بين بساتين الأدب العربي العريق
اقتطفنا اليوم زهرةً أدبية عريقة ..إنها قصيدة الشاعر الفلسطيني القدير عبد العزيز بشارات فلنبحر في مفرداتها الواعظة ..
--------- لو دامت لغيرك ما آلت إليك -------------------
إذا ما حُزتَ في الدنيا السُّرورا ....ونلتَ المالَ تحسبهُ نصيرا
وعدّدتَ المراكبَ والمباني ........وكِدتَ لفرحةٍ لكَ أن تَطيرا
لبستَ من الحرير ثيابَ عزٍّ. .......لتشمخَ في مَفاتِنِها غرورا
رداءُ الكبرِ باتَ لهُ حليفاً ........وفي الطرقات يَملَؤُها شرورا
نسيتَ بأنّ اصلَك من تُرابٍ ........وتحملُ بين جَنبيك الحقيرا
نسيتَ بأن ما في الكون يَفنى .......ولا يُبقي صَغيراً أو كبيراً
وهذا التّاجُ يَبقى بَعد مَوتٍ ..........ولن تَجدَ الجَلالَة والأميرا
فَلا تَمنُن بِمالٍ أو مَتاعٍ ...........وكُن بينَ الدُّعاةِ فَتىً صَبورا
وشاور مِن كبار النَّاس فرداً .........كبيرَ القوم نحسبه بصيرا
يعيشُ الناسُ في دَعَةٍ وأَمنٍ ..........إذا ما كان علمهمُ غزيرا
ومن ترك الحياةَ بغير علمٍ .........تلاشى ذكرُه فهوى حسيرا
فلا (الشيكات) تنفعُ بعد موتٍ ......ولا( فيزا) تُبلِّغُنا المصيرا
ولا حَجزُ الفنادق والملاهي...........سَينفَعُنا إذا زُرنا القبورا
فحاذِر أن تكونَ بغير زادٍ ......اذا ما الناسُ قد جَمعوا الكثيرا
فليس بنافعٍ مالٌ وجاهٌ.................يفرُّ المرءُ مَذموماً كسيرا
يصيحُ المرءُ أهلي ثمّ مالي ........وجاهي ثم أبنائي حُضورا
فلا أحدٌ يجيبُ ولا يُلبّي ............لقد تركوك بعد الدَّفن بورا
أيا ربِّ ارجعونِ إلى حياتي .......لأعملَ صالحاً أو أَستجيرا
ولكن لن تؤخّرَ بَعض وقتٍ ......فقد سَبق القضاءُ بك النذيرا
ومن صلى على العدنان عشراً ......تلقّى أجرها خيراً وفيرا
0 comments:
إرسال تعليق