• اخر الاخبار

    الاثنين، 30 ديسمبر 2019

    حسن بخيت يكتب عن : " هل تنتهي السنوات العجاف على الوطن العربي في 2020 ؟

    حسن بخيت يكتب عن : " هل تنتهي السنوات العجاف على الوطن العربي في 2020 ؟

    ساعات معدودات وتنتهي 2019، لتكتمل بإنتهائها تسع سنوات عجاف مرت بها الأمة العربية، ورأي الناس فيها من الضيق والكرب والبلاء ما رأوا ، ففي مثل هذه الأيام ، وقبل تسع سنوات مضت ، وتحديدا في 17 ديسمبر/كانون الأول عام 2010م _ قام الشاب التونسي الطيب " محمد البوعزيزي " بإضرام النار في نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد التونسية احتجاجاً على مصادرة السلطات البلدية في مدينة سيدي بوزيد لعربة كان يبيع عليها الخضار والفواكه لكسب رزقه، وللتنديد برفض سلطات المحافظة قبول شكوى أراد تقديمها في حق الشرطية " فادية حمدي " التي صفعته أمام الملأ وقالت له: (بالفرنسية: Dégage) أي "ارحل" ، فأصبحت هذه الكلمة شعار الثورة للإطاحة بالرئيس التونسي ، وأصبحت كذلك شعار الثورات العربية المتلاحقة ، وأدى ذلك لإنتفاضات شعبية وثورات دامية .

