ربما نتسائل عن سبب نهاية الأسماء الكرواتية بحرف "IC" "إيتش" كـ " ماندجوكيتش، مودريتش، كوفاسيتش" والذين سطع نجمهم مؤخرا بعدما نجحوا في الوصول لنهائي المونديال لأول مرة في تاريخهم.
ومن الطريف أن الأسماء الكرواتية تعبر عن مهنة أو أصول تعود لبلاد بعينها، فمثلا الأسماء التي تنتهي بحروف "IC"، "إيتش" تعني "الصغير" أو"خلف" أو "خليفة"، بمعنى أن اسم مثل "كوفاسيتش" فهو ابن لأب يدعى كوفاتش أو أم تدعى كوفا، أي أن "كوفاسيتش" قد تعني كوفاتش الصغير.
القواسم المشتركة في الكنية السلافية
يثير الانتباه عند متابعة مبارايات المنتخب الكرواتي في مونديال روسيا، وجود قاسم مشترك في كنية لاعبي هذا المنتخب، كلها تقريبا، تنتهي بـ" إيتش"( ic).
وتقول الباحثة، سبليتير – ديلبروفيتش، إن هذه النهاية في الكنية، مشتركة وتجمع الكروات والصرب. ولكن لدى الصرب، تسود بشكل كامل " ic" في نهاية الكنية- نراها موجودة لدى 953 من أصل 1000.
ولكن هذا الشكل يبدو أقل لدى الكروات الذين يستخدمون في حالات كثيرة، أشكال الكنية، السائدة لدى جيرانهم من الشعوب السلافية الأخرى وخاصة السلوفينيين.
ويشار إلى أن، النهاية، "إيتش"، تنتشر في الكنية الكرواتية، بشكل غير متساو: ففي المنطقة الوسطى من هذه الدولة، يملك هذا الشكل من الكنية، حوالي 8/2 من السكان لا أكثر- على سبيل المثال، في منطقة بيترينيا ومنطقة اوغولين. أما في منطقة فوينيتش، فتصل النسبة إلى 71%.
وفي شمال البلاد، في منطقة بريلوغ الحدودية، توجد "إيتش" في نهاية الكنية، فقط بمقدار 64/1. ولكن حتى هنا تبقى الشكل الأكثر شيوعا ونسبتها الدنيا في كرواتيا أعلى مما هي عليه في سلوفينيا حيث نسبة هذه الكنية، فقط 15%.
وتنتشر هذه الأشكال من الكنية، لدى الشعوب السلافية الأخرى- لدى البولنديين، موجودة منذ القرن الخامس عشر وانتشرت بكثرة في القرن السابع عشر – الثامن عشر، وخاصة لدى التجار والباعة والحرفيين.
ويوجد هذا الشكل من الكنية، لدى السلوفاك والبيلاروس والأوكرانيين وبشكل أقل بكثير لدى التشيك والبلغار. وأما لدى الروس فهي تستخدم للدلالة على اسم الاب – ألكسندروفيتش، تعني ابن ألكسندر.
ولا يقتصر تشابه الأسماء على الكروات فقط، فهو موجود أيضا في أسماء لاعبي منتخب صربيا مثل "ماتيتش"، وأسماء لاعبي منتخب البوسنة والهرسك الغائب عن المونديال مثل "بيانيتش"، وتتواجد هذه الأسماء أيضا في جميع الدول التي كانت تابعة للاتحاد اليوغوسلافي السابق، مثل سلوفينيا وكوسوفو والجبل الأسود.
0 comments:
إرسال تعليق