• اخر الاخبار

    الاثنين، 16 يوليو 2018

    الدكتور رضا عبد السلام يكتب عن :في العمل العام.. أنت واحد من اثنين!!



     

    إما أنك من (النوع الأول)، إنسان نقي السريرة، لديك حلم عظيم وشريف لوطنك، وتستهدف من دخولك العمل العام (عضوية مجلس نيابي أو جمعية أو منصب تنفيذي أو سياسي) تحقيق هذا الحلم.

    أنت تسعى لاستثمار ما حباك الله من قدرات (شخصية أو علمية أو ادبية أو مجتمعية) لخدمة وطنك والارتقاء به. مؤكد أنك لست ملاكا، حيث لا ملائكة على الأرض، ولكنك انسان تجتهد، لتصلح من شأن نفسك ومن وضع مجتمعك.

    أو أنك والعياذ بالله (من النوع التاني)، إنسان وصولي، تعاني من عقد نقص كثيرة، أو أزمات داخلية، وتحاول تعويضها من خلال التودد والتمسح والتملق والتسلق (حتى ولو على حساب أو على جماجم الآخرين) لإشباع هذه الرغبات الدنيئة والمريضة...وبأي ثمن...حتى لو كان الشرف.

    كل ما يهمك أو شغلك الشاغل، يا من تنتمي للنوع الثاني، أن تكون نائبا في برلمان، أو مسؤلا سياسيا أو إعلاميا مشهورا، أيا كان الثمن الذي ستدفعه أو سيدفعه غيرك...فالمهم أن تكون في الصورة وتحت الأضواء، مهما قال الشرفاء عنك، ومهما كان احتقارك لنفسك عندما تختلي بها، وتواجهك بحقيقتك!!

    وقد رأينا بأم أعيننا نماذج هذا النوع الثاني، من نوعية محبوب عبد الدايم، وهي تهلل لمبارك وتركع للوريث جمال بيه، وبعد اشتعال ثورة يناير رأيناهم بقدرة قادر على أكتاف الثوار ضد النظام الظالم المستبد!! فاكرين؟!

    وحتى، عندما صعد وتمكن الإخوان، وجدناهم يتحدثون عن بسالة شباب الإخوان وان لديهم مشروع محترم، ثم عندما قامت ثورة 30 يونيو وجدناهم في مقدمة الثوار واللاعنين للإخوان، وهاهم الآن يتقدمون الصفوف، يصنفون الناس، وينظرون ويتحدثون عن المستقبل...أي مستقبل؟!

    لهذا...عزيزي، يا من تنتمي للنوع الأول، اعلم علم اليقين بأن طريقك لن يكون مفروشا بالورود، لانك لست في جنة رضوان، وخاصة في عالم السياسة...أنت على الأرض وتعيش وسط كائنات بل شياطين النوع الثاني، التي لن تتركك، بل سيكون الشغل الشاغل لها دفنك وتشويهك...واستخدام جميع الحيل والوسائل للقضاء عليك.

    إذا كنت حقا من النوع الأول...نصيحة صادقة من محب ومجرب...ستخسر وقتك ومالك وصحتك وأسرتك، وربما سمعتك على أيدي عصابات وقاذورات النوع الثاني...التي يؤلمها أن ترى نجاح، أو إنسان شريف.

    وفي المقابل، يزداد أشخاص النوع الثاني من العاملين في الشأن العام "قوة وصحة ومآلا وقصورا، وأراضي دولة بآلاف الأفدنة...وحضورا وتقديرا في كافة المناسبات"...ولكن حتى حين!!

    والحقيقة، هذه ليست دعوة لانسحاب الشرفاء والوطنيين من العمل العام، ولكني أوضح الأمر وأضع النقاط على الحروف، حتى يدرك كل منا مساره ونهاية طريقه الذي اختاره لنفسه...وحتى يأخذ حذر...خاصة وأنني على يقين بأن هناك شرفاء كثر لديهم الرغبة في خدمة هذا الوطن، وهم صادقون في مسعاهم والوطن يستحق.

    أنا شخصيا، رغم ما أنعم به الله على من نعمة القبول وحب الناس، بعد الفترة الوجيزة التي قضيتها في العمل العام، لو عاد بي الزمن لثمان سنوات مضت، قبل أن أهدر وقتي في مناصب وأعمال ادارية استهلاكية، لأعدت التفكير، ولفكرت طويلا قبل دخول هذا العالم، الذي أفتقر إلى الكثير من مقوماته!!

    هذه هي الحقيقة...كثيرا ما جمعتني الظروف، واضطرتني لأكون في معية مخلوقات النوع الثاني، من الطبالين والزمارين والافاقين، ومن أكلوا ويأكلون على جميع الموائد والعصور...كنت دائما أشعر بأنني جسم أو كائن غريب وسطهم...كنت احلم باللحظة التي أبعد فيها عن هذا الجمع، الذي لا أشعر بأي انتماء له!!

    ولكن لا تقلق...فالجزاء دائما يكون من جنس العمل...هناك من يدخل التاريخ من أوسع أبوابه...وهناك من يلقى به ليهوى في غياهب مذبلة التاريخ...مهما طال الزمن أو قصر سواء بالنسبة لرجال النوع الأول أو الثاني...لابد من نهاية...وهي قريبة جدا جدا.

    الأهم هو أن تتذكر دائما، وتبحث عن مكان لك في التاريخ...فإما أن تكون خالدا مخلدا مع نماذج مضيئة ومشرفة؛ من أمثال حسب الله الكفراوي أو عبد الحليم أبو غزالة أو أحمد رشدي....الخ، أو أن تكون في معية محبوب عبد الدايم ورفاقه....دمتم بألف خير وسعادة.
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الدكتور رضا عبد السلام يكتب عن :في العمل العام.. أنت واحد من اثنين!! Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top