كأس
وقفت كثيرا امام كلمة كأس فى القرآن والفرق بينها وبين الكوب خاصة فى قوله تعالى وكأسا دهاقا واسأله تعالى العلم والاخلاص
اذن كأس فى القرآن ترتبط بالشراب عامة ماءا او لبنا او خمرا او زنجبيلا او غيرها
دهاقا
كلمة عجيبة تستثير الحواس والعقل والوجدان لنتعرف عليها فما الدهق ؟ وما علاقة الدهق بالكأس وهل له علاقة بطبيعة المشروب الذى فى الكأس ....فهناك كأسا من معين والمعين الماء العذب لكن ليس له طبيعة الدهق !!!!!!!! والزنجبيل والكافور كذلك ولذلك لكى نفهم الدهق نقرأ الآية الكريمة فى سورة الطور وانتبه واربط بينها وبين أيات سورة النبأ....
فى سورة الطور ....
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (17) فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (18) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (19) مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (20) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21) وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (22) يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ
....لاحظ هذه الآيات الكريمة وهى تتحدث عن المتقين وهم يتنازعون اى يتبادلون فيما بينهم الكأس وفيه كما قلت لحضراتكم شرابا ولا تنسى كأسا دهاقا ....وقبل ان اشرح كلمة دهاقا انظر لسورة النبأ
....
إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا
......ونلاحظ ما يلى
....المتقون. فى السورتين
...الحور العين فى الطور و( كواعب اترابا ) فى النبأ
...كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم اى لا لغو ولا اثم فى الجنة ...
وفى سورة النبأ لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا ...
وهنا اللغو والتأثيم لا علاقة لهما بالكأس ولكن لها علاقة وثيقة بالجنة التى ليس فيها لغو ولا كذابا ولا تأثيم ..
والدهق له معان عدة منها ...
المتابعة والافراغ والملء
والدهدقة ...دوران البضع فى القدر اذا غلت تراها تعلو مرة وتسفل مرة
اذن الدهق هو امتلاء مع حركة ودوران ...
وارى المشهد بتناول اهل الجنة بعضهم البعض الكأس وهو ما فسرته سورة الطور فى قوله يتنازعون والتى تفيد الحركة والدوران
اذن الكأس والله اعلم فيه شراب يفور جمالا وروعة تشتهى النفس له لمجرد رؤيته وهو ما اخذته من احدى معان الدهق وهو العلو مرة وللاسفل مرة اخرى وكأنها الخمر التى قال الله عنها لذة للشاربين والمعنى الاخر للدهق المتابعة والافراغ فيما بين اهل الجنة بعضهم البعض ولكن ليعلم الناس ان خمر الدنيا ليست كخمر الجنة فلا يصدعون عنها ولا ينزفون ...
الملخص ...
الكأس يسمى كأسا عند وجود الشراب فيه
دهاقا ...تفيد شرابا ممتلأ مع فوران فيه لذة للشاربين مما يجعلهم يتنازعون اى يتداولون هذا الكأس فيما بينهم
....والله تعالى اعلم ..واسأله تعالى ان يعلمنا
0 comments:
إرسال تعليق