ثمار الخاطر هو كتابى الأول والذى أعتز به كثيرا لأنه كان بداية طريقى إلى الكتابة وهو عبارة عن مجموعة من المقالات الاجتماعية والتى أراعى فيها الاختصار مع قوة الفكرة قدر الإمكان وتلك هى مدرستى فى الكتابة حيث لا أميل إلى الإطالة التى تكون مملة فى بعض الأحيان إلا إذا كانت هناك ضرورة لذلك ، وذلك ما فعلته فى مقدمة الكتاب فقط نظرا لأنها شارحة له ، ولأنها سلسلة مقالات من كتاب فلابد أن يكون المقال الأول عبارة عن مقدمة الكتاب ، وقد اخترت أن يكون ذلك بشكل أسبوعي من خلال جريدتنا المتألقة والواعدة (الزمان المصرى)
(مقدمة الكتاب)
عزيزى القارئ ، فى البداية أود أن أتوجه إليك بخالص الشكر على قراءتك لكتابى المتواضع وأدعو الله ألا يكون وقتا ضائعا بالنسبة لك وأن تجد فيه ما يفيد ، وقد أسميت هذا الكتاب ثمار الخاطر لأنه عبارة عن مجموعة من الخواطر جالات برأسى فأردت أن أكتبها فى صورة مقالات مقتضبة ،وقد تعمدت عدم الإطالة لأنها غير مفيدة دائما خاصة إن كان من الممكن إيصال الفكرة بدونها ، وبالمناسبة هذه المقالات كتبت قبل ما يسمى بالربيع العربى وكأننى كنت فى إنتظار ثورة تغيير ، لما أراه من سلبيات فى حياتنا.
وعندما أتت الثورات على عالمنا العربى ظننت أنه لا حاجة لما كتبته لأن الوضع سيتغير تلقائيا ، خاصة وأن تلك الثورات لم تقم إلا من أجل التغيير ولكنى وجدت غير ذلك تماما وأرى أننا ما زلنا بحاجة إلى ثورة ولكنها ليست سياسية وإنما أخلاقية يقوم بها كل واحد منا على نفسه حتى يتغير واقعنا إلى الأفضل ، وستجد عزيزى القارئ اننى أتناول موضوعات مختلفة ولكنها فى النهاية تخص حياتنا الإنسانية وإذا كان هناك من الموضوعات مالا يخص فئة معينة ستجد هذه الفئة ما يخصها من المؤكد فى موضوعات أخرى .
إن كتابى هذا غير موجه لأصحاب فكر معين أو أصحاب دين معين وإن كانت هناك فى بعض الموضوعات صبغة إسلامية وهذا لأننى مسلم وهذه ثقافتى وأعتز بها ، ولكنى أتحدث فى هذه الموضوعات عن قيم ومبادئ إنسانية عليا لا أر أنها تختلف فى الإسلام عن غيرها من الديانات السماوية الأخرى ، لأن الفطرة السوية واحدة والمبادئ الإنسانية واحدة فى كل مكان وعند كل الناس ، وإن كنت فى بعض الموضوعات قد ركزت على مشاكل مجتمعية خاصة بمجتمعاتنا بشكل خاص فإن ذلك من الطبيعى لأن مقالاتى هنا تعد من نوعية المقال الإجتماعى فى الأساس وهى موجهة للمجتمع.
وأيضا إذا كنت قد أشرت إلى سلبيات فى مجتمعاتنا فهذا ليس معناه أنه لا توجد إيجابيات ولكنى أرى أنها من الطبيعى أن تكون موجودة لأن الأصل أن نكون إيجابيين ولكن السلبيات أعمال شاذة لابد من الإشارة إليها لتفاديها قدر المستطاع ، وأخيرا أود أن أقول أن كل ما ورد فى هذا الكتاب هى عبارة عن أفكار خاصة بى إن وجدت فيها خيرا عزيزى القارئ فالحمد لله وإن لم تجد فأرجو المعذرة ، إنما هو جهد المقل.
والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل.
0 comments:
إرسال تعليق