من طرقات العراق المجيد وأروقة أدبائه المبدعين لنا وقفةٌ مع الكاتب والشاعر أبو أشرف الخفاجي في سمفونيته الأدبية الرائعة المركّبة تركيبًا أدبيًا رائعًا في سطورٍ نثريةٍ قصصية تلفت انتباه القارئ ليقف مندهشًا أمام مفرداتها الهادفة الرؤى ..
متعبون..
تأكل عيوننا.. الذئاب البشرية
وعيون المخبر السري..في المقهى،
وفي الشارع .. ترقبنا عين الشرطي الحجرية ..
يتقن الكر والفر ..والبسمة المتحذلقة
البسمة الكاذبة ..
وهو يتقن التلاقي مع العابرين..
مع الناس .. بالأوجه الستة ،السبعة،العشرة
حين أرهقني الجلوس الطويل ..
حملت ما عندهم.. وسرت
الحزن أفدح ما حملت
وكانت الوجوه رغم أثقالي..تلاطفني!
جالسنا الأرصفة.. لعل الرقيب يغفلنا..
وأحتمينا من العيون ونارها.. بأبتسامات كاذبة..
لا مفر من المقهى.. بقينا انا وانت !
جلست .. وكان الحزن أثقل حمولتي
وكان وجهك يحتسي تعبي
حين تفرقوا ..
احتمى المقهى من الرواد ..بالصمت
بالحديث..بالدخان..وبالحسابات
طلبت قدحين من الشاي..
استفاق فضول نادل المقهى..
كيف طلبت أثنين وأنت واحد ..
قلت له .. أن ((المحاويل ))..جالسة معي
وشربنا .. لم نشرب نخبا
كانت صامتة .. متعبة،
ورأيت الصمت يسامرنا..يتناول كرسيا
الصمت أسارير تحكى !
ولسان من نار ..
ويدان من فولاذ..
وراح الصمت يشد .. وراح الجرح يسيل
ومقهى ( عجاج ) .. لاتشاركنا تلك السهره!!
كانت المدينة .. جالسة .. متعبة .. تلفها الآهات
عن كل الناس تحدثنا.. عن صومعات الموت المشرعة
وأطل الحزن .. فأوسعنا له مكانا
وبقينا نشرب شايا مرآ .. إلى اليوم النالي
غادرنا..وبقي المقهى مجبرا في مكانه
يتدفأ بنار الجياع .. ووشاية المخبر
ويعيش على أنات المتعبين..
لا حول له ولا قوة !!!
0 comments:
إرسال تعليق