اليوم العالمي للمراة .. بقلم : صالح علي الجبري

 

 رايت اليوم العجب الذي نراه ونسمعه عند كل مناسبة يتحدث فيها مثقفونا عن المرأة بالكلام الأجوف الذي يُراد به اظهار فضل المرأة فيظهر عكس ذلك؛ لأن الكلام الذي لا ينبع من عاطفة صادقة يتجلى فيه الزيف مهما بولغ فيه، فعبارة مثل "إن المرأة هي الأم والأخت والزوجة.." والتي يرددها كبار المثقفين

وعامة الناس في مثل هذه المناسبة، لا تدل إلا على أن قائلها فسر الماء بالماء، لا تشير هذه العبارة لفضل المرأة بقدر وشايتها بضآلة فضلها في نفس المتحدث، فبعد أن فكر وشحذ بلاغته قال لنا ما يعرفه الطفل ذو الخمس سنين

ومثل تلك العبارة قولهم " إن المرأة نصف المجتمع" وهي حقيقة صافية، مثل صفائها من المدح،وقد يخيل لك أن كاتبها اكتشف الذرة لا المرأة، ففي منشور واحد يذكر لك إن المرأة موجودة ويذكر هذه الحقيقة بأكثر من طريقة، وتبدو له عظمة المرأة في أن إحداهن كانت ملكة قبل آلاف السنين!

إن المقام الذي يستدعي الإطراء والمدح ثم لا تكون فيه غير الحقائق هو مقام للذم أقرب منه للمدح. ما أجمل اللغة وهي تستعصي على التعبير المزيف، لتدلنا على مكانة المرأة الحقيقية في مجتمعنا: إنها موجودة!

مارس 09, 2022