ضاقَ بالظّلمِ حُسينٌ فغدا
راحلًا نحو المنايا والقدر ْ
رافضًا تلك الرّزايا جُملةً
منهُ إشفاقًا على الدّينِ حذر ْ
غير أنّي لستُ أنسى ذكرهُ
عابرًا تلكَ البراري والأثر ْ
كم تمنّوا موتهُ أو مقتلهْ
غير أنّ الموتَ لا يعني الحُفر ْ
عافَ في الدّنيا وجودًا مُترفًا
بعدما أهدت لهُ جُودَ الوطر ْ
تتمنّى قُربهُ لو ساعةً
قد رماها السّبطُ دومًا بالحجر ْ
يمتطي خيلًا لهُ كم تستعر ْ
حاربَ الجورَ مرارًا ما ضجر ْ
عابهُ القومُ جِهارًا عارضوا
كم تناسوا أنّهم ليسوا بشر ْ
كيف فرضُ الودّ ِ أمسى مَقتلًا
بعدما كان ودادًا في السّور ْ
كم قُساةٍ مرقوا أمثالهم
كم جُفاةٍ مزّقوا ذاك الأثر ْ
ورفيعُ الشّأنِ من ذاك السّمو
أحمديُّ الفِكرِ لا يبغي البَطَر ْ
لن يُساوى مثلهُ مهما علوا
فمصيرُ الكِبرِ في تلكَ الأُكر ْ
حلَّ يومٌ ذاكرًا جُرمًا لهم ْ
حاولوا طمسًا لهُ طَمسَ الخبر ْ
طاوعوا أمرَ جهولٍ مُفسدٍ
من ضحاياهُ مئاتٌ بالحفر ْ
كربلاءُ العُمرُ ها قد كم روت ْ
كم رضيعٍ قطعوا منهُ النّحر ْ
كم دماءٍ سفكوا في كربلا
أغلظُ الخَلقِ قلوبًا من حجر ْ
ويحَ قلبٍ مؤمنٍ كم ينفطر ْ
بصبابٍ كانصباباتِ المطر ْ
كيفَ لا يبكي وقد سالَ دمٌ
من حُسينٍ في البراري واحتضر ْ
يا غرامًا ليس يَنسَى خِلّهُ
يا وِدادًا لم يزل مِثلَ الدُّرر ْ
كيف يُنسى مقتلُ الطّفلِ الذي
من دِماهُ أُرضعَ الفاهُ فَخَر ْ
بنبالِ الحرمليّ الأموي
من يزيدٍ أمْرهُ بالمختصر ْ
صارَ عيدًا ثالثًا في عاشرٍ
بالتّهاني والأماني لا الكدر ْ
أيُّ إسلامٍ جديدٍ مبتدع ْ
كم نسوا أمرَ وِدادٍ قد صدر ْ
مزّقوا ذاكَ الكتابِ المؤتمنْ
أسخطوا الباري عليهم والبشر ْ
حرّفوا دينَ السّلامِ العالمي ْ
ونبيًّا صوّروهُ كالشّرر ْ
يا لبيبًا باحثًا عن قصدهِ
تلكَ عاشوراءُ تأتي بالخبر ْ
ءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء
بحرُ الرمل المحذوف
0 comments:
إرسال تعليق