غياب الضمائر في ساحة الليل قد
أيقظت زفرات الأنين
فما بك يا هذلي تجوب دروب السياسة دون اعتذار
وجئت وحيداً تعاني من الفقد ترسم ما شئت من صور للحنين
و تذوي السياسة في خبط عشواء من ذا يحاسب جمهرة المجرمين ؟
و من ذا يحاسب حاطب ليل يقود السفين ؟
طريق طويل أمام الصبي الحزين
و جرح يصب قناديل أمنية حوصرت بالدماء
و كان العراك شديداً مع العاثرين
طريق طويل أمام الفتى المتمدد فوق الرماد
و للهذلي اعتراف بأن المنية حتم يدك بيوت العناد
و كان يهدهد قلباً توجع حين رثى الراحلين
و ما كان شيء بهذي البسيطة ينفع إلا الرشاد
و لكنني في الطريق الحزين
أخاف على وردة لم تزل تتفيأ ظل الحوار
تموت - و لم تفهم الموت بعد - بمجزرة و حصار
طريق طويل بأحضان صحراء يا طفل يا طينة من وداد
تموت و تبكي عليك النوافير في حرقة و حنين
و حيناً تكون يتيماً فيذكرك الصخر في عبرة و جِلاد
و للهذلي انسجام مع الموت محتسباً في الحياة ثمار الفؤاد
و واسته أشعاره هل رأينا دموعاً تسيل كنهر سخين ؟
و كيف سمعنا بأبياته صوت طفل بغزة يدعو على المعتدين؟
و أين يكون الفرار من الموت يا هذلي ؟
فإن نهاية هذي الحياة رقاد
و بعد الرقاد الطفولة تمضي إلى نعمة و سداد
و ما زلت بالشعر تعلو على الظالمين
و تمشي بغزة تعلن : - لا ينفع
المرء شيء - فهذي الحياة سهاد
و ذكرك للقبر نعم الضماد
و ذكرك للحاطبين بليل جريء و لكنه بُلْغةٌ و عتاد
0 comments:
إرسال تعليق