• اخر الاخبار

    السبت، 9 يناير 2021

    أ.د. أحلام الحسن تواصل كتابة سلسلة مقالاتها عن :كيف أعدّ نفسي لكتابة الشعر.." لغةُ التّرميز الأدبي "..الحلقة / 9

      



    " لغةُ التّرميز الأدبي "
    التّرميز لغة :
    تعددت التعريفات له لكنها تنصب في الأخير في مصبّ ٍ واحدٍ وهو الإشارة بكلماتٍ محدودةٍ واضحةٍ لمعانٍ غير واضحةٍ في القصيدة وبعيدة لفظيًا عن كلمات النّص، حيث تكون الكلمات مجرد إشاراتٍ لما أخفاه الشاعر في نفسه من أمره، وعلى المتلقّي والقارئ فكّ شفراتها ،فالعملية متبادلةٌ بين الشاعر أو القاص وبين القارئ ، فالأديب بأسلوبه الأدبي واللغوي في الترميز والمتلقّي بفطنته وحذاقته في فك التّشفير .
    وقد تستخدم لغة الترميز باليد والإشارة أو بالعين في غير النصوص الأدبية، كما تستخدم لغة التّرميز كشفراتٍ في الحروب والتجارة، أو الرسائل التي يُخشى عليها من معرفة مافيها.
    فالتّرميزُ الأدبيُ هو عبارةٌ عن إشارةٍ لفظيةٍ حسّية لقصيدةٍ خفيّةٍ خلف القصيدة الحسّية الملموسة.
    عملية الإيحاء :
    إنّ للإيحاءات والذبذبات طاقاتها الإيجابية والتي تنتقل من فكر وروح الشاعر إلى روح وفكر المتلقّي وفقًا لوعي ومدارك ذاك المتلقّي ، وقد يرسم لها صورةً مغايرةً تمامًا للصورة الذهنية التي عند الشاعر المتكونة من عدّة إيحاءاتٍ وغموضٍ يرى الشاعر ضرورته لأكثر من سبب.
    27
    ______________________________________________________
    أستخدم الكثير من الشّعراء لغة الإيحاء كوسيلةٍ لإيصال رسالةٍ لفئةٍ من الناس أو لإضافة جمالياتٍ بلاغيةٍ على قصائدهم تثير فيها الغموض وحبّ الإستكشاف والبحث عند القارئ عن تأويلات هذه القصيدة وعن رؤى الشاعر المخفية.
    إنّ لإسلوب الإيحاء نزعة حضارية وطفرة أدبية تجسّد وترسم مدى المعأناة والجراح والمظلومية المكبوتة عند الشاعر أو عند الأمّة، إنّها لغة قمّة الألم والصراع بين البوح وعدمه.
    ولقد استدعت عدّة عوامل وأسبابٍ لاستخدام الشعراء لغة الإيحاء من تلك العوامل :
    ١- الإضطهاد والضغوطات السياسية أو النفسية أو الإجتماعية أو الأسرية.
    ٢- الإبداع ومحاولة القدرة على الحداثة البلاغية من خلال لغة الترميز .
    ٣- القصائد الإيحائية نوعٌ من القصائد القابلة للتأويلات المتعددة، وهو تدفّقٌ شعوريٌ ينفجر في حالة العنفوان الشّعري خاصة فيعطيها طعمًا أدبيًّا مختلفًا وأكثر جمالا.
    ٤- إسلوب الإيحاء في القصيدة لا يكتبه إلاّ شاعرٌ متمكّنٌ له قدرته الأدبية والبلاغية، والأبيات الإيحائية أو القصيدة تحتاج أيضًا لمتلقٍ وقارئ ⁦ٍمبدعٍ لديه المكنة اللغوية، والثقافية، والتّشفيرية .
    ٥- قد يحتاج الأمر أحيانًا لشرح بعض المفردات في هامش الكتاب ، إلاّ أنه ليس من المستحسن فكّ الرموز أو الإشارة إلى المعاني المخفية .
    ءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء
    المصدر / كتاب السبيل إلى بحور الخليل" كيف أعدّ نفسي لكتابة الشعر "
    أ.د. أحلام الحسن
    الحقوق محفوظة يمنع النسخ
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: أ.د. أحلام الحسن تواصل كتابة سلسلة مقالاتها عن :كيف أعدّ نفسي لكتابة الشعر.." لغةُ التّرميز الأدبي "..الحلقة / 9 Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top