تمر السنون والأعوام ومايتبعها من شهورٍ وأسابيع وأيام وحتى ساعات ودقائق .
وتمر أيضاً وعبر هذه المواقيت مواقف ، منها مايسر ومنها مايحزن وكلاهما يقيناً
سينحسر .
وقيل عند البعض أن الحياة دمعة وإبتسامة ، وقيل
أيضا أنها أيام يوم لك فلا تبطر ويوم عليك فأصبر ، وجميع ماذُكر هو في النتيجة
إنقضاء للمواقيت ، قَرُبَت أم بَعُدت ، ولم يبقَ إلاّ الذِكر الذي يخزنوه ، طيباً
كان أم عكس ذلك .
وقيل أيضاً العمر ك قطار له سكة
يسير عليها ومحطات عندها يتوقف ، وكأنها حوادث الزمن التي عندها نختلف تارةً أو
نتفق في أخرى أو نتصارع أو يكون الوئام نتيجة وهوية .
الحديث عن دنيا زائلة لامحالة وإن جري
الإنسان فيها ك جري الوحوش الضارية في البرية لا يحصل من شيء إلاّ ماقسمه الله تعالى
له ، فإن قنع بذلك ورضي به فهو في عيشةٍ هانئة وإن لم يقنع فيبقى يلهث ولا يجد
ضالته أبدا.
كم من أناس قدّموا أعز مايملكون للناس والوطن
، وكم من آخرين أخذوا من الناس مايملكون ومن الوطن ؟ ففي الأولى رحمة وإيمان
وإستجداء لمرضاة إلله وليس غير ذلك . وفي الثانية نفاق وخراب وأذية للعباد وأذية
للوطن .
قطار العمر يمضي ويعبر المحطات ، طالت مسافته
أم قصرت ، وزاد عدد محطاته أم قلّت ، ولكل محطةٍ قصة ولكل قصة أبطال أصلاء
ومنافقين جبناء ، وممثلين آخرين إختلفت أدوارهم ، وكذا الحال هناك المخرج والمنتج
والسيناريست والمصور والمؤرشف و.....الخ من اصحاب الأدوار يركضون نحو اليمين مرة
وبأخرى نحو الشمال ليلتقطوا ما تناثر مما تركت هذه القصص وتعلنها للملأٍ في وقتٍ
آخر ولو بعد حين ليكون عبرة لأولي الألباب.
طوبى للذين كتبوا التاريخ تاريخ
البلاد وشعبها بأحرف من نور . وطوبى لمن رسم صورة جميلة طيبة للمستقبل وهو جالس
تحت أفياء شجرة وارفة الظلال.
0 comments:
إرسال تعليق