• اخر الاخبار

    الخميس، 27 يونيو 2019

    "الزمان المصرى" تواصل نشر.. سلسلة نجوم في سماء القومية العربية  .. الحلقة الثانية .. لحظات التهور والبطولة بين الشموخ وجنون العظمة ..بقلم المؤرخ والشاعر : طارق فريد . 


     "الزمان المصرى" تواصل نشر.. سلسلة نجوم في سماء القومية العربية  .. الحلقة الثانية .. لحظات التهور والبطولة بين الشموخ وجنون العظمة ..بقلم المؤرخ والشاعر : طارق فريد . 

    أتناول معكم في هذه الحلقة بعض الذكريات التي عشتها في الجمهورية العربية الليبية قبل ان تتحول الي الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمي عام 1979ولا يختلف احد على كاريزما شخصية العقيد القذافي (رحمه الله) في شموخه وهو ينظر الي الاعلي سواء كان واقفا او جالسا فكانت له نظرة ترعبك ان نظر لك لا تستطيع ان تطيل النظر الي عيناه . تبدو عليه علامات الاستبداد والسيطرة .. لكنه في نفس الوقت خفيف الظل يضحك ويعلق بسخرية بطريقة تجعلك تحبه.. تستطيع ان تنال رضاه لو ذكرت اسم فيدل كاسترو او نلسون مانديلا بل وتستطيع ان تنال كل الخير ان عرجت علي سيرة جمال عبد الناصر فقد كان عاشقا له فهو مثله الأعلي في كل شئ .. كان ناصر الوقود الذي يحرك القذافي في كل خطواته التحررية ضد الاستعمار والامبريالية في القارة السمراء وهو صاحب الهتاف الشهير ( طُز طُز في أمريكا ) .وأنفق معمر القذافي المليارات علي النيجر وجزر القمر وتشاد و فولتا العليا وجزيرة ومالطا قبل ان تتحول الي بوركينا فاسو وغيرها من دول افريقيا وامريكا اللاتينية ولم يكتفي بذلك بل ناهض الولايات المتحدة وانجلترا وفرنسا علنا قبل ان يتورط لاحقا في حربه مع تشاد من اجل اليورانيوم جنوب منطقة مرتفعات تبستي ..
    كان القذافي بداخله ناصر آخر يحركه ويدفعه الي المزيد من اجل تحقيق القومية والوحدة العربية وكان يفخر بمقولة عبد الناصر للاعلام عند انتهاء احدي زياراته لليبيا (( أترككم وانا اقول ان اخي معمر القذافي هو الامين الاول على القومية والوحدة العربية )) هذه المقولة ظلت مكتوبة تحت صور عبد الناصر لسنوات طويلة كأنها وصية الزعيم الخالد للشعوب العربية لتزين جدران الشوارع والمطارات والمؤسسات الليبية الحكومية وبالفعل خرج القذافي اكثر من مرة وقاد مسيرة لهدم الحدود الليبيبة التونسية وكذلك الحدود المصرية ليفرض على الدولتان وحدة تجعله زعيما للمنطقة فكان طبيعيا صدامه مع الرئيس السادات الذي دائما ماكان يصفه بالولد المجنون حتى قبل زيارته الي اسرائيل ..
    ولي هنا موقف لا انساه طوال حيااتي في جامعة قاريونس ببنغازي عندما كنت ادرس بها في اواخر السبعينيات وبعد كامب ديفيد كنا ليلا نتسامر بعد تناول العشاء في باحة المدينة الجامعية المطلة على شاطي المتوسط وكان من بين اصدقائي شباب من جنسيات عربية وافريقية , كانت الساعة تقارب بعد العاشرة مساء فدخلنا الي الصالة الرياضية لنلعب تنس الطاولة ولم تمض سوى ربع ساعة وبينما كنت اقف وخلفي باب الصالة وامامي طاولة التنس ضرب زميلي كرة البنغ بونغ ضربة قوية فذهبت وراءها واذا الباب يفتح واري امامي معمر القذافي وكان معه عبد السلام جلود الذي لم التفت اليه نهائيا لاني تسمرت في مكاني امامه لا اعرف ماذا اقول لكنه ابتسم لي ووجدتني أمد له يدي لأنال شرف مصافحته ,لكن الذي انقذني من هذا الموقف الذي تبللت فيه عرقا من قوة الصدمة والمفاجأة واعتقد انه شعر بحالتي ولذلك تبسم لي قائلا بصوت عال كيف حالكم؟ وقبل ان اجيبه تعالت صيحات كل من في الصالة الرياضية ( الفاتح ثورة شعبية ..الفاتح ضد الرجعية ) في لحظة كان الجميع من حوله عند باب الصالة الرياضية لكنه تحدث مقاطعا للهتاف وقال: جئت اطمئن عليكم فالوقت تأخر ولا داعي للهتاف وسألنا ان كانت لنا حاجة او طلبات اوشكاوي من الخدمة في المدينة الجامعية والحق اننا كنا مرفهين ومحاطين بكل الخدمات ..
    ولم تستمر زيارته لاكثر من خمس دقائق ثم ودعنا وانصرف بسيارته البيجو الخضراء 504 بدون حراسة الا من عبد السلام جلود رئيس الوزراء في ذلك الوقت ونائبه .. اما انا فقد كنت اتوجس شرا من برودة موقفي عند رؤيته والأوقع انه خوف منه فقد كنت من عشاق الرئيس السادات واستمع الي كل خطاباته باذاعة صوت العرب وكنت اخشي من موقفه تجاه الطلاب المصرين لكن ابتسامته كانت حصنا امينا لي كلما شردت بخيالي وانا ابن العشرين يافعا اعود وابتسم مما جري ...
    وطوال فترة السبعينات وحتى منتصف الثمانينات كان القذافي محبوبا من شعبه خاصة من الشباب وكنت قد اوضحت في الحلقة الاولي كيف كانت قومية القذافي تجاه الشعوب العربية وتجاه الطلاب العرب ورغم ان العلاقات كانت مقطوعة بين مصر وليبيا ظللنا ننعم بامتيازات لا تجدها في دولة اخري لكن احداثا اخري وقعت سأذكرها لاحقا جعلتني أقرر العودة الي القاهرة لتكملة دراستي بجامعة عين شمس ...لذلك سأنتقل الي جانب التهور والعظمة في حياة القذافي في الحلقة الثالثة فانتظروني ... مع خالص تحياتي المؤرخ والشاعر \ طارق فريد...
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: "الزمان المصرى" تواصل نشر.. سلسلة نجوم في سماء القومية العربية  .. الحلقة الثانية .. لحظات التهور والبطولة بين الشموخ وجنون العظمة ..بقلم المؤرخ والشاعر : طارق فريد .  Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top