ بِيْ نَجْماتُهُ وَعُطارِدُ

    *

    وَتُنْزِلُني أَسْحارُهُ مِنْ شَواهِقٍ

    وَتُسْكِنُني بَينَ الرِّياضِ الْمَرابِدُ

    *

    وَكَبَّرَ فَجْراً لِلصَّلاةِ مُسافِرٌ

    فَطافَتْ سَلاماً فِي رُباكِ الْمَساجِدُ

    *

    وَتَغْسِلُ في عَينيكِ شَمْسُ صَبابَتي

    غَشاوَةَ دَهْرٍ تَرْتَديها الْعَقائِدُ

    *

    وَلكِنَّني ،عُذْراً إِذا حالَ حائِلٌ

    فَساوَرَني فِي الْجِسْرِ شَكٌّ وَجاحِدُ

    *

    أَمِيطي رَغامَ الْمُشْتَكي مِنْ هَواجِسي

    وَقَدْ فَعَلَتْ صِيدُ الرِّجالِ الْأَماجِدُ

    *

    أَحِنُّ إِلى ذِكْراكِ مُنْذُ طُفولَتي

    تَمَلَّكَني شَوقٌ وَرَنَّتْ قَصائِدُ

    *

    عَنادِلُها فَوقَ الْخَمائِلِ رَفْرَفَتْ

    وَتَسْبَحُ في نَهْرِ الْفُراتِ الْفَرائِدُ

    *

    هَلُمّي إِلى نَظْمِ الْبَديعِ وَشِعْرِهِ

    فَمِنْهُ عَلى جِيدِ الزَّمانِ قَلائِدُ

    *

    أَضَأْنَ بِنَورِ الْإِنْتِشاءِ مُنىً بِهِ

    يَحِلُّ عَلى الْإِصْباءِ غادٍ وَوارِدُ

    *

    عَلى رَغْمِ أَهْلِ الزَّيغِ دَرْبُكِ لاحِبٌ

    وَرَغْمَ هَوَى الْأَعْداءِ ذِكْرُكِ خالِدُ

    *

    أَتَتْكِ الدُّنا يَوماً بِكُلِّ وَلِيجَةٍ

    فَرَدَّتْ دِمانا فِي الْغِمارِ تُجالِدُ

    *

     

    وَكَمْ مُدَّعٍ بِالدِّينِ يَبْغي غَنائِماً

    وَبِاسْمِ الْإِلهِ وَهْوَ لِلْعِجْلِ عابِدُ

    *

    وَآخَرَ يَأتي مِنْ عَوالي بِحارِهِ

    لَهُ طَمَعٌ في أَرْضِنا وَمَقاصِدُ

    *

    تُصانِعُهُ أَيْدِي الْمُلوكِ كَأَنَّها

    إِماءٌ تَلي أَسْيادَها وَنواهِدُ

    *

    حَبَوْكِ فُتاتاً مِنْ خَسيسِ عَطائِهِمْ

    وَأَنْتِ الَّتي بَحْرٌ يَداكِ وَرافِدُ

    *

    وَهذا عَطاءُ الْأَهْلِ رَغْمَ خَصاصَةٍ

    وَكُلُّ عَطاءٍ دُونَ نَهْريكِ فاقِدُ

    *

    وَكَيفَ بِلادُ الْعِزّ في نائِباتِها

    تُغاثُ وَأَشْجارُ السَّوادِ نَضائِدُ

    *

    أَيا زَهْرَةَ الْبُلْدانِ جِئْتُ مُعاتِباً

    إِلَيْكِ وَمِثْلي في الْعِتابِ يُكابِدُ

    *

    أَ يُرْضِي عَروسَ النَّهْرِ بُعْدي وَلَوْعَتي

    وَهَلّا تَرَي دَمْعي ، فَتَحْكِي الْمَواجِدُ

    *

    بِبِعْضٍ مِنَ الْأَوْهامِ كُنْتِ أَسِيرَةً

    فَما غَمَضَتْ عَينٌ وَقَلْبُكِ حارِدُ

    *

    وَكَيفَ يَمَسُّ الْغَيرُ ثَوبَ فَتاتِنا

    وَكُلُّ عِراقِيٍّ عَنِ الْعِرْضِ ذائِدُ

    *

    وَكُلُّ الْعِراقِ الْيَومَ جاءَكِ عاشِقاً

    تُكَحِّلُ جَفْنَيهِ الْحِسانُ الْخَرائِدُ

    *

    وَتَغْفو عَلى نَخْلِ الْعِراقِ طُيورُهُ

    وَيَأْمَنُ فِيهِ مُسْلِمٌ وَمُعاهِدُ

    *

    *

    أَبَى الضَّيمَ ،إِنَّ الْجَيشَ صالَ بِنَخْوَةٍ

    وَقَدْ فَرَّتِ الْأَعْداءُ وَالشَّعْبُ حاشِدُ

    *

    مِنَ الْبَصْرَةِ الْفَيحاءِ ثارَتْ حُشودُنا

    إِلى نَيْنَوى الْحَدْباءِ تَجْري الرَّوافِدُ

    * 

    وَمِنْ نَجَفِ الْفَتْوى أُذِيعَ جَوابُنا

    وَيَومُ الْوَغى لِلنَّصْرِ مِنْها شَواهِدُ

    *

    وَكَمْ حاوَلَ الْأَعْداءُ كَبْحَ جِماحِنا

    أَما عَلِمُوا صَوتَ الْحُسَينِ يُناشِدُ

    *

    أَقُولُ لِمَنْ رامَ الْعِراقَ مُناوِئاً

    أَلَسْتَ الَّذي قَدْ أَرْعَبَتْهُ الْمَراقِدُ

    *

    وَقَدْ كانَ بِالْأَمْسِ الْعِراقُ مُوَحَّداً

    وَإِنَّ الْعِراقَ الْيَومَ لاشَكَّ واحِدُ

    *

      

     

     

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: زهرة البلدان ..قصيدة بقلم : الشاعر العراقى ضمد كاظم الوسمي Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top