    سبحان الله : صفعة واحدة لمواطن بسيط من شرطية متهورة تبدأ معها سيل الدماء والدمار والخراب ، والموت والقتل ، وظهر تعصب وإرهاب في كل مكان ليحصد ارواح الأبرياء ، وانطلق ما سمى " بالربيع العربي " جالبا معه أحداثا" كارثية إلى معظم الدول العربية ، خاصة وأن انطلاق هذا الربيع كان متزامن بظهور تبعات الأزمة المالية العالمية علي الإقتصاد بصفة عامة ، والأزمة الإقتصادية الخليجية بصفة خاصة ، وما لحق بأسعار النفط في تلك السنوات العجاف ، والتى وصلت إلى مستويات قاسية .
    ونكتشف في النهاية : كم كانت هذه السنوات قاسية علي الأمة العربية وإقتصادها ، ليموت "بوعزيزي" بعد 18 يوما من إشعال النار في جسده ، ليضرم من بعده أكثر من 60 مواطنا عربيا النار في أنفسهم لأسباب إجتماعية وإقتصادية متشابهة تقليدا لاحتجاج البوعزيزي ، لكن بدون فائدة ، فقد ازدادت الاوضاع الاقتصادية والمعيشية سوءا ، لينتهى الربيع العربي إلى سقوط دول صاحبة حضارة وتاريخ فى مستنقع الخلافات الطائفية و الإرهاب الأسود الذي دمر سلامها الإجتماعى وإستقرارها السياسي ، ولتكن العراق وسوريا خير مثال لتلك الدول التى نسف بها هذا الربيع المزعوم، فلننظر إلى الضحايا ولننظر إلى الفجوة الإجتماعية التى حدثت بين مكونات المجتمع الواحد وبين أبناء الطائفة الواحدة ، صنعتها أيادي خارجية خبيثة وساهم فى تنفيذها عملاء من الداخل لايفهمون قيمة الوطن ولا يدركون فداحة خسارة الأوطان، وبالتأكيد لاننسى ما حصدته ليبيا واليمن من كوارث ومصائب جراء ما خلفه الربيع العربي، وباتت هذه الدول ملجأ للارهابين بعدما كانت مثالا للدول الأمنة المستقرة ،ومصدر الدعم المالي للمنطقة العربية كاملة ، وكانت قبلة لطلاب العلم و مجمعا للادباء والمثقفيين والشعراء .
    أما عندما أتحدث عن السنوات العجاف بمصرنا الحبيبة ، فإننى أري أنها مرت علي خير بفضل من الله ورعايته وحفظه لمصر العظيمة ،وبسبب ترابط أبناء مصر الأوفياء " فهم في رباط إلى يوم الدين ، وواجه الشعب عواصف الثورات والإحتجاجات المتوالية بكل ذكاء و تفادى ، وبكل حكمة و دهاء، ولا عجب في ذلك ، فإنها ثقافة المصريين ، ووطنية أبناء الشعب المصري العظيم ، الذي يستشعر الخطر عند الأزمات، فيهب و يستفيق و يعيد وحدة الصف من أجل التصدى و إنقاذ الوطن ، ليكون شعبا واحد متحاب مسالم لافرق بين طائفة و آخري،ولا ديانة وأخرى ، الهدف الأساسي هو وحدة الوطن و عدم سقوطه ، فان ضاع الوطن ، فاين يكون العيش الكريم؟ فالوطن هو أرض العزة و الكرامة، فكرامتنا مصانة في بيوت أوطاننا تصديقا للمثل الشعبي " من خرج من داره إنقل مقداره"
    وبإذن الله تعالى- ستأتي أعوام الرخاء، ودعونا نتفائل ب2020 ، فالتفائل لا يأتي الا بالخير ، لأننا بالفعل نحتاج إلى تفائل ، والتفائل يولد طاقة إيجابية وبهجة لمقاومة اليأس والإحباط الذى خيم علي معظم فئات الشعب علي مدى السنوات العجاف التى مرت بها مصرنا الحبيبة ، ومحاولة أعداء مصر فى الداخل والخارج إشاعة اليأس والإحباط بين أفراد المجتمع، لنشر الخمول والفوضي ، عن طريق وسائل إعلامهم من ناحية ، ووسائل التواصل الإجتماعي من ناحية أخري، مستغلين الظروف الاقتصادية والمعاناة المعيشية للمواطنين في فترة حرجة كانت تعاني منها مصر لأسباب عديدة، بجانب العمليات الإرهابية الخسيسة التى تحدث من حين إلى آخر ، والتى يقوم بها الخونة وأعداء الوطن لنشر الفوضي ، وتأخير عجلة التطور وزعزعة الإستقرار .
    وأختم مقالي برسالتين لكل شباب الأمة العربية :
    رسالتي الأولى للشباب العربي في الدول التي تجاوزت العاصفة ، وكتب الله لها أن تنجو من الدمار والتمزق ، ‬احذروا‭ ... ‬انتبهوا‭... ‬افيقوا‭.. ‬ دولكم ‬وحدها‭ ‬لن‭ ‬تستطع‭ ‬بمفردها‭.. ‬فهي‭ ‬بكم‭ ‬لأنها‭ ‬منكم‭ ‬ولكم‭.. ‬
    حافظوا على دولكم .....
    حافظوا على وحدتكم .....
    حافظوا‭ ‬على‭ ‬مؤسساتكم‭... ‬
    حافظوا‭ ‬على‭ ‬جيوشكم .... ‬
    حافظوا علي أمنكم ......
    حافظوا‭ ‬على‭ ‬نعمة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬التي‭ ‬أنعم‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬عليكم ، والتي‭ ‬يحسدكم‭ ‬عليها‭ ‬أعداءكم ، ‬ويحاولون بكل جهد‭ ‬أن‭ ‬يجردوكم‭ ‬منها‭.. ‬ويجرجروكم‭ ‬عنها‭.
    ولا تكونوا كأصحاب القرية التي كانت أمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان ، فكفرت بأنعم الله .. ونتيجة لكفرها وجحودها النعم ، كان العقاب الأليم " فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون "
    أما رسالتي الثانية فهي للشباب العربي في الدول المنكوبة ، والتي وقعت ضحية الربيع المشؤوم ، لا تيأسوا ولا تحزنوا ، فنحن أمة عربية خالدة..نحن أمة باقية ما بقيت الدنيا..نحن أمة أملها يتجدد..شبابها يتجدد..روحها تتجدد..كتب الله لها أن تبقى ما بقيت الأرض ، نحن أمة كتبت لها الحياة ، تمرض أحيانا ولكنها لا تموت أبدا مهما عصفت من حولها العواصف ومهما تكالب عليها الأعداء والخونة ...
    حفظ الله مصر والأمة العربية من كل سوء ومكروه
     
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: حسن بخيت يكتب عن : " هل تنتهي السنوات العجاف على الوطن العربي في 2020 ؟ Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top