تغير مفاجئ في مزاج حفيدي .. أتي لي وقال بحماسة فادحة .. أنا عاوز آكل "ملوخية" .. حاجباي ارتفعا شبرين .. ولم يعودا مكانهما .. صمت
ثم دهشة .. كيف ولماذا ؟! .. ما سر هذا العشق
المفاجئ للملوخية ؟! .. الإجابة .. مسلسل بكار .. شاهدت معه حلقة كاملة لأستعيد عظمة
إبداع المخرجة مني أبو النصر فى اختراع شخصية بكار الطفل المصري النوبي الذكى حلال
العقد .. السيناريو والحوارات كانت ذكية جدا ومؤثرة وموحية .. أصحاب بكار الصغار يعشقون
أطباق الملوخية التى تقدمها لهم أمه محبة وكرما .. وعندما نفدت الملوخية .. راحوا يناقشون
بدائل الطعام المتاحة فى حالة من الرضا والأريحية..
و من هنا يأتى دور الدراما في التعليم بالإيحاء.. وهو دور عظيم جدا
.. أذكر أيضا حيلة مدهشة عن عبقرية الإيحاء
.. شاهدتها في فيلم
"فوكس " بمعنى التركيز .. الممثل العالمي ويل سميث يلعب دور نصاب يضع خطة جهنمية للإيقاع بمليونير يعشق المراهنات .. ويل سميث راهن
الملياردير وتحداه أنه يستطيع أن ينبأ بإختياراته
.. ودعاه أن يحضر مباراة علي ملعب ال American football و يختار
رقم أي لاعب ف الملعب .. وأن
صديقة سميث سوف تكون شاهدة على رقم اللاعب الذي نظر إليه الملياردير و اختاره .. و يكسب ويل سميث الرهان .. كيف ؟! يشرح انه خطط بمكر شديد .. ووضع رقم 55 أكتر من
سبع مرات خلال اليوم في مرمي نظر الملياردير ..مرة علي باب الأسانسير .. ومرة مكتوب
علي جدار في الفندق .. ومرة على ظهر مشجع في الشارع
الفكرة إن ويل سميث كان يعمل جاهدا على قرصنة العقل الباطن للملياردير ..
وبرمجته على رقم 55 .. و بإلحاح شديد .. من أجل لحظة الاختيار .. فيراهن
عقله أتوماتيكيا علي الرقم ٥٥ ..
فيكسب النصاب ويل سميث منه الملايين
.. ومن الحيل الشريرة المعروفة في الغيرة والمنافسة وكيد النساء .. أن
تبادر امرأة غريمتها قائلة .. أهلا يا فلانة
.. مالك متغيرة كده ليه .. جايز قصة شعرك
.. لونه الجديد ؟! .. وزنك زاد شوية ؟! ..انتي
صحتك كويسة؟ .. وهكذا تنجح في ضرب ثقتها بنفسها .. نفس السيناريوهات تحدث بين الرجال
بطرق مختلفة .. فلا يبلعن أحدكم الطعم أبدا ..
ولا يستسلم لهذه الإيحاءات الشريرة .. ولكن هناك علي النقيض من يستخدم الإيحاء في العلاج وفي إنقاذ الأرواح
المحطمة .. مثل طبيب قنديل أم هاشم الذي أوحي لمريضته ابنة عمه انه سوف يستخدم زيت
القنديل واشياء أخرى في علاج عينيها .. فتفرح .. و تنجح الحيلة
.. وعلى مستوى الشخص نفسه ..
حبذا لو توحي لنفسك دوما أنك نشيط وأنك نمت
مدة خمس ساعات فقط ولكنك تحس بحيوية كبيرة
.. وهكذا تحفز نفسك على القيام والانطلاق والحركة ..
وعملية ا لإيحاء أو الاستهواء أو التلقين "علميا" هي العملية
النفسية التي يوجه من خلالها الشخص أفكاره ومشاعره وسلوكياته المرغوبة لشخص آخر من
خلال تقديم المحفزات بدلاً من الاعتماد على الجهد الواعي
.. ويستخدم فيه الرمز والتلميح
عادة ..
وفي تعريفات الجرجاني .. الإيحاء هو إلقاء
المعنى في النفس بخفاء وسرعة … اما معنى الإيحاء في الفلسفة الحديثة ف لا يخلو من اللبس
والغموض ولكنه شديد التأثير كالسحر .. و من الأخطاء المؤلمة التي نرتكبها مع كبار السن
.. أن نعاملهم طوال الوقت باعتبارهم زجاج قابل للكسر .. ف نبالغ في مساعدتهم وفي الحديث اليهم بلهجة العطف والشفقة .. مما يعزز
الاحساس لديهم بالعجز ويزيد من وهم تراجعهم صحيا
و كأن النهاية قد اقتربت
.. وختاما تضرب هذه القصة الطريفة
مثلا حيا لقوة الإيحاء .. يسألك أحدهم .. ما لون السحابة .. ستقول أبيض .. ما لون الملح
.. ستقول أبيض .. ما لون السكر .. سنقول أبيض .. ما لون بالطو الطبيب ..ستقول .. أبيض
ثم يباغتك بسؤال لوذعى ..ماذا تشرب البقرة ؟ .. سوف تتجه اختياراتك إلي
اللون الأبيض .. فتقول دونما تفكير .. البقرة تشرب اللبن
.. وهكذا تصبح سيادتك رقما إضافيا
في قائمة ضحايا " المايند هاكر" أو
قراصنة العقول
0 comments:
إرسال تعليق