• اخر الاخبار

    الجمعة، 3 مايو 2019

    حسن بخيت يكتب عن : السعادة ما بين الحقيقة والوهم .

    حسن بخيت يكتب عن : السعادة ما بين الحقيقة والوهم .


    كثيرا" ما نأمل أن نعيش ونرجوا الله أن يزيد فى أعمارنا ، بالرغم من أننا نسمع ونرى كل يوم عن أشخاص وقد غادروا الحياة من دون موعد سابق ؛ وقد كانوا يمارسون حياتهم معنا منذ لحظات ' وربما كان الأمل فى الحياة يسيطر على مخيلتهم .
    فتتعجب من الذين ينظرون للحياة نظرة تشائم ويعيشون حياة القبور ؛ يشتكون ' ويلومون ' وينشرون إحباطهم فى كل مكان ليصيب غيرهم من الناس ،رغم أنهم يأملون ان يطيل الله فى أعمارهم فى الدنيا على الرغم انهم لم يعيشوا لحظتهم ولم يسعدوا بحياتهم .
    فالحياة ليست كآبة مطلقة ' ولا فرحة دائمة ' فهى مزيج من الفرح والمعاناة ، ومن ينظر إلى الحياة بنظرة المتفائل سيعيش الحياة بكل ما فيها من جمال ومتعة ، فقد تسود الدنيا فى أعيننا للحظات ونشعر أن كل شىء من حولنا لا يمثل لنا أى سعادة ، فالإنسان بطبعه الملل والتحول والتبدل، لأنه متقلب ، لا يستقر على حال ، ولايقنع بما عنده وإن كان جميلا" ، يشعر أن السعادة كل السعادة في بيوت وعمارات وسيارة وأموال وزوجة جميلة مطيعة وبنين وبنات وسلطة وسيطرة ، فما أن يمتلك هذا أو بعضه ، حتي يمله ويرى السعادة في شيء أخر ! ويريد أن يمتلك ما في يد غيره من نعم أنعم الله بها عليه، حتي لو عنده مثلها ، لأنه يريد الأفضل والأكثر ، فما أن تحقق له ذلك وحصل على مراده ، تجده يرى غير ما كان يرى ، ويريد غير ما كان يريد من قبل .
    --لكن لا عجب في ذلك : فالإنسان لا بقليل يقنع ولا بكثير يشبع- فبني إسرائيل ملت أنفسهم المن والسلوى مطالبين بالثوم والبصل عوضاً عنه !!
    وقوم سبأ دعوا الله أن يباعد بينهم وبين أسفارهم وكانوا قبل يتنقلون في امن واطمئنان من رغد العيش وطيّب العافية فسئموها وطلبوا التعب والنكد !!
    فالسعادة لا تهبط علينا من السماء ، بل نحن نزرعها فى الأرض، ومن كان ينتظر الحصول على كل شىء ليصبح سعيدا ، فلن يحصل على السعادة فى أى شىء ، فليست السعادة أن لا تمر بالألام وأن لا تواجه الصعاب ، بل السعادة ان تواجه الصعاب والألام ، وكلما كان قلب الإنسان عامرا بحب الله ، فيعيش المرء في سعادة ، لأن السعادة طاقة من الرّضا تقبل الواقع؛ لأنّه إرادة الله، وتعمل على تحسينه بالأسباب الّتي خلقها الله لنا لتحسين أوضاعنا في الكون .
    ولفظ السعادة لم يرد في القرآن سوى في سورة هود “عليه السلام” حيث قال تعالى “يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ * فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ * وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ”.
    نسأل الله أن يبلغنا شهر رمضان ، ونسعد بصيامه وقيامه
     
     
     
     
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: حسن بخيت يكتب عن : السعادة ما بين الحقيقة والوهم . Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top