عندما نتأمل القرآن الكريم نلاحظ أن الله قد هددنا حينا بالعقاب ووعدنا حينا آخر بالمكافأة والجائزة وعلى قدر أعمالنا يكون الجزاء والعقاب. وهكذا يتأكد لنا أن حياتنا مبنية على الجزاء والعقاب.
وللحقيقة فان الجزاء يفرض نفسه علينا وكذلك العقاب وذلك من خلال النتائج التي نحصدها في نهاية أعمالنا نتائج حتمية لا نقدر على الفكاك منها. هذه النتائج هي نتائج إلهية ورد فعل من الله عز وجل. هذه مكافآت وعقابات سماوية من خلالها يتوعد الله عباده بالنار إن اخطأوا وبالجنة إن أحسنوا. ولكن أين نحن من العقاب والجزاء في الحياة وعلى الأرض؟!
والعقاب سن لكي يرتدع المخطئ ويكف عن الخطأ والمكافأة جعلت لكي تحفز صاحبها على المزيد ولكي ترضيه وتحسسه بالسعادة. المكافأة تشعر صاحبها بأن تعبه لم يذهب سدىً مما يجعله يحس بأهميته وجدواه.
لو نتمعن جيدا في حياتنا اليومية لوجدناها قائمة على العقاب والجزاء صغيرا كان أم كبيرا ونحن دون أن نشعر نبني يومياتنا على العقاب والجزاء وعندما يعمل الواحد منا عملا جيدا تراه ينتظر الجزاء بفارغ الصبر ويتوقعه كذلك.
إذن من والملاحظ أن العقاب قد طغى على الجزاء الذي نتجاهله في غالب الأحيان. فكلمة الشكر والامتنان هي جزاء يرضي القائم بالفعل الكريم والمفيد ولها تأثير على صاحبه ما يدفعه إلى المزيد من العمل.
إذن إلى أي مدى نحن بحاجة إلى الجائزة والمكافأة والى أي مدى هذا الإنسان مطالب بتقديمها إلى من يستحق. أنها ضرورة تبنى عليها الحياة وبها تكون صالحة ومهمة.
الجائزة هي مصدر السعادة لصاحبها وهي كذلك المحفز على التنافس النظيف وحب العمل. فالعامل المجتهد في أي مؤسسة له الحق في نيل جائزة شكرا له وعرفانا بما قدم من عمل جيد. ومن الخطأ ألا نكرم إلا الدكاترة والفنانين وأصحاب المراتب العليا.
حري بنا أن نهتم كذلك بالعامل البسيط وان نكرمه عندما يستحق ذلك. منح الجوائز للعاملين هو دفع للعمل خاصة إن منحت تلك الجوائز خلال احتفال وحضور للجميع. وللحقيقة أن المؤسسات الذكية فقط هي التي تهتم بعمالها بالتفكير فيهم لان في ذلك زيادة للإنتاج ودفع للنجاح.
ولكن يجب علينا أن نسن جوائز للأخلاق الحميدة في كل مكان وخاصة في المؤسسات التربوية حتى يدرك أولادنا أهمية الأخلاق ومكارمها
طوبى لكل مؤسسة تهتم بعناصرها وتسعدهم بالتكريم والمكافأة.
0 comments:
إرسال تعليق